مخطوطة – سُلافةُ العصر في مَحاسنِ الشُّعراء بكُل مِصْر

عنوان المخطوط: سُلافةُ العصر في مَحاسنِ الشُّعراء بكُل مِصْر ( ).
المؤلف: علي خان بن أحمد خان بن محمد معصوم، الشيرازي، ابن معصوم الباطني (ت1119هـ/ 1707م) ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 342، الورقة 244 × 154 ـ 186 × 083 عدد الأسطر: (25).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، يا مَن أودَع جواهر الكلم حقائق الشفاه؛ فنظمت منها الألسُنُ لحمدِهِ تقاصِيْرَ وعُقودا، ويا مَن أطْلَعَ زواهِرَ الحِكم من كُمامِ الأفواه، فجنت منها العقولُ لشُكرِهِ أزاهيرَ وروداً، نحمدُك على ما قلَّدتنا به من مِننك التي فاقت قلائِد العِقيان، وعُقود الدُّرَرِ، ونشكرُكَ على ما أهَّلْتنا له من اقتناص شوارد فوائد الأعيان الواضحة الحجول والغُرر؛ حَمْداً تتحلَّى بحُلاهُ أجيادُ الْمَهَارِقِ ولبَّاتُ الطروس، وشكراً يتجلَّى بسَناهُ مزيدُ الآلاء تَجَلِّيَ الغادةِ العروسِ، ما كُحِّلَتْ أجفانُ سُطور الدفاتر بمَرَاوِدِ أقلامِ إثْمِدِ المَحابِرِ، وجَلَتْ ماشِطَةُ اليراعَةِ عرائسَ أبكارِ الأفكارِ في مَنَصَّاتِ الْبَرَاعَةِ، ونُصلِّي على رسولك الذي قلّدَ بنظيمِ عقود ألفاظِهِ لِلزمانِ جِيْداً ونِحْراً، الصَّادع بقولِهِ الصادقِ <إِن مِن الشعر لِحِكمة، وإن من البيانِ لَسِحراً> نبينا محمد الهادي المُظَلَّل بالغمامةِ، الْمُفْحِم بلسانِه الضادي مَدارهَ نَجْدٍ ومَصاقِع تهامة، المؤيَّد بمُعجزِ آياتٍ تُتلى، على مَرِّ الدُّهُور ولا تُبلى، الممدود سُرادق مجدِه على قِمَمِ الأفلاكِ شَرَفاً ونُبْلاً، وعلى آله الذين مهَّدوا بِعليا فصاحتِهم نهْجَ البلاغة، وصحبه الذين امتثلوا أوامرَهُ وصدَّقُوا بَلاغَه صلى الله وسلم عليه وعليهم، صلاةً وسلاماً يعبقُ الكونُ من نشرهما ريَّا، ما تَحَلَّتْ عروسُ السماءِ بسِوارِ الهِلال، ومَنْطقةِ الْجَوزاء، وقُرْطِ الثُّريَّا.
وبعد فيقولُ الفقيرُ علي صدر الدين المدني بن أحمد نظام الدين الْحُسينيّ الحَسنيّ أنالَهما اللهُ سُبحانه من فضله السَّنِيّ: إنَّ الأدبَ روضٌ لا تزالُ عَذَباتُ أفنانِ فُنُونِهِ تترنَّحُ بنَسَماتِ الْقَبُوْلِ، وثمراتِ أوراقِهِ في الأذواقِ معسولة الْمُجتني، لا يعتري نضارَتَها على مَرِّ الزَّمانِ ذُبُول، تبسطُ أردانَ الأذهانِ لاجتناءِ نُوَّاره وزُهُوره، وتملأُ أكمامَ الأفهامِ من ورودِ أكمامِ منظومِهِ ومنثورِهِ، وتَمِيْسُ بِنسائِمِهِ معاطفُ اللسانِ، لا الأغصانُ، وتسقى بسلسله رياضُ الجَنانِ لا الجِنان، ويتأرَّجُ بأنفاسِهِ المنطقُ السَّحَّارُ لا الأسحار، كيف لا؛ وهو فرضُ الإنس المؤدّى، وحبيبُ النفسِ المُفدَّى، وصديقُ الطبعِ، وعشيقُ السمعِ، وراحُ العَقل، ونَقْلُ النَّقلِ، طالما باهَتْ أربابُهُ بِسَناهُ القمرَ في ليالي السَّمَر، وضاهت بلآلِئ نظمِه دُرَرَ البُحور في نُحُور الْحُور، وساجَلَتْ بِسَجْعِ نَثْرِهِ الْمَصُوْنِ، سَجْعَ الحَمائِمِ في فُرُوع الغُصون، حتى رَفَعَتْ بهم غرِّيْدتُهُ عَقِيْرَتَهَا إذْ سَجَعَتْ ونَبَّهَتْ ذاتَ طَوقِهِ بِحُسْنِ أَلْحَانِها الأجفانَ إذْ هَجعتْ
وكم أهدتْ إلى الأسماعْ مَعنىً كأنّ نسيمَهُ شَرِقٌ بِراحِ
ولفظاً ناهَبَ الحلي الغواني وأهدى السِّحْرَ لِلْحَدَقِ الْمِلاحِ
ولله عصابه فوفوا سهام الإصابه فجددوا معاهده في كل عصر، واجتلوا من خرائده يتيمة دهر ودمية قصر، ونظموا من فرائده قلائد العقيان، ونسقوا من فوائده عقود الجمان… وكثيراً ما عَنَّ لي أن أجمع ديواناً يشتمل على محاسن أهل العصر. أسلك فيه سبيل يتيمة الدهر، ودمية القصر. وغيرهما من الكتب المقصورة على هذا الغرض. المُقرطسة سهامُها المفوَّقةُ لِشواكِلِ الغرض. فكان يصدُّني عن ذلك ما مُنيتُ به من حَوادثِ دَهْرٍ تستفرغُ صَبْرَ الجَليد. وصُروف أيامٍ تُشيبُ بوقائِعِها رَأسَ الوليد… وذلك من سنة ثلاث وسبعين إلى آخر سنة إحدى وثمانين. وهي السنة التي شَرَعْتُ في آخِرِها في تأليف هذا الديوان… إلى أن أُهْدِيَ إليّ مِن مَكة المشرفة. لا زالتْ بأقرَاطِ السُّرُورِ مُشنّفة. كتاب ريحانة الألباء. وزهرة الحياة الدنيا. تأليف العلامة النحرير. ومالك أزمَّةِ التحقيق والتحرير. شِهاب الدين أحمد الخفاجي ( )… وسَمَّيتُه بِـ <سُلافةِ العصر. في مَحاسنِ الشُّعراء بكُل مِصْر> والله أسأل أن يوفقني لإتمامه…
آخره:… ومنها:
والزمْ جنابَه وإياك الملل إن يَستطل وصلٌ وإنْ لم يَستطل
واقصد جنابه ترى مآثره والله يقضي بهباتٍ وافره
وانسبْ له فإنه ابن معطي ويقتضي رضىً بغير سُخط
واجعله نصْب العينِ والقلبِ ولا تعْدل به فهو يُضاهي المثلا
هذا ما اخترته منها وقد ضمن غير واحد أكثر مصاريع المُلحة للحريري، وأما ألفيةُ ابنِ مالك، فلم أسمع تضمينها إلا من هذا الفاضل، ولا أعلم هل سَبَقه إلى ذلك أحدٌ أم لا، والله أعلم.
قال مؤلف الكتاب: علي صدر الدين المدني ابن أحمد نظام الدين الحسيني الحسني. أنالهما الله تعالى من فضله السني: هذا آخر ما مَنَّ اللهُ سبحانه باثباتِهِ ويَسَّرَه. وسَهَّله بفضلِهِ الذي تُزال به كلّ مَعْسَرة. من تراجم أعيان العصر، وإن كانت في الحقيقة ليست على الاستقصاء والحصر، غير أني أوردت ما قدرْتُ عليه، كما تقدمت الاشارة سابقاً إليه، وأنا أعتذرُ إلى مَن لم أذكره في هذا الديوان؛ مِن أعيان هذا العصر والأوان، بعدم الاطلاع على آثارهم، والعثور على نِظامهم ونثارهم…
مَن ذا الذي ما ساءَ قطّ ومَن له الحُسنى فَقَطْ
ومًن ذا الذي تُرضى سَجاياه كُلّها كفى المرء فخراً أنْ تُعَدَّ مَعائِبُه
جَعَلنا اللهُ وإياكم مِمَّن سَبقتْ له الحُسنى. وأحَلَّنا بكَرَمِه مِن دار المقامة المقام الأسنى…
والحمد لله سبحانه على ما رزقنا من فضله التام. والشكر له سبحانه على ما يسره من حسن الابتداء والختام، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الهُداة الأعلام، وعلى صحبه الذين اتبعوا رِضاه وأعْرَضوا عَمَّنْ عنَّفَ ولامَ. صلاةً وسلاماً يعتَنِقانِ اعتناقَ الألِفِ واللامِ.
وكان الفراق من تأليف هذا الكتاب عَصْرَ يوم الخميس المبارك لسبع خلون من شهر ربيع الثاني؛ أحد شهور سنة اثنتين وثمانين وألف/ 1768م، أحسن الله ختامها، والحمد لله رب العالمين.
فَرغَ من مَشَقَّةِ مَشْقِ هذا الكتاب المُستطاب، أقلُّ خلق الله تعالى وأحوجُهم إلى عفوه وكرمه في دنياه ويوم الحساب، العبدُ الغرقانُ في معاصي، مليكه الرحمان، المسؤول منه الصَّفح عن عبدِهِ والامتنان، العبد الذليل: سعيد بن درويش بن علي كُجُراتي، تجاوز الله عنهم أجمعين، وكان ذلك في اليوم الثامن والعشرون من جمادى الأولى، إحدى شهور سنة اثنتين وثماين بعد الألف من الهجرة المحمدية المُصطفوية. تمت.
ملاحظات: مخطوطة المؤلف، وهي مخطوطة خزائنية نادرة، ويوجد في أولها فهرست في ستّ صفحات مُجَدْوَلٌ ومُذهّب، ومكتوب في آخرها ما نصُّهُ: أنهاهُ مُؤلِّفُهُ مُطالعةً فَصَحَّ إنْ شاءَ اللهُ تعالى، إلَّا ما زاغَ عن البصر، أو راغَ عنه النظر، وكَتَبَ مُؤلِّفُهُ: عليَّ الصدر المدنيّ بنُ أحمد نظام الدين الحسيني والحسني، كان الله لهم وبلَّغَهُما أمَلَهُما، وذلك يوم الجمعة المبارك لثلاث خلت من ذي القعدة الحرام سنة 1082 هـ/ 1769م. وفي آخرها: أربع صفحات من الفوائد الشعرية المنسوبة بخط المؤلف، الناسخ: سعيد بن درويش بن علي كُجُراتي. تاريخ النسخ: سنة 1082 هـ/ 1769م. الوضع العام: خطّ النَّسْخ الواضح المضبوط بالحركات أحياناً، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة، وكافة الصفحات لها إطارات مُذهّبة وملونة، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات كثيرة، والغلاف جلد عثماني، وعَليه تملّك مؤلفه: علي الصدر المدني الحسيني، وتملّك راغب پاشا. وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 53815.

رمز المنتج: mrgp1439 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

العنوان

سُلافةُ العصر في مَحاسنِ الشُّعراء بكُل مِصْر

المؤلف

علي خان بن أحمد خان بن محمد معصوم، الشيرازي، ابن معصوم الباطني (ت1119هـ/ 1707م)

رقم المخطوطة

1120

عدد الأسطر

25

تاريخ النسخ

سنة 1082 هـ/ 1769م

الناسخ

سعيد بن درويش بن علي كُجُراتي

عدد الأوراق وقياساتها

342، الورقة 244 × 154 ـ 186 × 083

أوله

بسم الله الرحمن الرحيم، يا مَن أودَع جواهر الكلم حقائق الشفاه؛ فنظمت منها الألسُنُ لحمدِهِ تقاصِيْرَ وعُقودا، ويا مَن أطْلَعَ زواهِرَ الحِكم من كُمامِ الأفواه، فجنت منها العقولُ لشُكرِهِ أزاهيرَ وروداً، نحمدُك على ما قلَّدتنا به من مِننك التي فاقت قلائِد العِقيان، وعُقود الدُّرَرِ، ونشكرُكَ على ما أهَّلْتنا له من اقتناص شوارد فوائد الأعيان الواضحة الحجول والغُرر؛ حَمْداً تتحلَّى بحُلاهُ أجيادُ الْمَهَارِقِ ولبَّاتُ الطروس، وشكراً يتجلَّى بسَناهُ مزيدُ الآلاء تَجَلِّيَ الغادةِ العروسِ، ما كُحِّلَتْ أجفانُ سُطور الدفاتر بمَرَاوِدِ أقلامِ إثْمِدِ المَحابِرِ، وجَلَتْ ماشِطَةُ اليراعَةِ عرائسَ أبكارِ الأفكارِ في مَنَصَّاتِ الْبَرَاعَةِ، ونُصلِّي على رسولك الذي قلّدَ بنظيمِ عقود ألفاظِهِ لِلزمانِ جِيْداً ونِحْراً، الصَّادع بقولِهِ الصادقِ <إِن مِن الشعر لِحِكمة، وإن من البيانِ لَسِحراً> نبينا محمد الهادي المُظَلَّل بالغمامةِ، الْمُفْحِم بلسانِه الضادي مَدارهَ نَجْدٍ ومَصاقِع تهامة، المؤيَّد بمُعجزِ آياتٍ تُتلى، على مَرِّ الدُّهُور ولا تُبلى، الممدود سُرادق مجدِه على قِمَمِ الأفلاكِ شَرَفاً ونُبْلاً، وعلى آله الذين مهَّدوا بِعليا فصاحتِهم نهْجَ البلاغة، وصحبه الذين امتثلوا أوامرَهُ وصدَّقُوا بَلاغَه صلى الله وسلم عليه وعليهم، صلاةً وسلاماً يعبقُ الكونُ من نشرهما ريَّا، ما تَحَلَّتْ عروسُ السماءِ بسِوارِ الهِلال، ومَنْطقةِ الْجَوزاء، وقُرْطِ الثُّريَّا.

آخره

… ومنها:

الوضع العام

خطّ النَّسْخ الواضح المضبوط بالحركات أحياناً، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة، وكافة الصفحات لها إطارات مُذهّبة وملونة، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات كثيرة، والغلاف جلد عثماني، وعَليه تملّك مؤلفه: علي الصدر المدني الحسيني، وتملّك راغب پاشا. وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 53815.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “مخطوطة – سُلافةُ العصر في مَحاسنِ الشُّعراء بكُل مِصْر”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *