Search
Search

مخطوطة – شفاء الأسقام ودواء الآلام

نبذة عن كتاب مخطوطة – شفاء الأسقام ودواء الآلام

عنوان المخطوط: شفاء الأسقام ودواء الآلام ( ).
المؤلف: خضر بن عليّ حسام الدين، القونوي، حاجي پاشا، الحنفي، ت820هـ/ 1417م ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 1، الورقة 333 × 235 ـ 241 × 101، عدد الأسطر: (1).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، لا آلاء إلا آلاؤه تعالى وتقدّس، ربّ يسر وأعن. الحمد لله الذي خلق الانسان في أحسن الصور، وعلمه خواص الأشياء من النفع والضرر، والصلاة على نبيه محمد المختصّ من بين البشر بشفاعة العاصين من المعاشر في المحشر، وعلى آله وصحبه الهادين لأهل البدو والحضر، ما لمعَ على الخضراء الشمس والقمر، وطلع على الغبراء النجم والشجر. أما بعد: فيقول العبد الفقير المذنب الأواب، المحتاج إلى رحمة الله التواب؛ خضر بن علي بن الخطاب، جاملهم الله بفضله في المآب، وعاملهم بلطفه في الحساب: لما رأيت أن علم الطب أجلّ المفاخر والسعادات، وأجمل المأثر والصناعات؛ إذ به يحصل حياة النفوس والأرواح، وصحة الأبدان والأشباح، وبه يكون الخلاص من الأمراض والأسقام، والمناص من الأعراض والآلام، ومعلومه لا يتغير بتغيُّر الملل والأديان، ومحصوله لا يختلف باختلاف الأمكنة والأزمان، ولذلك اتفقت على علو مرتبته وفخامته عامة الشرايع والدول، وشهدت برفعة شانه ومكانته كافة الملل والنحل، لله درّه قائلاً: العلم؛ عِلمان: علم الطبيعة؛ وعلم الشريعة… ومارست في المارستانات سنين بعد سنين، وكرّرت فيها الأعمال والتدابير حيناً بعد حين؛ خصوصاً: المارستان المنصوري؛ الكائن بمدينة مصر في القاهرة. ما جعلها الله للمسلمين بقاهرة… ولازمت فيها خدمة المشايخ الحذّاق العظام، وصحبة الأساتذة المهرة الكرام، بعد ما قرأت جل الكتب الطبية على علماء يجب في حقهم حسن الاعتقاد، وحقّقت كل القواعد الكلية عند حكماء يحقّ على أقوالهم الاعتماد، فإنهم كانوا هم المشهورين بأنفاس عيسوية، والمعروفين بإقدام موسوية، وكان لهم اليد الطولى في المعالجات، والمرتبة العليا في التدابير والمقايسات، أسكنهم الله فراديس الجنان، وألبسهم ملابس العفو والرضوان، حتى اتضح لي بحمد الله تعالى وفضله أسرار ومباحثات لم تتضح إلا لواحد بعد واحد، وانفتح لي أبواب معالجات لم تنفتح إلا لوارد بعد وارد، فصرفت العنان إلى تصنيف كتاب يشتمل على معالجات تناولها أيدي التجارب والعقول، وتداولتها فحول مشايخ الفن بالقبول… وزينته بالفوائد التي استفدتها من مجالس شيخي وأستاذي الشيخ الفاضل والأستاذ الكامل الشيخ جمال الدين المعروف بابن الشوبكي؛ تغمده الله بغفرانه، وتغمده برضوانه، وهو الذي لم يأت بمثله الزمان، ولم ير شبهه إنسان الإنسان، بل ما تركت من تصانيف الأولين والآخرين كتاب إلا وقد نقلت خلاصة ما فيه باباً باباً، فجاء بحمد الله كتاباً جامعاً للأشتات، حاوياً لمبادئ الفن والغايات… وسمّيته باسم من ترادف عليّ سوابق ألطافه بلواحق نِعمه، ورسمته برسم من تتابع عليّ فواتح أعطافه بفوائح كرمه… أعني به جناب السلطان العالم العامل، الباذل العادل… ظلّ الله على الخلايق أجمعين، خليفة رسول الله في المؤمنين، عز الإِسْلام والمسلمين، فخر الدنيا والدين: عيسى بن محمد بن آيدين… وسميته: بشفاء الأسقام ودواء الآلام. ورتبته على أربع مقالات…
آخره:… ومما يحفظ به جثة الميت أن يعفن أن يطلى بالقطران أو العسل. وصية اعلم أنه يجب على كل معالج وطبيب، بل على كل عاقل ولبيب، أن يكون صحيح الاعتقاد للأمور الشرعية، صالحاً للاعتماد في الأمور الدينية، عارفاً بالأمور الإلهية، منقاداً للنواميس النبوية… ويهتم في أمر كل مريض كما يهتم في حال نفسه وحياته لئلّا يؤدي تقصيره إلى هلاكه ومماته، ويقول الجميل في كل مَن سأله عن حاله، ويحترز فيما يقوله أو يكتبه من الاشتباه والالتباس، والله ولي التوفيق، وبالإعانة جدير وحقيق. وليكن هذا آخر ما أردنا جمعه من الفوائد العجيبة، ونظمه من الفرائد الغريبة، والشكر لله تعالى على أن وفقنا للإتمام، وحقّق لنا الفوز بهذا المرام، وإياك أن تضنَّ بهذا الكتاب عن أهله، أو تصرفه إلى غير محله:
وَمَنْ مَنَحَ الجُهّالَ عِلْماً أضَاعَهُ وَمَنْ مَنَعَ المستوجِبين فقَدْ ظَلَم ( )

تم الكتاب، بعون الله الملك الوهاب، وَصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. آمين. م.
ملاحظات: مخطوطة خزائنية نفيسة واضحة مكتوبة بخطّ النَّسْخ النفيس، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة، وكافة الصفحات لها إطارات مُذهّبة، والغلاف جلد عثماني مذهب له بطانة من ورق الإيبرو الملون، وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 53526.

بيانات كتاب مخطوطة – شفاء الأسقام ودواء الآلام

العنوان

شفاء الأسقام ودواء الآلام

المؤلف

خضر بن عليّ حسام الدين، القونوي، حاجي پاشا، الحنفي، ت820هـ/ 1417م

رقم المخطوطة

955

عدد الأسطر

1

عدد الأوراق وقياساتها

1، الورقة 333 × 235 ـ 241 × 101

أوله

بسم الله الرحمن الرحيم، لا آلاء إلا آلاؤه تعالى وتقدّس، ربّ يسر وأعن. الحمد لله الذي خلق الانسان في أحسن الصور، وعلمه خواص الأشياء من النفع والضرر، والصلاة على نبيه محمد المختصّ من بين البشر بشفاعة العاصين من المعاشر في المحشر، وعلى آله وصحبه الهادين لأهل البدو والحضر، ما لمعَ على الخضراء الشمس والقمر، وطلع على الغبراء النجم والشجر. أما بعد: فيقول العبد الفقير المذنب الأواب، المحتاج إلى رحمة الله التواب؛ خضر بن علي بن الخطاب، جاملهم الله بفضله في المآب، وعاملهم بلطفه في الحساب: لما رأيت أن علم الطب أجلّ المفاخر والسعادات، وأجمل المأثر والصناعات؛ إذ به يحصل حياة النفوس والأرواح، وصحة الأبدان والأشباح، وبه يكون الخلاص من الأمراض والأسقام، والمناص من الأعراض والآلام، ومعلومه لا يتغير بتغيُّر الملل والأديان، ومحصوله لا يختلف باختلاف الأمكنة والأزمان، ولذلك اتفقت على علو مرتبته وفخامته عامة الشرايع والدول، وشهدت برفعة شانه ومكانته كافة الملل والنحل، لله درّه قائلاً: العلم؛ عِلمان: علم الطبيعة؛ وعلم الشريعة… ومارست في المارستانات سنين بعد سنين، وكرّرت فيها الأعمال والتدابير حيناً بعد حين؛ خصوصاً: المارستان المنصوري؛ الكائن بمدينة مصر في القاهرة. ما جعلها الله للمسلمين بقاهرة… ولازمت فيها خدمة المشايخ الحذّاق العظام، وصحبة الأساتذة المهرة الكرام، بعد ما قرأت جل الكتب الطبية على علماء يجب في حقهم حسن الاعتقاد، وحقّقت كل القواعد الكلية عند حكماء يحقّ على أقوالهم الاعتماد، فإنهم كانوا هم المشهورين بأنفاس عيسوية، والمعروفين بإقدام موسوية، وكان لهم اليد الطولى في المعالجات، والمرتبة العليا في التدابير والمقايسات، أسكنهم الله فراديس الجنان، وألبسهم ملابس العفو والرضوان، حتى اتضح لي بحمد الله تعالى وفضله أسرار ومباحثات لم تتضح إلا لواحد بعد واحد، وانفتح لي أبواب معالجات لم تنفتح إلا لوارد بعد وارد، فصرفت العنان إلى تصنيف كتاب يشتمل على معالجات تناولها أيدي التجارب والعقول، وتداولتها فحول مشايخ الفن بالقبول… وزينته بالفوائد التي استفدتها من مجالس شيخي وأستاذي الشيخ الفاضل والأستاذ الكامل الشيخ جمال الدين المعروف بابن الشوبكي؛ تغمده الله بغفرانه، وتغمده برضوانه، وهو الذي لم يأت بمثله الزمان، ولم ير شبهه إنسان الإنسان، بل ما تركت من تصانيف الأولين والآخرين كتاب إلا وقد نقلت خلاصة ما فيه باباً باباً، فجاء بحمد الله كتاباً جامعاً للأشتات، حاوياً لمبادئ الفن والغايات… وسمّيته باسم من ترادف عليّ سوابق ألطافه بلواحق نِعمه، ورسمته برسم من تتابع عليّ فواتح أعطافه بفوائح كرمه… أعني به جناب السلطان العالم العامل، الباذل العادل… ظلّ الله على الخلايق أجمعين، خليفة رسول الله في المؤمنين، عز الإِسْلام والمسلمين، فخر الدنيا والدين: عيسى بن محمد بن آيدين… وسميته: بشفاء الأسقام ودواء الآلام. ورتبته على أربع مقالات…

آخره

… ومما يحفظ به جثة الميت أن يعفن أن يطلى بالقطران أو العسل. وصية اعلم أنه يجب على كل معالج وطبيب، بل على كل عاقل ولبيب، أن يكون صحيح الاعتقاد للأمور الشرعية، صالحاً للاعتماد في الأمور الدينية، عارفاً بالأمور الإلهية، منقاداً للنواميس النبوية… ويهتم في أمر كل مريض كما يهتم في حال نفسه وحياته لئلّا يؤدي تقصيره إلى هلاكه ومماته، ويقول الجميل في كل مَن سأله عن حاله، ويحترز فيما يقوله أو يكتبه من الاشتباه والالتباس، والله ولي التوفيق، وبالإعانة جدير وحقيق. وليكن هذا آخر ما أردنا جمعه من الفوائد العجيبة، ونظمه من الفرائد الغريبة، والشكر لله تعالى على أن وفقنا للإتمام، وحقّق لنا الفوز بهذا المرام، وإياك أن تضنَّ بهذا الكتاب عن أهله، أو تصرفه إلى غير محله:

شارك مع الأخرین :

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

کتب ذات صلة

للتحمیل اضغط هنا

الرابط المباشر

شارک مع الآخرین :