مخطوطة – فصول البدائع في أصول الشرائع

نبذة عن كتاب مخطوطة – فصول البدائع في أصول الشرائع

عنوان المخطوط: فصول البدائع في أصول الشرائع ( ).
المؤلف: محمد بن حمزة الفناري الحنفي، ت 834هـ/ 1431م ( ).
عدد الأوراق: 383، المقاييس 288 × 155 ـ 204 × 086، عدد الأسطر: (29).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله الذي شرع شوارعَ الشرائعِ، لأحكام أحكام الوقائع، فنصب لِعُموم عِبَادِهِ منار الهداية، ورفع لِخُصوص عُبَّادِهِ أعلامَ الرواية والدراية، حيث انتهضوا بعد تحصيل محصول خطابه، وتحقيق محيط كتابه، وتنقيح مناطِ السُّنن والآثار، حسبما تبلغه نهاية القُوى والقُدر للاعتبار بالأمثال، فإنه من صنعة الرجال، والصلاة على محمد المخصوص بجوامع الْكَلِمِ، ومَجامِعِ الْحِكَمِ، المغني عن الانتهاجِ بمناهجِ نصائحِ الأُمم… وعلى آلهِ الواصلين من أصول فخر الإِسْلام إلى مُنتهى السول، وأصحابه الحاصلين من فروع زيادات الكمال في الغاية القصوى من القبول. أما بعد: فهذا كتاب فصول البدائع في أصول الشرائع، وهو بحمد الله كاسمه جامعٌ لغرائب المعقول والمنقول، قامعٌ عن صفائح العقول الشُّبَهَ القادحةَ في الوصول إلى حقيقة الأصول… فيه التلفيقُ بين شتائت المباني من كنوز المذهبين، والتوفيق بين أباعدِ المعاني من رموز المقصدين…
فجاءَ بحَمْدِ اللهِ جمْعاً مُمهّداً بتحقيقه في فَنِّهِ صار واحِدا
لضبط أصول الفَخْر والحَاجِبِيّ بل شروحِهِما لا كالبديعِ مُجرّدا
وتحصيلِ محصولٍ ومنهاجِهِم معاً وما قيل شرحاً فيهما لا مفرّدا
وتلويح توضيح لتنقيحِنا وذا بأنْ كلّ طعنٍ فيه صار مُسدّدا
كذا حال مُغْنِيْنا ببحثِ شُروحِهِ فَمِنْ ذا أتى رُكْنَ الأصولِ مُشيّدا
وكيف ولولا الذّبّ عن أصل فرعِنا لما ذكروا من قادحات مُعدّدا
لما صحّ دعوى العِلم مِنَّا لِرَأينا ولا صحّ تعويلٌ على مذهبٍ بدا
ولا جازَ تقليدٌ لِما بان ضعفُه وكيف اجتهادٌ بالفساد مؤكّدا
إذا ما ترى سعيي وغايةَ طاقتي لعَلَّكَ تدعو لي إلهاً موحّدا
تقولُ: كما أعطيتَ عِلماً مُؤيداً فوَفِّقْ لِما ترضى إلهي مُؤبّدا
فهذا مُرادي بل نِهايةُ مَطْلَبِي ولا كَدَنِيِّ الْخُلقِ جاهاً مُمَدّدا
وقد ندبني إلى صياغته، حَدبي إلى صناعة الشرع وصيانته، وإلى طالبي ضبطه ورعايته، إغناءً لهم بالصباح، عن تكثير المصباح… ولما يسرني الله هنا لآخر الكلام، دعوت الله أن يوفقني لآخر المرام، والحمد لله ولي التوفيق، وإليه بالتحقيق انتهاء الطريق. وينحصِر مقصودُهُ في فاتحةٍ، ومطلب، أما الفاتحة: ففي مقاصدَ أربعةٍ: معرفةِ الماهيةِ والفائدةِ والموضوعِ والاستمدادِ الإجماليّ، وأما المطلب: ففيه مقدّمتان ومقصدان وخاتمة…
آخره:… إن النظرَ مظنّة الوقوع في الشّبه والضلال لاختلاف القرائح والأنظار بخِلاف التقليد، فيجب احتياطاً. قُلنا: بعد النقض بدليله؛ فإنه نَظَرٌ في أمرٍ عقليٍّ، يحرّم النظر بذلك على المُقلّدِ أيضاً، فإنْ نَظَرَ ارتكبَ الحرامَ وإنْ قلَّدَ لَزِمَ التسلسلُ إن أمكن محضُ التقليد، ولا يُمكِن لوجوب النظر في صدقِ كلِّ مخبر، وبها يندفِعُ مَنْع لُزومِهِ باحتمالِ انتهائِهِ إلى صاحِبِ الوَحْي المُؤيَّدِ مِن اللهِ تعالى.
الحمدُ لله على التوفيق، وأستغفر الله من كل تقصير، وقع الفراغ على يد العبد اللائذ بحصن ربه الواقي: عبد الباقي بن علي الوارنوي غفر الله له ولوالديه، وأحسن إليهما وإليه. في يوم الجمعة الثانية من جمادى الآخرة، لسنة سبع وخمسين ومائة وألف (1157) من هجرة مَنْ لَهُ الْعِزُّ والشرف؛ عليه الصلاة والسلام.
قُوبِلَ هذا الكتابُ المستطابُ، بعون الله الكريم الوهاب، على يد كاتبه، بأمر صاحبه، صاحب الكرم والأفضال، نجيب الخلق؛ كريم الخصال، أنيس أصحاب العلوم والمعارف، رئيس أرباب الشِّعر واللطائف، معدن الفضل والعُلا: محمد راغب پاشا، يسَّرَ اللهُ تعالى لَهُ كُلَّ ما شا. في ثالث ربيع الأول؛ لسنة ثمان وخمسين ومائة وألف (1158) من هجرة مَنْ لَهُ الْعِزُّ والشرف؛ صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ ألف ألف ألف ألف تم.
ملاحظات: مخطوطة خزائنية كتبت برسم راغب پاشا. الناسخ: عبد الباقي بن علي الوارنوي. تاريخ النسخ: يوم الجمعة 2 جمادى الآخر سنة 1157 هـ/ 1744 م. الوضع العام: خطّ النسخ الواضح المضبوط بالحركات أحياناً، والعناوين وكلمة: قلنا، والرموز؛ مكتوبة باللون الأحمر، وكلمة قال وأشباهها مميزة بخطوط حمراء اللون فوقها، والصفحة الأولى مذهبة وملونة، وباقي الصفحات لها إطارات مذهبة، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات وشروح، ويوجد في أوله فهرست في 3 صفحات ضِمن جَداوِل حمراء اللون، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 50465.