العنوان |
فيض الباري في شرح غريب صحيح البخاري |
---|---|
المؤلف |
عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن أحمد بن حسن بن داود بن سالم بن معالي البدر، العبادي، العباسي، الحموي، الشافعي، أبو الفتح، الشريف بدر الدين ت 963هـ/ 1556م |
رقم المخطوطة |
298 |
عدد الأوراق |
558 |
عدد الأسطر |
39 |
تاريخ النسخ |
حوالي سنة 1173 هـ/ 1759م |
الناسخ |
علي بن خليل |
المقاييس |
319 × 195 ـ 221 × 109 |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، وصلى الله وسلم وشرف وكرم وتحنن وترحم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين. الحمد لله لذي العظمة والجبروت، والقدرة والملكوت، والحجة والبرهان، والقوة والسلطان، مرسل خير البشر إلى خير أمّة، ومنقذهم بنور هدايته من ظُلَمِ الكُفر المدلهمّة، ومرشدهم بصحيح دينه إلى أقوم سنن، ومقوي ضعيف قلوبهم بجميل هديه الحسن، أحمده على فضله الحديث والقديم، وأشكره على مَنِّهِ الشامل العميم… وبعد: فإن أعلى نفيسٍ تُنْفَقُ فيه نفائِسُ الأزمنة، وأعلا أنيس تُصرَفُ إليه وجوه الْهِمَمِ المتقنة؛ بعد كلام الله الكريم؛ حديث المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم، إذ هو مَشرِق الأنوار، ومَنبع الأسرار، ومعدن جواهر الحكم الشريفة، ودوحة أزاهر الشيم المنيفة، ومغاص دُرر القضايا والأحكام، ومظهر خصال الحلال والحرام، وأولى ما جمع فيه بالتعظيم، وأجدر ما أُلِّف منه بالتكريم، كتاب الجامع الصحيح لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، سقى الله عهده من صيب الرضوان، وأسبغ عليه الرحمة والغُفران… وقد كان الفقير الضعيف عبد الرحيم العباسي؛ مؤلف هذا الكتاب؛ أذاقه الله برد عفوه يوم الحساب، ومنذ جاوز سِنَّ التمييز، وفرق بين الصِّفْر والإبريز، مغرماً بقراءة هذا الجامع الصحيح، كَلِفاً بترتيبه الحسن ولفظه الفصيح، غير مقتصر منه على مجرّد الرواية، ولا مُقصِّر حسب الطاقة في كسْب الإتقان والدراية، إلى أن أجاز جُلُّ مشايخه بروايته، وأجاز له حلّ رموز دِرايته فلبث مُدَّةً مديدةً، ومكث سِنين عديدةً، يُحاول وَضْعَ شرحٍ عليه، ويزاول مديد التأليف إليه، فيستقصرُ باع فهْمِهِ عن تناول أفنانه، ويستعجز خيْل فِكره عن الركض في ميدانه، والهمّةُ كلّ حينٍ إلى رُقيّ تلك الذُّروة تسمُو، والباعثُ في كلِّ آنٍ يتجدّد وينمو، وانضمَّ إلى ذلك سؤالُ بعضِ الإخوان الرفيعي القَدْرِ العظمي الشأنِ في وضْعِهِ على تمثالِ مُصنَّفِ ابنِ الأثير، وبنائه على مِنوالِ جامِعِهِ المنير، مُجرَّداً من الأسانيد، مُبقىً على ترتيبه السديد، ليكون جامعاً بين فنَّيِّ الاختصار والتوضيح، بين طرفيِّ التلخيص والتنقيح؛ في ذلك بعد تكرار الاستخارة، سائلاً من الله تعالى بلوغ المرام مما اختاره، فجاء بحمد الله أسلوباً غريباً، وترتيباً عجيباً، مُتوشى بفوائد من المسائل الفقهية، مُتحلياً بقلائد من جواهر العلوم الأدبية… فألقى الله في وهمه قصْدَ الحضرة الشريفة السامية المنيفة، يعني: حضرة ظلّ الله في أرضه، القائم بأعباء سُنّتهِ وفرضهِ، مولى ملوك الأمم، سيد سلاطين العرب والعجم، سليمان الزمان، وإسكندر الوقت والأوان، الغازي في سبيل الرحمن، السلطان بايزيد بن محمد خان بن عثمان، لابرحت أعلام سعده خافقة على الوجود، وآيات مجده متلوّة على ألسِنَة الوفود… وأن يُتحف به الحضرة الشريفة البادشاهية، والخزانة المنيفة الشاهنشاهية، زاد الله ذروة شرفها عُلُواً، ودوحة فخرِها سُمُواً، تبرُّكاً بما فيه من أحاديث الرسول… ونسجه على المنوال المتقدِّم خبره وخبره، راقماً على هامش الكتاب: إن كل حديث حرفاً أو حروفاً، يعلم بها مَن وافق البخاري على إخراج ذلك الحديث من أصحاب الكتب الخمسة، والْمُراد بالموافقة: إخراج طرَفٍ مِنه، فلِمُسلمٍ: م، ولِلمُوَطأ: ط، وللترمذي: ت، ولأبي داود: د، وللنسائي: س، ولاتفاقهم جميعاً: ق، ولانفراد البخاري: ف… مع ما يُضاف من إلى ذلك من جمود القريحة، التي أضحت من نُوّبِ الخطوبِ جريحة، وتشتُّتِ البال، وترادُف البلبال، وسماه: فيض الباري في شرح غريب صحيح البخاري… قال الإمام البخاري رضي الله عنه: بسم الله الرحمن الرحيم، باب كيف كان بدء الوحي… |
آخره |
… ولما كان ذلك مندوبا إليه عند أواخر المجالس؛ جعل البخاري كتابه كَمَجْلِسِ عِلمٍ، فَخَتَمَ بِهِ ولقد حصل له جزاه الله خيراً حُسن الافتتاح بذِكْرِ حديثِ النِّيَّةِ، وحُسن الاختتام بهذا الحديث الذي هو من جوامع الكلم، وهذا دليل على ما كان عليه من حُسن النية، وإخلاص الطوية، تغمده الله برحمته… قال مؤلفه فقير عفو الله تعالى؛ عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن أحمد العبَّاسِي الشافعي: فرغت من ترتيبه وتأليفه، وتهذيبه وترصيفه، وقت العشاء الآخرة من ليلة الأحد، وهو الرابع والعشرون من شهر شعبان المكرم، عام ست وتسعمائة (906هـ) وذلك بمدينة القسطنطينية، قاعدة مملكة الروم، خلّد الله مُلك مالِكها أبد الآباد… حامداً الله على ما أنعم به عليَّ من تأهُّلي لخدمة أشرف أنبيائه، وأكرم أصفيائه، محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّف وكرَّم وعظَّم، وعلى آله وأصحابه، وخواصه وأحبابه، صلاةً وسلاماً مُتجددين بتجدُّدِ الزمان، مُتعددين بتعدُّد الأوان، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم. |
الوضع العام |
خطّ التعليق، والصفحة الأولى مذهبة وملونة، وجميع الصفحات لها إطارات مذهبة، والمتن مكتوب باللون الأحمر، والعناوين وأسماء الأعلام مكتوبة باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش رموز التخريج والكلمات الغريبة المشروحة باللون الأحمر، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 48664. |