العنوان |
قواعد العقائد من 52/ ب حتى الورقة 76/ آ. |
---|---|
المؤلف |
محمد بن محمد الغزالي، أبو حامد ت 505 هـ/ 1111م |
رقم المخطوطة |
663-2 |
عدد الأسطر |
29 |
عدد الأوراق وقياساتها |
26، 210 × 155 ـ 160 × 88 |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم. رب أعن. الفصل الأول في ترجمة عقيدة أهل السنة في كلمة الشهادة؛ التي هي أحد مباني الإِسْلام، فنقول وبالله التوفيق: الحمد لله المُبدي المُعيد، الفعَّال لما يُريد، ذي العرش المجيد، الهادي صفوة العبيد؛ إلى المنهج الرشيد؛ والمسلك السديد، المُنعم عليهم بعد شهادة التوحيد؛ بحراسة عقائدهم عن ظلمات التشكيك والترديد، السائق بهم إلى اتباع رسوله المصطفى، واقتفاء آثار أصحابه الأكرمين المُكرّمين بالتأييد والتسديد، المُتجلّي لهم في ذاته وأفعاله؛ بمحاسن أوصافه التي لا يدركها إلا من ألقى السمع وهو شهيد، المتعرّف إياهم في ذاته أنه واحدٌ لا شريك له. |
آخره |
… وفي الحديث <مَنْ قال: أنا مُؤمنٌ فهو كافرٌ؛ ومَن قال: أنا عالِمٌ فهو جاهِلٌ>( ). وقيل في قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} ( ).{صِدْقًا}لِمَنْ مات على الإيمان {وَعَدْلًا} لِمَنْ مات على الشِّرك، وقد قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} ( ). فمهما كان الشكّ بهذه المثابة كان الاستثناء واجباً؛ لأن الإيمانَ عبارةٌ عمّا يفيد الجنة، كما أن الصومَ عبارةٌ عما يُبرئ الذمَّة. وما فسد قبل الغروب؛ لا يُبرئ الذمَّة؛ فيخرج عن كونه صوماً. فكذلك الإيمان بل ينقدِحُ أنْ يسألَ عن الصوم الماضي؛ الذي لا شكّ فيه؛ بعد الفراغ منه، فيقال: أَ صُمْتَ بالأمسِ؟ فيقولُ: نعم إن شاء الله تعالى. إذ الصوم الحقيقي هو المقبولُ، والمقبول مُغيّبٌ عنه لا يطّلع عليه. فمِن هذا يحسنُ الاستثناءُ في جميع أعمالِ البِرِّ، ويكون ذلك شَكّاً في القبول إذ يمنع مِن القبول بعد جريانٍ ظاهرٍ، وشروط الصحّة أسبابٌ خفيّةٌ؛ لا يطّلِعُ عليها إلّا رَبُّ الأربابِ جَلَّ جلالُهُ، فيحسنُ الشكّ فيه، فهذِهِ وجوهُ حُسْنِ الاستثناءِ في الجواب عن الإيمان، وهي آخر ما يُخْتَمُ به <كِتابُ قواعدِ العقائِدِ> والله أعلم. |