مخطوطة – كشف الظنون عن أسامي الكتب العلوم والفنون

عنوان المخطوط: كشف الظنون عن أسامي الكتب العلوم والفنون ( ).
المؤلف: مصطفى بن عبد الله، حاجي خليفة، كاتب چَلَبِيْ (ت 1067هـ/ 1656م) ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 493، الورقة: 319 × 191 ـ 221 × 110، عدد الأسطر: (33).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، زواهر نطق يلوح أنوار ألطافه من مطالع الكتب والصحائف، وبواهر كلام يفوح أزهار إعطافه على صفحات العلوم والمعارف، حمداً لله الذي جعل زُلال الكمال قوتَ القلوب والأرواح، وخصَّ مزايا العِرفان بفرحة خلا عنها أفراح الراح، وفضَّل الذوق الروحاني على الجسماني تفضيلاً لا يعرفه إلا مَن تضلَّع أو ذاق، وأودع في كنه الفضل لطفاً لا يدركه إلا مَن تفضَّل وفاق، والصلاة والسلام على الذي كمَّل علوم الأولين والآخرين بكتاب ناطق آياته بيِّنات وحجج، قرآناً عربياً غير ذي عوج، صلى الله تعالى عليه وعلى آله الأبرار، وصحبة الأخيار، ما طلع شموس المعاني من وراء حجاب السطور والدفاتر، وأنار أنوار المزايا من أشعَّة رشحاتِ الأقلام والمحابر.
وبعد؛ فلما كان كشف دقائق العلوم وتبين حقائقها من أَجَلِّ المواهب، وأعزّ المطالب، قيَّضَ اللهُ سُبحانه وتعالى في كل عصْر علماء قاموا بأعباء ذلك الأمر العظيم، وكشفوا عن ساق الجد والاهتمام في التعليم والتفهيم، سِيِّما الأئمة الأعلام؛ من علماء الإسلام، الذين قال فيهم النبي صَلَّى اللهُ تعالى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: <علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل> ( )، فإنَّهم سُبَّاقُ غايات، وأساطين روايات ودرايات، فمنهم مَن استنبط المسائل مِن الدلائل فأصَّلَ وفرَّع، ومنهم مَن جَمَعَ وصنَّف فأبدع، ومنهم مَن هذَّبَ وحرَّر فأجاد، وحقَّقَ المباحثَ فوق ما يُراد، رحم الله أسلافهم، وأيّد أخلافهم، غير أنَّ أسماءَ تدويناتهم لم تُدوَّن بعد على فصل وباب، ولم يردْ فيه خبر كتاب، ولا شك أن تكحيل العيون بغبار أخبار آثارهم على وجه الاستقصاء، لعمري إنه أجدى من تفاريق العصا؛ إذ العلوم والكتب كثيرة، والأعمار عزيزة قصيرة، والوقوف على تفاصيلها متعسر بل متعذر، وإنما المطلوب ضبط معاقدها، والشعور على مقاصدها، وقد ألهمني الله سبحانه جَمْعَ أشتاتها، وفتح على أبواب أسبابها، فكتبتُ ما رأيتُ في خلال تتبُّع المؤلفات، وتصفُّح كُتب التواريخ والطبقات، ولما تمّ تسويده في عنفوان الشباب، بتيسير الفياض الوهاب، أسقطته عن حَيِّزِ الاعتداد، وأسبلت عليه رداء الأبعاد؛ غير أني كلّما وجدت شيئاً ألحقته، إلى ان جاء أجله المقدر في تبييضه وكان أمر الله قدراً مقدوراً، فشرعتُ فيه بسبب من الأسباب، وكان ذلك في الكتاب مسطوراً ورتبته على الحروف المعجمة كالْمُغْرِب والأساس، حذراً عن التكرار والالتباس، وراعيت في حروف الأسماء إلى الثالث والرابع ترتيباً، فكل ماله اسم ذكرته في محله مع مصنفه وتاريخه ومتعلقاته، ووصفه تفصيلاً وتبويباً، وربما أشرت إلى ما روي عن الفحول، من الرد والقبول، وأوردت أيضاً أسماء الشروح والحواشي، لدفع الشبهة ورفع الغواشي، مع التصريح بأنه شرح كتاب فلاني، وأنه سَبَقَ أو سيأتي في فصله، بناء على أن المتن أصلٌ والفرع أولى أن يُذكَر عقيب أصله، وما لا اسم له ذكرته باعتبار الإضافة إلى الفن، أو مصنفه في باب التاء والدال والراء والكاف، برعاية الترتيب في حروف المضاف إليه كتاريخ ابن الأثير، وتفسير ابن جرير، وديوان المتنبي، ورسالة ابن زيدون، وكتاب سيبويهِ، وأوردت القصائد في القاف، وشروح الأسماء الحسنى في الشين، وما ذكرته من كتب الفروع قيدته بمذهب مصنفه على اليقين، وما ليس بعربي قيدته بأنه تركي أو فارسي أو مترجم ليزول به الإبهام، أو أشرت إلى ما رأيته من الكتب بذكر شيء من أوله للإعلام، وهو أعون على تعيين المجهولات، ودفع الشبهة، وقد كنت عينت بذلك كثيراً من الكتب المشتبهة، وأما أسماء العلوم، فذكرتها باعتبار المضاف إليه، فعلم الفقه مثلاً في الفاء وما يليه، كما نبهت عليه مع سرد أسماء كتبه على الترتيب المعلوم، وتلخيص ما في كتب موضوعات العلوم كمفتاح السعادة، ورسالة المولى لطفي الشهيد (انظر الرقم: 1255)، والفوائد الخاقانية، وكتاب شيخ الإسلام الحفيد، وربما ألحقت عليها علوماً وفوائد من أمثال تلك الكتب بالعزو إليها، وأوردت مباحث الفضلاء وتحريراتهم بذكر ما لها وما عليها، وسَمَّيتُهُ بعد أنْ أتممته بعون الله وتوفيقه: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون. ورتبته على مقدمة وأبواب وخاتمة، وأهديته إلى معشر أكابر العلماء، وزمرة الفحول والفضلاء، وما قصدت بذلك سوى نفع الخلف، وإبقاء ذِكر آثار السلف…
آخره:… يوسف وزليخا: تركي؛ ليحيى بيك المتوفى بعد سنة تسعين وتسعمائة، وهو من خمسته منها في الزبدة ست أبيات. يوسف وزليخا: فارسي منظوم لمولانا نور الدين عبد الرحمن بن أحمد الجامي ( )، المتوفى سنة ثمان وتسعين وثمانمائة من بحر هزج المسدس، وهو الخامس من هفت اورنك… قد انتهى القول بنا فيما حررناه، وانتجز الغرض الذي انتخبناه، واستوفى الشرط الذي شرطناه؛ مما أرجو أنّ في كل نوع من العلوم للطالب مقنع، وفي كل باب منهج إلى بغيته ومنزع، وقد سفرت فيه عن نكت وفوائد تستغرب وتستبدع، وأوردت من النوادر ما لم يورد لها قبل في أكثر التصانيف مشرع، ووددت لو وجدت مَن بسط قبلي الكلام فيه، أو مقتدى يُفِيْدَنِيه عن كتابه أو فيه؛ لأكتفي بما أرويه، عما أرويه. وإلى الله عز وجلّ جزيل الضراعة في المنة في قبول ما منَّه لوجهه، والعفو عما تخلّله من تزيّن وتصنع لغيره، وأن يهبَ لنا بجميل كرمه وعفوه ما أودعناه من الكلام على بعض الكتب والمصنفين، ومن ذكر كتب الأوائل وأصحاب الأديان، وما يتعلق بالمجون والخلاعة والخذلان، ويحمي أعراضنا عن ناره الموقدة، بحرمة أمين وحيه، ويجعلنا مِمِّن لايزاد إذ زيد عن حوضه، ويجعله لنا، ولمن تهمّم باستكتابه سبباً يصلنا بأسبابه، وذخيرة نجدها يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً، نحرز بها رضاه وجزيل ثوابه، ويحشرنا في أصحاب اليمين من أهل شفاعته، ونحمده سبحانه وتعالى على ما هداني إليه من جمعه وألهم، وفتح البصيرة ولدرك حقائق ما أودعناه وفهّم، ونستعيذه جلّ اسمه من دعاء لايسمع، وعلم لاينفع، وعمل لايرفع، فهو الجوّاد الذي لايخيب مَن أمَله، ولا ينتصر من خذله، ولايردّ دعوى القاصدين، ولا يصلح عمل المفسدين. وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلاته على نبيه محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين. م م م م م.
ملاحظات: مخطوطة خزائنية مضبوطة ومقابلة على مخطوطات أُخرى. وقد كتب الشيخ إبراهيم الحلبي المداري ( ) في آخر المخطوطة ما نصّه: <قد اتفق الفراغ عن تصحيح هذا الكتاب، بعون عناية الملك الوهاب، المشتهر بأسماء الكتب لدى الأعيان والأفاضل من الكُتّاب، وقد أمرني بتصحيحه مَن هو وليٌّ للعلماء الأعلام، وصدر للفضلاء النبلاء الفهام، والحال أن النسخ من هذا الكتاب قد تطرّق فيها التحريف والتصحيف بكثرة الاستكتاب، فامتثلت أمره بين الإقدام والإحجام لعلمي بما انطوى عليه من الإعجام؛ مع ما فيَّ من العجز والقصور، والعِيّ والفتور، واشتغال الأفكار، ومصابرة الأقدار، فاعتمدت على عوائد مولاي الجليل، في أقداره الجميل، فشمّرت ساعد الاجتهاد، وأخذت في تحرير ما له قد أشاد بعد أن حصلت مسودة المؤلف ليكون الغلط من النساخ إذ الغالب عليهم أن يكونوا للكُتب مُسّاخ، فتتبعت كلّ ما فيه من كتب ورسائل وحواش وشروح ومراسل بمراجعة كتب الطبقات والتواريخ التي تنوف عن أربعمائة مجلد حتى جعلت كل كتاب بربه مؤيد، وحررت وفيات المصنفين الأمجاد، بعد أن كانت متفاوتة الأعداد، وربما كان بعضهم خال عن ذكر زمن الوفاة فذكرته ليكون مكملاً غير مفتقر لما سواه، وأدرجت على ترتيبه ما صُنِّفَ بعده؛ مما يُعَدُّ، وما فاته من الكتب والحواشي مما يوجد، وكل ما ذكره من بعد تاريخ وفاته فهو مضموم، وما فات مصنفه مما أُلّف قبله فهو مفهوم؛ حتى أشرق تمامه في وقت الإشراق؛ من يوم الأحد الرابع من شهر ربيع الآخر لسنة سبعين ومائة بعد الألف السابع، برحمته إنه البر الرؤوف الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم تَسْلِيْماً، والحمد لله رب العالمين.
تاريخ النسخ: سنة 1177 هـ/ 1763م. الوضع العام: خطّ النسخ، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة، وكافة الصفحات لها إطارات باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات كثيرة، والغلاف جلد عثماني مُذهّب وملون، وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 53715.

رمز المنتج: mrgp1346 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

العنوان

كشف الظنون عن أسامي الكتب العلوم والفنون

المؤلف

مصطفى بن عبد الله، حاجي خليفة، كاتب چَلَبِيْ (ت 1067هـ/ 1656م)

رقم المخطوطة

1042

عدد الأسطر

33

تاريخ النسخ

سنة 1177 هـ/ 1763م

عدد الأوراق وقياساتها

493، الورقة: 319 × 191 ـ 221 × 110

أوله

بسم الله الرحمن الرحيم، زواهر نطق يلوح أنوار ألطافه من مطالع الكتب والصحائف، وبواهر كلام يفوح أزهار إعطافه على صفحات العلوم والمعارف، حمداً لله الذي جعل زُلال الكمال قوتَ القلوب والأرواح، وخصَّ مزايا العِرفان بفرحة خلا عنها أفراح الراح، وفضَّل الذوق الروحاني على الجسماني تفضيلاً لا يعرفه إلا مَن تضلَّع أو ذاق، وأودع في كنه الفضل لطفاً لا يدركه إلا مَن تفضَّل وفاق، والصلاة والسلام على الذي كمَّل علوم الأولين والآخرين بكتاب ناطق آياته بيِّنات وحجج، قرآناً عربياً غير ذي عوج، صلى الله تعالى عليه وعلى آله الأبرار، وصحبة الأخيار، ما طلع شموس المعاني من وراء حجاب السطور والدفاتر، وأنار أنوار المزايا من أشعَّة رشحاتِ الأقلام والمحابر.

آخره

… يوسف وزليخا: تركي؛ ليحيى بيك المتوفى بعد سنة تسعين وتسعمائة، وهو من خمسته منها في الزبدة ست أبيات. يوسف وزليخا: فارسي منظوم لمولانا نور الدين عبد الرحمن بن أحمد الجامي ( )، المتوفى سنة ثمان وتسعين وثمانمائة من بحر هزج المسدس، وهو الخامس من هفت اورنك… قد انتهى القول بنا فيما حررناه، وانتجز الغرض الذي انتخبناه، واستوفى الشرط الذي شرطناه؛ مما أرجو أنّ في كل نوع من العلوم للطالب مقنع، وفي كل باب منهج إلى بغيته ومنزع، وقد سفرت فيه عن نكت وفوائد تستغرب وتستبدع، وأوردت من النوادر ما لم يورد لها قبل في أكثر التصانيف مشرع، ووددت لو وجدت مَن بسط قبلي الكلام فيه، أو مقتدى يُفِيْدَنِيه عن كتابه أو فيه؛ لأكتفي بما أرويه، عما أرويه. وإلى الله عز وجلّ جزيل الضراعة في المنة في قبول ما منَّه لوجهه، والعفو عما تخلّله من تزيّن وتصنع لغيره، وأن يهبَ لنا بجميل كرمه وعفوه ما أودعناه من الكلام على بعض الكتب والمصنفين، ومن ذكر كتب الأوائل وأصحاب الأديان، وما يتعلق بالمجون والخلاعة والخذلان، ويحمي أعراضنا عن ناره الموقدة، بحرمة أمين وحيه، ويجعلنا مِمِّن لايزاد إذ زيد عن حوضه، ويجعله لنا، ولمن تهمّم باستكتابه سبباً يصلنا بأسبابه، وذخيرة نجدها يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً، نحرز بها رضاه وجزيل ثوابه، ويحشرنا في أصحاب اليمين من أهل شفاعته، ونحمده سبحانه وتعالى على ما هداني إليه من جمعه وألهم، وفتح البصيرة ولدرك حقائق ما أودعناه وفهّم، ونستعيذه جلّ اسمه من دعاء لايسمع، وعلم لاينفع، وعمل لايرفع، فهو الجوّاد الذي لايخيب مَن أمَله، ولا ينتصر من خذله، ولايردّ دعوى القاصدين، ولا يصلح عمل المفسدين. وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلاته على نبيه محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين. م م م م م.

الوضع العام

خطّ النسخ، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة، وكافة الصفحات لها إطارات باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات كثيرة، والغلاف جلد عثماني مُذهّب وملون، وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 53715.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “مخطوطة – كشف الظنون عن أسامي الكتب العلوم والفنون”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *