Search
Search

نبذة عن كتاب مخطوطة – لسان العرب (ج: 1)

عنوان المخطوط: لسان العرب (ج: 1) ( ).
المؤلف: محمد بن مُكرَّم بن عليّ بن أَحْمد بن حبقة الأنْصَارِيّ الإفْرِيقِي، الانصاري، الرويفعي، الخزرجي، جمال الدِّين، أَبُو الفضل، ابْن مَنْظُور، الشيعي، ت 711 هـ/ 1311م ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 697، الورقة (225 × 301) الكتابة (158 ×12.8) عدد الأسطر: (49).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، وبه الإعانة والتوفيق، وصلى الله على سيدنا محمد وَآلِهِ وصَحْبِهِ وَسَلَّم، اللهم يَسِّرْ يَا كَرِيْمُ. قَالَ عبدُ الله محمد بن المكرّم بن أبي الْحسن بن أَحْمد الأنْصَارِيّ الخزرجي، عَفا الله عَنهُ بكرمِه، آمين: الحمد لله رب العالمين، تبرُّكاً بِفَاتِحَة الْكتاب الْعَزِيز، واستغراقاً لأجناس الْحَمد بِهَذَا الْكَلام الْوَجِيز، إِذْ كلُّ مُجْتَهد فِي حَمده؛ مقصّر عَن هَذِه الْمُبَالغَة، وَإِن تَعَالَى؛ وَلَو كَانَ للحمدِ لفظٌ أبلغُ من هَذَا لحَمدَ بِهِ نَفسَه، تقدّس وَتَعَالَى، نحمده على نِعمه الَّتِي يواليها فِي كل وَقت ويجدّدها، وَلها الأَوْلَوِيَّة بِأَن يُقَال فِيهَا: نَعُدُّ مِنْهَا وَلا نُعَدِّدُها؛ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ على سيّدِنَا محمد المُشَرَّفِ بالشَّفاعةِ، الْمَخْصُوصِ بِبَقَاء شَرِيعَته إِلَى يَوْم السَّاعَة، وعَلى آله الأَطْهَار، وَأَصْحَابه الأَبْرَار، وأتباعهم الأخيار، صَلاةً بَاقِيَةً بَقَاءَ اللَّيْل وَالنَّهَار. أما بعد فَإِن الله سُبْحَانَهُ قد كرَّم الإِنْسَان وفضَّله بالنُّطْقِ على سَائِر الْحَيَوَان، وشَرَّف هَذَا اللِّسَانَ العربيَّ بِالْبَيَانِ على كلِّ لِسَان، وَكَفاهُ شرفاً أَنه بِهِ نَزَلَ الْقُرْآنُ، وَأَنّه لُغَةُ أهلِ الْجِنان… وَلم أجد فِي كتب اللُّغَة أجملَ من تَهْذِيب اللُّغَة لأبي مَنْصُور محمد بن أَحْمد الأَزْهَرِي، وَلا أكمل من الْمُحكم لأبي الْحسن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن سَيّده الأندلسي، رحمهمَا الله، وهما من أمّهات كتب اللُّغَة على التَّحْقِيق، وَمَا عداهما بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِمَا ثنيَّاتٌ للطريق. غير أَن كُلّاً مِنْهُمَا مطلبٌ عَسِرُ المَهْلَكِ، ومَنْهَلٌ وعْرُ المَسلك، وكأنَّ وَاضِعَه شَرَعَ للنَّاس مورداً عذباً وجلاهُم عَنهُ، وارتاد لَهُم مربعاً ومنعهم مِنْهُ… وَرَأَيْت أَبَا نصرٍ إِسْمَاعِيلَ بنَ حَمَّادٍ الْجَوْهَرِي قد أحسنَ تَرْتِيبَ مُخْتَصرِهِ، وشَهَرَه، بسهولةِ وَضْعِهِ… وَهُوَ مَعَ ذَلِك قد صحّف وحرّف، وجزَّفَ فِيمَا صَرَّفَ، فأُتِيْحَ لَهُ الشَّيْخ أَبُو محمد بن بَرِّي فتَتَبَّع مَا فِيهِ، وأملى عَلَيْهِ أَمَالِيهِ، مخرِّجاً لِسَقَطَاتِهِ، مُؤرِّخاً لِغَلَطَاتِهِ؛ فاستخرتُ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي جَمْعِ هَذَا الْكتابِ الْمُبَاركِ، الَّذِي لا يُساهَم فِي سَعَةِ فَضْلِهِ وَلا يُشارَك، وَلم أخرُجْ فِيهِ عَمَّا فِي هَذِه الأُصُول، ورتَّبْتُهُ تَرْتِيبَ: الصِّحَاحِ فِي الأَبْوَاب والفُصُول؛ وقصدتُ توشِيْحَهُ بجليل الأخْبَار، وَجَمِيل الآثَار… فَرَأَيْت أَبَا السعادات الْمُبَارك بن محمد بن الأَثِير الْجَزَرِيِّ قد جَاءَ فِي ذَلِك بالنِّهايةِ، وَجَاوَزَ فِي الْجَوْدَة حد الْغَايَة… فجَاء هَذَا الْكتاب بِحَمْد الله وَاضح الْمنْهَج سهل السلوك… وَلَيْسَ لي فِي هَذَا الْكتاب فَضِيلَةٌ أَمُتُّ بِهَا، وَلا وَسِيلَةٌ أتمسَّكُ بِسَبَبِهَا، سوى أَنِّي جمعت فِيهِ مَا تفرَّق فِي تِلْكَ الْكتب من الْعُلُوم، وَبسطتُ القَوْل فِيهِ وَلم أَشْبَعْ باليَسِيْرِ… فَجمعتُ هَذَا الْكتابَ فِي زمنٍ أهلُهُ بِغَيْر لُغَتِهِ يفخرُوْنَ، وصَنَعْتُهُ كَمَا صَنَعَ نُوحٌ الفُلْكَ وقومُهُ مِنْهُ يَسْخَرُوْنَ، وسَمَّيْتُهُ: لِسَانَ الْعَرَبِ…
آخره:… يَنْعَ: يَنَعَ الثَّمَرُ يَيْنِعُ ويَيْنَعُ يَنْعاً وَيُنْعاً ويُنُوعاً، فَهُوَ يانِعٌ… وأَما قَوْلُ الْحَجَّاجِ: إِنِّي لأَرَى رُؤُوساً قَدْ أَيْنَعَتْ وحانَ قِطافُها، فإِنَّما أَراد: قَدْ قَرُبَ حِمامُها؛ وحانَ انْصِرامُها، شَبَّهَ رؤُوسَهم لاسْتِحْقَاقِهِمُ الْقَتْلَ بِثِمَارٍ قَدْ أَدْرَكَت وَحَانَ أَنْ تُقْطَفَ. واليانِعُ: الأَحمرَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وثَمَرٌ يانِعٌ إِذا لَوَّنَ، وامرأَةٌ يانِعةُ الوَجْنَتَيْنِ… قِيلَ: اليَنَعةُ خَرَزةٌ حَمْراءُ، وَجَمْعُهُ يَنَعٌ. واليَنَعةُ أَيضاً: ضَرْبٌ مِنَ العَقِيق مَعْرُوفٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: اليَنَعُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، ضَرْبٌ مِنَ الْعَقِيقِ مَعْرُوفٌ، وَاللهُ أَعلم. تَمَّ الجزءُ السادس عشر.
ملاحظات: مخطوطة خزائنية نفيسة محقّقة ومصحّحة ومُقابلة على مخطوطات أُخرى، ومستكتبة بأمر راغب پاشا برسم مطالعته والحفظ في مكتبته.
وتوجد في آخرها صفحة مكتوب في آخرها:
<بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك يا من أنزل القرآن على نبيّه بلسان العرب، وبلّغه من إعلاء كلمة هذا الدين المحكم غاية المرام، ونهاية الأدب، فمهّد قواعد المِلَّةِ الحنيفية، وشيّد أساسها، ورفع دعائمها، وأذكى بمصباح هدْيِهِ المنير نبراسها، فخلصت بتهذيبه لها عن مظانّ الشُّبُهات، وسلمت عن مطاعن أولي الأباطيل والتُّرَّهات، وأصلي على رسولك محمد نسخة كل فضل وكمال، ومصدر صحاح الأقوال، وأحاسن الأفعال، أفصح ناطق باللغة، وأفضل مَن أُوْتِيَ جوامع الكلم والحكم البالغة، وعلى آله لُيوثُ الحماسة، وغيوث السماحة، وأصحابه الذين لا يُشقّ لهم غُبار في مضمار البلاغة والفصاحة. وبعد؛ فإنّ عِلم اللغة من أجل العلوم، إذْ هو مركز إحاطة كل منطوق ومفهوم، وبه تُعرف معاني كلام الله القديم، وأحاديث نبيه الذي له في باب الفصاحة والبلاغة التقديم، صلى الله وسلم عليه، وزاده فضلاً وشرفاً لديه، وإنّ من أجلِّ ما صّنّف فيه الكتاب المسمّى: لسان العرب، المطلع على دقائق هذا العلم وخوافيه، قد جمع بين غريبيّ القرآن والحديث، وحوى من الشواهد الشعرية، والأمثال العربية، ما لم يودع في غيره من الكتب في القديم والحديث، مع ما انضمّ إلى ذلك من البيان والإيضاح، والإفصاح عمّا يحتاج إلى الإفصاح، وعزو الأبيات، وبيان معانيها، وردّ الأمثال إلى أصولها ومبانيها، وبالجملة: فهو كتاب لم ينسخ ناسخ على منواله، ولا سمحت قريحة بمثاله، غير أن نُسَخَهُ بأسرِها ممْسوخةٌ، ومن إهاب الصحّة مسلوخة، قد حجبت أبكار فوائدها دون الأفهام، حتى لا يكاد يفهم منها ولا أقلّ ما يتألّف منه الكلام، وإني حين ترهت ( ) بي الفيافي والوهاد إلى حجر أمِّ البلاد: مصر القاهرة؛ التي فاقت الأمصار بمحاسنها الباهرة؛ دأبتُ هنالك على تحصيل الفوائد، والاجتماع بأفاضلها الجلَّة وعلمائها الكثيري العوائد؛ مع تقلُّد خِدمة مَن خصّه الله سبحانه من أنواع الكمالات بالقَدَحِ الْمُعلّى، ولم يجعل فيه مكاناً للو ولا محلّاً لألّا، فاضل الصدور، وصدر الأفاضل، والذي ليس له في ميادين الكمال مبارز ولا مناضل، الوزير الخطير، ذي الرأي الحصيف والتدبير، الحائز أحاسن المآثر والمناقب، محمد المدعو بين الصدور بالراغب، روّح الله تعالى روحه، وجعل من الرحيق المختوم غبوقه وصبوحه؛ حين كان والياً عليها، ومُجرياً نيل الكمالات لديها، فبينما نحن في بعض الأيام، نتجاذب أطراف الكلام؛ إذ جرَّتنا شُجون الحديث إلى ذلك الكتاب، وما أودع فيه من الفوائد التي يقف دونها الحصر والحساب. فأفاد الوزير المشار إليه: إنه كتابٌ لم يُصنّف في اللغة أجمع منه، غير أن تحريف النُّسّاخ لم يُبْقِ اعتماداً على الأخذ عنه، ثم انطوى بساط المذاكرة على هذا الأمر، ولم يتصدَّ للتصحيح زيدٌ ولا عمروٌ؛ غير أنه بقي في خَلدي بقية من التأسّف على هذا التأليف، تظهر منها في بعض الأحيان زفرات التأوُّهِ والتأفيف؛ إلى أن نفحتْ نوافِحُ الْيُمْنِ والإقبال، وابتسم الدهرُ في وجوه الأماني والآمال؛ بتقليد الصدر المشار إليه الوزارة العظمى، التي عظمت بها على البرية النّعْمى، فعطفت عِنان الحديث إلى ذلك الكتاب، وتصديت لتصحيحه، والكشف عن وجوه مُخَدَّراته النِّقاب، فتبسّم رحمه الله عن ثغر الاستبعاد؛ لِعلمِه أن دون ذلك خرْط القتاد. ثم قال: إن كنتَ من الصادقين. فعند ذلك شمّرتُ عن ساعدِ الاجتهاد، مُستمدّاً من عطاياه يا فتّاح جوّاد، وأحضرتُ جملةً جمّة من الكُتُب المؤلّفة في هذا الشأن، وغير ذلك من الدواوين، وكُتُب الأمثال، وتراجم الشعراء، وأسماء الأماكن والبُلدان، والتزمتُ الإشارةَ إلى الأمثال والمقرّبات بالْمِداد الأحمر، وألحقتُ ما زاده صاحب القاموس في الطراز، وأكملت هذا السِّفر على وِفق المرام، راجياً من الله سبحانه التوفيق للإتمام، وذلك في أوائل جمادى الأولى من عام تسعة وسبعين ومائة وألف من هجرة مَن له كمال العِزِّ والشرف، صلى الله عليه وسلم تسليماً، وزاده شرفاً وتعظيماً. وأنا الفقير إلى رحمة ربِّه القدير: أحمد بن مصطفى؛ الشهير بخطيب زاده، غفر الله له ولوالديه وللمسلمين. بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ. آمين.
(وكُتبَ تحت هذا النصّ بخطٍّ رديءٍ لآخر ما نصّه: يكذب فإنه والله ما صحح من حرفٍ، وليس من أهل تلك المسالك، فإنما صحّحه أولاد العرب الشاميين والحلبيين، جزاهم الله خيراً).
الناسخ: أحمد بن مصطفى خطيب زاده. تاريخ النسخ: في أوائل جمادى الأولى سنة 1179 هـ/ 1765م. الوضع العام: خطّ النَّسْخ الواضح النفيس المضبوط بالحركات، والعناوين ورؤوس المواد مكتوبة باللون الأحمر، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة، وكافة الصفحات لها إطارات مُذهّبة، وتوجد على الهوامش تصحيحات، والغلاف جلد عثماني نفيس مُذهّب من الخارج والداخل وبطانته من ورق الإيبرو، وفي أوله مكتوب اسم حافظ الكتب عمر لطفي القنوي سنة 1333هـ/ 1914م. وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 54196.

بيانات كتاب مخطوطة – لسان العرب (ج: 1)

العنوان

لسان العرب (ج: 1)

المؤلف

محمد بن مُكرَّم بن عليّ بن أَحْمد بن حبقة الأنْصَارِيّ الإفْرِيقِي، الانصاري، الرويفعي، الخزرجي، جمال الدِّين، أَبُو الفضل، ابْن مَنْظُور، الشيعي، ت 711 هـ/ 1311م

رقم المخطوطة

1437

عدد الأسطر

49

تاريخ النسخ

في أوائل جمادى الأولى سنة 1179 هـ/ 1765م

الناسخ

أحمد بن مصطفى خطيب زاده

عدد الأوراق وقياساتها

697، الورقة (225 × 301) الكتابة (158 ×12.8)

أوله

بسم الله الرحمن الرحيم، وبه الإعانة والتوفيق، وصلى الله على سيدنا محمد وَآلِهِ وصَحْبِهِ وَسَلَّم، اللهم يَسِّرْ يَا كَرِيْمُ. قَالَ عبدُ الله محمد بن المكرّم بن أبي الْحسن بن أَحْمد الأنْصَارِيّ الخزرجي، عَفا الله عَنهُ بكرمِه، آمين: الحمد لله رب العالمين، تبرُّكاً بِفَاتِحَة الْكتاب الْعَزِيز، واستغراقاً لأجناس الْحَمد بِهَذَا الْكَلام الْوَجِيز، إِذْ كلُّ مُجْتَهد فِي حَمده؛ مقصّر عَن هَذِه الْمُبَالغَة، وَإِن تَعَالَى؛ وَلَو كَانَ للحمدِ لفظٌ أبلغُ من هَذَا لحَمدَ بِهِ نَفسَه، تقدّس وَتَعَالَى، نحمده على نِعمه الَّتِي يواليها فِي كل وَقت ويجدّدها، وَلها الأَوْلَوِيَّة بِأَن يُقَال فِيهَا: نَعُدُّ مِنْهَا وَلا نُعَدِّدُها؛ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ على سيّدِنَا محمد المُشَرَّفِ بالشَّفاعةِ، الْمَخْصُوصِ بِبَقَاء شَرِيعَته إِلَى يَوْم السَّاعَة، وعَلى آله الأَطْهَار، وَأَصْحَابه الأَبْرَار، وأتباعهم الأخيار، صَلاةً بَاقِيَةً بَقَاءَ اللَّيْل وَالنَّهَار. أما بعد فَإِن الله سُبْحَانَهُ قد كرَّم الإِنْسَان وفضَّله بالنُّطْقِ على سَائِر الْحَيَوَان، وشَرَّف هَذَا اللِّسَانَ العربيَّ بِالْبَيَانِ على كلِّ لِسَان، وَكَفاهُ شرفاً أَنه بِهِ نَزَلَ الْقُرْآنُ، وَأَنّه لُغَةُ أهلِ الْجِنان… وَلم أجد فِي كتب اللُّغَة أجملَ من تَهْذِيب اللُّغَة لأبي مَنْصُور محمد بن أَحْمد الأَزْهَرِي، وَلا أكمل من الْمُحكم لأبي الْحسن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن سَيّده الأندلسي، رحمهمَا الله، وهما من أمّهات كتب اللُّغَة على التَّحْقِيق، وَمَا عداهما بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِمَا ثنيَّاتٌ للطريق. غير أَن كُلّاً مِنْهُمَا مطلبٌ عَسِرُ المَهْلَكِ، ومَنْهَلٌ وعْرُ المَسلك، وكأنَّ وَاضِعَه شَرَعَ للنَّاس مورداً عذباً وجلاهُم عَنهُ، وارتاد لَهُم مربعاً ومنعهم مِنْهُ… وَرَأَيْت أَبَا نصرٍ إِسْمَاعِيلَ بنَ حَمَّادٍ الْجَوْهَرِي قد أحسنَ تَرْتِيبَ مُخْتَصرِهِ، وشَهَرَه، بسهولةِ وَضْعِهِ… وَهُوَ مَعَ ذَلِك قد صحّف وحرّف، وجزَّفَ فِيمَا صَرَّفَ، فأُتِيْحَ لَهُ الشَّيْخ أَبُو محمد بن بَرِّي فتَتَبَّع مَا فِيهِ، وأملى عَلَيْهِ أَمَالِيهِ، مخرِّجاً لِسَقَطَاتِهِ، مُؤرِّخاً لِغَلَطَاتِهِ؛ فاستخرتُ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي جَمْعِ هَذَا الْكتابِ الْمُبَاركِ، الَّذِي لا يُساهَم فِي سَعَةِ فَضْلِهِ وَلا يُشارَك، وَلم أخرُجْ فِيهِ عَمَّا فِي هَذِه الأُصُول، ورتَّبْتُهُ تَرْتِيبَ: الصِّحَاحِ فِي الأَبْوَاب والفُصُول؛ وقصدتُ توشِيْحَهُ بجليل الأخْبَار، وَجَمِيل الآثَار… فَرَأَيْت أَبَا السعادات الْمُبَارك بن محمد بن الأَثِير الْجَزَرِيِّ قد جَاءَ فِي ذَلِك بالنِّهايةِ، وَجَاوَزَ فِي الْجَوْدَة حد الْغَايَة… فجَاء هَذَا الْكتاب بِحَمْد الله وَاضح الْمنْهَج سهل السلوك… وَلَيْسَ لي فِي هَذَا الْكتاب فَضِيلَةٌ أَمُتُّ بِهَا، وَلا وَسِيلَةٌ أتمسَّكُ بِسَبَبِهَا، سوى أَنِّي جمعت فِيهِ مَا تفرَّق فِي تِلْكَ الْكتب من الْعُلُوم، وَبسطتُ القَوْل فِيهِ وَلم أَشْبَعْ باليَسِيْرِ… فَجمعتُ هَذَا الْكتابَ فِي زمنٍ أهلُهُ بِغَيْر لُغَتِهِ يفخرُوْنَ، وصَنَعْتُهُ كَمَا صَنَعَ نُوحٌ الفُلْكَ وقومُهُ مِنْهُ يَسْخَرُوْنَ، وسَمَّيْتُهُ: لِسَانَ الْعَرَبِ…

آخره

… يَنْعَ: يَنَعَ الثَّمَرُ يَيْنِعُ ويَيْنَعُ يَنْعاً وَيُنْعاً ويُنُوعاً، فَهُوَ يانِعٌ… وأَما قَوْلُ الْحَجَّاجِ: إِنِّي لأَرَى رُؤُوساً قَدْ أَيْنَعَتْ وحانَ قِطافُها، فإِنَّما أَراد: قَدْ قَرُبَ حِمامُها؛ وحانَ انْصِرامُها، شَبَّهَ رؤُوسَهم لاسْتِحْقَاقِهِمُ الْقَتْلَ بِثِمَارٍ قَدْ أَدْرَكَت وَحَانَ أَنْ تُقْطَفَ. واليانِعُ: الأَحمرَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وثَمَرٌ يانِعٌ إِذا لَوَّنَ، وامرأَةٌ يانِعةُ الوَجْنَتَيْنِ… قِيلَ: اليَنَعةُ خَرَزةٌ حَمْراءُ، وَجَمْعُهُ يَنَعٌ. واليَنَعةُ أَيضاً: ضَرْبٌ مِنَ العَقِيق مَعْرُوفٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: اليَنَعُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، ضَرْبٌ مِنَ الْعَقِيقِ مَعْرُوفٌ، وَاللهُ أَعلم. تَمَّ الجزءُ السادس عشر.

الوضع العام

خطّ النَّسْخ الواضح النفيس المضبوط بالحركات، والعناوين ورؤوس المواد مكتوبة باللون الأحمر، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة، وكافة الصفحات لها إطارات مُذهّبة، وتوجد على الهوامش تصحيحات، والغلاف جلد عثماني نفيس مُذهّب من الخارج والداخل وبطانته من ورق الإيبرو، وفي أوله مكتوب اسم حافظ الكتب عمر لطفي القنوي سنة 1333هـ/ 1914م. وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 54196.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

کتب ذات صلة

روابط التحميل

الرابط المباشر

شارک مع الآخرین :