مخطوطة – مرقاة المفاتيح لمشكاة المصابيح

عنوان المخطوط: مرقاة المفاتيح لمشكاة المصابيح ( ).
المؤلف: علي بن سلطان محمد القاري، الحنفي ت 1014 هـ/ 1606م ( ).
عدد الأوراق: 710، المقاييس: 322 × 211 ـ 251 × 162، عدد الأسطر: (39).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، وَبِهِ ثِقَتِي. الحمد لله الذي فتح قلوب العلماء بمفاتيح الإيمان، وشَرَحَ صُدُورَ العُرفاء بمصابيح الإيقان، وأفضلُ الصلوات وأكملُ التحيات على صَدْرِ الموجُودات، وبَدْرِ المخلوقاتِ، أحْمَد العَالَمِيْن، وأمْجَد العَالِمِيْن محمد الْمَحْمُوْدِ في أقوالِهِ وأفعالِهِ وأحواله، المنور مشكاة صَدْرِه بأنوار جَمالِهِ، وأسرارِ كَمالِهِ، وعلى آله وأصحابه حَمَلَة عُلومِهِ ونَقَلَة آدابِهِ. أما بعد: فيقولُ أفقرُ عبادِ الله الغنيّ الباري علي بن سلطان محمد الهروي القاري، عاملهما الله بلطُفِهِ الخفيّ، وتجاوز عنهما بكرمه الوفيّ: لما كان كتابُ: مشكاة المصابيح، الذي ألفه مولانا الحبر العلامة، والبحرُ الفهامة، مُظهِرُ الحقائق، ومُوضحُ الدقائق، الشيخ التقيّ النقيّ ولِيّ الدين محمد بن عبد الله الخطيب التبريزيّ، أَجْمَعَ كِتابٍ في الأحاديثِ النبويّةِ، وأنفعَ لُبَابٍ مِن الأسرارِ المُصطفوية، ولله درّ مَن قال، مِن أربابِ الحال:
لَئِنْ كانَ في المشكاةِ توضيح مِصباح فذلك مشكاةٌ وفيها مصابيحُ
وفيها مِن الأنوار ما شاعَ نَفْعُهَا لهذا على كتبِ الأنام تراجيحُ
ففِيهِ أصولُ الدين والفقه والهُدى حوائجُ أهلِ الصدقِ فيه مَناجيحُ
تعلّقَ الخاطِرُ الفاتِرُ بقراءتهِ، وتصحيح لفْظِهِ ورِوايتهِ، والاهتمام ببعض معانيه ودرايته، رجاء أنْ أكونَ عامِلاً بما فيه من العلوم في الدنيا، وداخِلاً في زُمرةِ العُلماء العاملين في العُقبى، فقرأتُ هذا الكتابَ المُعظّمَ ( ) على مَشايخِ الحَرَمِ الْمُحْتَرَمِ؛ نَفَعَنا اللهُ بِهِمْ وبِبركاتِ عُلومِهم، مِنهم فريدُ عصرِهِ، ووحيدُ دهرِهِ مولانا العلامة الشيخ عطية السلمي، تلميذ شيخ الإِسْلام، ومُرشد الأنام، مولانا الشيخ أبي الحسن البكري، ومنهم زبدة الفضلاء، وعُمدة العلماء، مولانا السيد زكريا؛ تلميذ العالم الرباني مولانا إسماعيل الشرواني، من أصحاب قُطبِ العارفين، وغوثِ السالكين؛ خواجه عبيد الله السمرقنديّ، أحد أتباع خواجه بهاء الدين النقشبنديّ رَوَّحَ الله روحهما، ورزقنا فتوحَهما، ومنهم العالم العامل، والفاضل الكامل، العارف بالله، الولي مولانا الشيخ علي المتقي، أفاض الله علينا مِن مَدَدِهِ العليّ. لكن لِكَوْنِ هؤلاء الأكابر غير حُفَّاظٍ للحديثِ الشريف، ولم يكُنْ في أيديهم أصْلٌ صَحيحٌ يَعْتَمِدُ عليه العبدُ الضعيف، والشُّرَّاحُ ما اعتَنَوْا إلّا بِضَبْطِ بَعْضِ الكلمات، وكانت البقيةُ عِنْدَهُم مِنَ الواضِحات.
ما اطْمَأَنَّ قلبِيْ ولا انْشَرَحَ صَدْرِيْ إلّا بِأَنْ جَمَعْتُ النُّسَخَ الْمُصَحَّحَةَ الْمَقْرُوْءَةَ الْمَسْمُوْعَةَ الْمُصَرَّحَةَ التي تَصْلُحُ لِلاعتمادِ وتصحُّ عِنْدَ الاختلافِ للاِسْتِنَادِ.
فمِنها: نسخةٌ هي أصلُ السيدِ أَصِيْلِ الدِّين، والسَّيدِ جمال الدين، ونَجْلِهِ السَّعيد ميْركشاه ( )؛ الْمُحَدِّثِيْن المَشهورين.
ومنها: نسخَةٌ قُرِئَتْ على شَيخِ مَشايِخِنَا في القراءةِ والحديثِ النبويِّ مولانا الشيخ شمس الدين محمد ابن الجزريّ ( ).
ومِنها: نسخةٌ قَرئتْ على شيخ الإِسْلام الهُرَويّ، وغيرها مِن النسَخِ الْمُعْتمَدَةِ الصَّحيحةِ التي وَجَدْتُ عليها آثارَ الصّحَّةِ الصَّريحةِ، فأخذتُ من مجموعِ النُّسَخِ أصلاً ـ يكونُ إنْ شاء اللهُ ـ أصيلاً، ولمثوبات الأُخرويةِ كَفيلاً.
وقد حَصَلَ لِي أجازةٌ عامَّةٌ ورُخصةٌ تامّةٌ مِن الشيخ العلامة عَليّ بن أحمد الجنانيّ الأزهريّ الشافعيّ الأشعريّ الأنصاريّ، وقد قالَ:
قرأتُ على شيخِ الإِسْلام، وإمام أئمة الأعلام، الشيخ جلال الدين السيوطيّ كُتُباً مِن الحديثِ وغيرِهِ مِن العُلومِ كالبُخاريّ ومُسْلِمٍ وغيرِهِما مِن الكُتُبِ السِّتَّةِ وغيرِها، البعْض قِراءَةً، والبعض سَماعاً، وقد أجازني بجميعِ مَروياتِهِ، وبِما قرئ به، وبِما أجازَهُ بِهِ خاتِمَةُ المُحدِّثِيْن مَولانا الشيخَ ابنُ حجر العَسقلانِيّ قِراءَةً وسَماعاً ورَوايةً وإجازةً، وعلى الشيخ القسطلانيّ صاحبِ المَواهِبِ، وشارِحِ البُخاريّ مِن أجلاءِ تلامِذَةِ العَسقلانِيّ. وأجازني بِمَروياتِهِ ومُؤلَّفاتِهِ، وهذا على ما يوجَدُ مِنَ السَّنَدِ المُعتَمَدِ في هذا الزمانِ الْمُكَدِّرِ الْمُنْكَدِرِ، ثُمِّ إنّي قرأتُ أيضاً بَعْضَ أحاديث المِشكاةِ على مَنبعِ بَحْرِ العِرفانِ مَولانا الشَّهيرِ بِمِيْر كلان، وهو قَرَأَ عَلى زُبدةِ المُحققين، وعُمدةِ المُدققين ميركشاه، وهو على والِدِهِ السَّيَّدِ السَّنَدِ مَولانا جَمالِ الدين ( )، الْمُحدِّثِ صاحِبِ رَوْضَةِ الأحباب ( )، وهو على عَمِّهِ السَّيِّدِ أصِيْلِ الدين الشِّيرازيِّ، رَوَى: أنَّهُ أدْرَكِ مِن أكابِر العُلماءِ أَحَداً وَثَمانِيْنَ؛ مِنهم: مولانا الشيخ محمد بن محمد بن محمد الجزريّ، والشيخ مجد الدّين الفَيروزآبادي صاحِب القاموس، والعلامة السيد الشريف الجرجاني، وسَمِعَ منه مَولانا نورُ الدين عبدُ الرحمنِ الْجَامِيّ ( )؛ قَدَّسَ اللهُ سِرَّهُ السَّامِيَّ، وغَيْرِهِ، توفي سَنةَ أربعٍ وثمانين وثمانمائة.
قال: أروي كِتابَ المِشكاةِ عن مولانا شرَفِ الدِّين الجرمِيّ، وهو يروي عن خواجه إمامِ المِلَّةِ والدِّين عَلي بن مُبارَكشاه الصِّدِّيْقِيّ، وهو يروي عن الْمُؤلِّفِ. وهذا الإسنادُ لا يوجدُ أعلى منه للاعتمادِ الباعِثِ لِتأليفِ: المرقاة، فلما حَصَّلْتُ هذه النُّسخَةَ المذكورةَ، وصَحَّحْتُهَا مِنَ النُّسَخِ الْمُعْتَمَدَةِ الْمَسطورة، رأيتُ أنْ أضبطَها تَحتَ شرحٍ لَطيفٍ، على منهجٍ شريفٍ، يضبطُ ألفاظَهُ مَعَ مَبانيهِ، ويبحثُ عن رواياتِهِ ومعانيهِ، فإنَّ هِمَمَ إخوانِ الزمانِ قد قَصرتْ ومُجاهَدَتَهُمُ في تحصيلِ العُلوم لا سِيَّما في هذا الفَنِّ الشريفِ ضَعُفَتْ، وهو مُقتضى الوقت الذي تَجاوَزَ عَن الألف، وبَقي ضَعْفُ العِلم والعمَلِ، بل ضَعْفُ الإيمانِ على ضِعْف. واللهُ وَلِيُّ دِيْنِهِ، وناصِرُ نَبِيِّهِ، وهو بِكُلِّ جَمِيْلٍ كَفِيْل، وحَسْبُنا الله ونِعْمَ الوكيل.
وأيضاً مِنَ البواعثِ: أنّ غالِبَ الشُّراحِ كانوا شَافِعِيّة فِي مَطْلَبِهِم، وذَكَرُوا المَسائِلَ المُتَعلِقَةَ بالكِتابِ على مِنهاجِ مَذهَبِهِمْ، واستدلُّوا بظَواهِرِ الأحادِيْثِ على مُقتَضَى مَشْرَبِهِمْ، وسَمَّوا الْحَنفيةَ أصْحَابَ الرَّأي على ظَنٍّ أنَّهم ما يَعْمَلُونَ بالحديثَ، بَلْ ولا يَعْلَمُوْنَ الرِّوايةَ والتَّحديثَ؛ لا في القديمِ ولا في الحديثِ؛ مع أنَّ مذهَبَهم القويّ تقديمُ الحديثِ الضعيفِ على القِياسِ الْمُجرَّدِ الذي يَحْتَمِلُ التزييفَ، نعم من رأي ثاقبهم الذي هو مُعظَمُ مَناقِبِهِمْ أنّهم ما تَشَبَّثُوا بِالظواهِرِ، بل دَقَّقُوا النظَرَ فيها بالبحثِ عن السَّرائِرِ، وكَشَفُوا عن وُجُوهِ الْمَسائِلِ نِقابَ السَّتائرِ، ولِذا قال الإمامُ الشافِعِيُّ: <الخَلْقُ كُلُّهُم عِيالٌ على أبي حَنيفةَ في الفِقْهِ> وهذا الاعترافُ يدُلُّ على الاغترافِ وكمالِ الإنصافِ مِنهُ رضِي اللهُ تعالى عَنْهُمَا، ونَفعَنا بعُلُومِهِمَا ومَدَدِهِمَا، فأحببتُ أنْ أذكُرَ أَدِلَّتَهُم، وأُبَيِّنَ مَسأَلَتَهُم، وأدفَعَ عَنهم مُخالفَتَهم لِئَلّا يَتَوَهَّمَ العوامُ الذين ليس لهم معرفة بالأدِلَّةِ الفِقهيّةِ أنَّ الْمَسائِلَ الْحَنفِيَّةَ تُخالِفُ الدَّلائِلَ الْحَنِيْفِيَّةِ. وَسَمَّيْتُهُ: مرقاة المَفاتيحِ لِمشكاةِ المَصابيحِ. والله تعالى أسْأَلُ أنْ يَجعلَهُ خالِصاً لِوَجْهِهِ مِن فَضْلِهِ، وأنْ يَنْفَعَ المُسلمينَ بِهِ، كَمَا ينفعهم بأصْلِهِ وفصْلِهِ.
فأقولُ؛ وباللهِ التوفيق، وبيدِهِ أزِمّة التحقيق: قال الشيخُ رَحمه اللهُ: بسم الله الرحمن الرحيم. اقتداءً بالقُرآنِ العظيم، وتَخَلُّقاً بأخلاقِ العزيزِ العليم، واقتفاءً للنبيِّ الكريم، حيثُ قال: <كُلُّ أمرٍ ذي بال لا يبدأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر> أي: قليلُ البركَةِ، أو معدُومُها. وقيل: إنّه مِن الْبَتْرِ، وهو القَطْعُ قَبْلَ التَّمَامِ والْكَمَالِ، والمُرادُ بذي البال: ذُو الشأنِ في الْحالِ أو المَآلِ، رواهُ الخطيبُ بهذا اللّفْظِ في كِتابِ الجامِعِ، واختَلَفَ السَّلَفُ الأبرارُ في كِتابَةِ الْبَسْمَلَةِ في أوَّلِ كُتُبِ الأشعارِ، فَمَنَعَهُ الشَّعبيُّ والزّهريُّ، وأجازّهُ سعيد بنُ الْمُسيب، واختارَهُ الخطيبُ البغدادِيُّ، والأحسن التفصِيْلُ بل هُو الصحيحُ، فإنَّ الشِّعْرَ حَسَنُهُ حَسَنٌ، وقبيحُهُ قَبِيْحٌ، فَيُصانُ إيرادُ الْبَسْمَلَةِ في الهجويّاتِ والهزليات، ومَدائِح الظّلَمَةِ ونحوها، كما تُصانُ في حالِ أكلِ الْحرامِ، وشُرْبِ الْخَمْرِ، ومواضِعِ القاذُوراتِ، وَحَالَةِ الْمُجَامَعَةِ وأمثالِها، والأظهَر أنَّهُ لا يُكْتَبُ في أوَّلِ كُتُبِ المَنْطِقِ عَلى القولِ بِتَحْرِيْمِ مَسائِلِهَا، وكذا في القصَصِ الكاذِبَةِ بجَمِيْعِ أنواعِها، والكُلُّ مُستفادٌ من قولِهِ: <ذِي بال> واللهٌ أعلَمُ بحَقِيْقَةِ الْحَالِ…
آخره:… قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: <لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فِئَةٍ> ( ) أم سليم: بالتصغير، قال المؤلف: هي بنت ملحان، وفي اسمها خلاف، تزوجها مالك بن النضر أبو أنس بن مالك، فولدت له أنساً ثم قُتِلَ عنها مُشركاً، وأسلمت فخطبها أبو طلحة وهو مشرك فأبت، ودعته إلى الإِسْلام فأسلم، فقالت: إني أتزوجك ولا آخذ منك صداقاً لإسلامك، فتزوجها أبو طلحة، فكان صداق ما بينهما الإِسْلام. برفِعِهِ أو نصبه. أسلمتْ أمُّ سليم قبل أبي طلحة فخطبها، فقالت: إني قد أسلمتُ فإن أسلمتَ فقد نكحتك. أي: تزوجتك ولم آخذ منك مهراً، فأسلم فكان، وفي نسخةٍ وكان أي: الإِسْلام صداق ما بينهما. أي: فوق النكاح فيه إشعارٌ بأن المنفعة الدنيوية يجوز أن تكون عوضاً للبضع، وأن تعليم القرآن يجوز أن يحمل على هذا المعنى. قلت: هذا حَمْلٌ بعيدٌ فإن المنفعة الدينية ما لا يكون فيه المنفعة الدنيوية مع أنه مُخالفٌ لقوله تعالى: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ} ( )، وبالإجماع لا تطلق على المنفعة الدينية اسم المال والله تعالى أعلم بالحال، رواه النسائي.
ملاحظات: تاريخ النسخ: في عهد راغب پاشا. الوضع العام: خطّ النَّسْخ المضبوط بالحركات، والعناوين، ورؤوس الأحاديث مكتوبة باللون الأحمر، والمتن مميز بخطوط حمراء فوقه، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة، وكافة الصفحات لها إطارات باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات، والغلاف جلد عثماني، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 48945.

رمز المنتج: mrgp369 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

العنوان

مرقاة المفاتيح لمشكاة المصابيح

المؤلف

هي بنت ملحان، وفي اسمها خلاف، تزوجها مالك بن النضر أبو أنس بن مالك، فولدت له أنساً ثم قُتِلَ عنها مُشركاً، وأسلمت فخطبها أبو طلحة وهو مشرك فأبت، ودعته إلى الإِسْلام فأسلم، فقالت: إني أتزوجك ولا آخذ منك صداقاً لإسلامك، فتزوجها أبو طلحة، فكان صداق ما بينهما الإِسْلام. برفِعِهِ أو نصبه. أسلمتْ أمُّ سليم قبل أبي طلحة فخطبها، فقالت: إني قد أسلمتُ فإن أسلمتَ فقد نكحتك. أي: تزوجتك ولم آخذ منك مهراً، فأسلم فكان، وفي نسخةٍ وكان أي: الإِسْلام صداق ما بينهما. أي: فوق النكاح فيه إشعارٌ بأن المنفعة الدنيوية يجوز أن تكون عوضاً للبضع، وأن تعليم القرآن يجوز أن يحمل على هذا المعنى. قلت: هذا حَمْلٌ بعيدٌ فإن المنفعة الدينية ما لا يكون فيه المنفعة الدنيوية مع أنه مُخالفٌ لقوله تعالى: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ} وبالإجماع لا تطلق على المنفعة الدينية اسم المال والله تعالى أعلم بالحال، رواه النسائي.

رقم المخطوطة

319

عدد الأوراق

710

عدد الأسطر

39

تاريخ النسخ

في عهد راغب پاشا

المقاييس

322 × 211 ـ 251 × 162

أوله

بسم الله الرحمن الرحيم، وَبِهِ ثِقَتِي. الحمد لله الذي فتح قلوب العلماء بمفاتيح الإيمان، وشَرَحَ صُدُورَ العُرفاء بمصابيح الإيقان، وأفضلُ الصلوات وأكملُ التحيات على صَدْرِ الموجُودات، وبَدْرِ المخلوقاتِ، أحْمَد العَالَمِيْن، وأمْجَد العَالِمِيْن محمد الْمَحْمُوْدِ في أقوالِهِ وأفعالِهِ وأحواله، المنور مشكاة صَدْرِه بأنوار جَمالِهِ، وأسرارِ كَمالِهِ، وعلى آله وأصحابه حَمَلَة عُلومِهِ ونَقَلَة آدابِهِ. أما بعد: فيقولُ أفقرُ عبادِ الله الغنيّ الباري علي بن سلطان محمد الهروي القاري، عاملهما الله بلطُفِهِ الخفيّ، وتجاوز عنهما بكرمه الوفيّ: لما كان كتابُ: مشكاة المصابيح، الذي ألفه مولانا الحبر العلامة، والبحرُ الفهامة، مُظهِرُ الحقائق، ومُوضحُ الدقائق، الشيخ التقيّ النقيّ ولِيّ الدين محمد بن عبد الله الخطيب التبريزيّ، أَجْمَعَ كِتابٍ في الأحاديثِ النبويّةِ، وأنفعَ لُبَابٍ مِن الأسرارِ المُصطفوية، ولله درّ مَن قال، مِن أربابِ الحال:

آخره

… قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: <لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فِئَةٍ> ( ) أم سليم: بالتصغير، قال المؤلف: هي بنت ملحان، وفي اسمها خلاف، تزوجها مالك بن النضر أبو أنس بن مالك، فولدت له أنساً ثم قُتِلَ عنها مُشركاً، وأسلمت فخطبها أبو طلحة وهو مشرك فأبت، ودعته إلى الإِسْلام فأسلم، فقالت: إني أتزوجك ولا آخذ منك صداقاً لإسلامك، فتزوجها أبو طلحة، فكان صداق ما بينهما الإِسْلام. برفِعِهِ أو نصبه. أسلمتْ أمُّ سليم قبل أبي طلحة فخطبها، فقالت: إني قد أسلمتُ فإن أسلمتَ فقد نكحتك. أي: تزوجتك ولم آخذ منك مهراً، فأسلم فكان، وفي نسخةٍ وكان أي: الإِسْلام صداق ما بينهما. أي: فوق النكاح فيه إشعارٌ بأن المنفعة الدنيوية يجوز أن تكون عوضاً للبضع، وأن تعليم القرآن يجوز أن يحمل على هذا المعنى. قلت: هذا حَمْلٌ بعيدٌ فإن المنفعة الدينية ما لا يكون فيه المنفعة الدنيوية مع أنه مُخالفٌ لقوله تعالى: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ} ( )، وبالإجماع لا تطلق على المنفعة الدينية اسم المال والله تعالى أعلم بالحال، رواه النسائي.

الوضع العام

خطّ النَّسْخ المضبوط بالحركات، والعناوين، ورؤوس الأحاديث مكتوبة باللون الأحمر، والمتن مميز بخطوط حمراء فوقه، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة، وكافة الصفحات لها إطارات باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات، والغلاف جلد عثماني، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 48945.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “مخطوطة – مرقاة المفاتيح لمشكاة المصابيح”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *