العنوان |
مفاتيح الغيب |
---|---|
المؤلف |
محمد بن علي الطائي، مُحْيِي الدِّيْن ابن عربي، ت 638 هـ/ 1240م |
رقم المخطوطة |
1476-15 |
عدد الأسطر |
29 |
عدد الأوراق وقياساتها |
227/ ا ـ 228/ ا، الورقة: 204 × 151 ـ 177 × 115 |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله المتفرّد بالمفاتيح الأول، أما بعد: فإنّ المفاتيح تعلو بِعُلّو مغاليقِ غيبِها، وتسفلُ بذلك، كالعِلم يشرُفُ بشرَفِ معلومِهِ، ويتّضعُ باتضاعِهِ، فالغيب ليس نفس المُغيّب، والمفاتيح إنما تفتح الغيبَ، فيبدو المغيب من خلف حجاب الغيب، فالغيبُ حجابٌ كالباب، والستر ليس الباب، ولا نفس الباب، ولا الستر نفس المستور، والمفتاح متعلقه الباب لا ما وراءه، وكذلك المفتاح متعلقه الغيب لا ما وراءه، ثم من المغيبات ما يكون له مفتاح واحدٌ، ومفتاحان فصاعداً، وكلُّ مفتاح غيب لم7فتاح آخر حتى ينتهي إلى المفتاح الأول، وليس عند الله غيبٌ في حقّ ذاته، فإنه لنفسه مشهوداً… |
آخره |
… وإنْ جعلتَ غيبَكَ ذاتَكَ، فالله الله لا تجعلْ مفتاحَكَ الأفكارَ أصلاً، وليكُنْ مفتاحُكَ الخلوات والمُجَاهَدات، وهو المتولي لهذا الفتح لا أنت، فيكون الفَتْحُ أسرع، والكشفُ أخلص وأصفى، فإنْ أردتَ السعادةَ فلا تطلبْ من الغيوب إلّا ما دللتُك عليه، ولا من المفاتيح إلّا ما أوضحته لك، فانتج وعلى الله قصد السبيل. |