مخطوطة – مُشْكِلُ الحديث

عنوان المخطوط: مُشْكِلُ الحديث ( ).
المؤلف: عبد الله بن مسلم بن قتيبة، الكوفي، الدينوري، أبو محمد ت 276 هـ/ 889م ( ).
عدد الأوراق: 130، المقاييس: 238 × 135 ـ 155 × 070، عدد الأسطر: (21).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، قال الإمام أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري رضي الله تعالى عنه: أسعدك اللهُ بطاعته وحاطك بكلاءته ووفّقك للحقّ برحمته، وجعلك من أهله فإنك كتبتَ تُعلِمُني ما وقفتَ عليهِ من ثَلْبِ أهلِ الكلامِ أهلَ الحديثِ وإسهابهم في الكتب بذمِّهم ورميهم بحمل الكذب، ورواية المتناقض حتى وقع الاختلاف، وكثرت النحل، وتقطعت العصم، وتعادى المسلمون، وأكفرَ بعضُهم بعضاً، وتعلَّقَ كلُّ فريقٍ منهم لمذهبه بجنسٍ من الحديث.
فالخوارج يحتجُّون بروايتهم: (ضعوا سيوفكم على عواتقكم، ثم أبيدوا خضرائهم) حضراءهم، و(لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم خلاف من خالفهم)، و(من قتل دون ماله فهو شهيد). والقاعد يحتج بروايتهم: (عليكم بالجماعة، فإن يد الله عليها)، و(من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإِسْلام من عنقه)، و(اسمعوا وأطيعوا وإن تأمر عليكم عبد حبشي مجدَّع الأطراف)، و(صلوا خلف كل برٍّ وفاجرٍ)، و(لا بدّ من إمامٍ بر أو فاجر)، و(كن حِلس بيتك، فإن دخل عليك فادخل مخدعك فإن دخل عليك فقل بؤ بإثمي وإثمك، وكن عبد الله المقتول، ولا تكن عبد الله القاتل)
والمرجئ يحتجُّ بروايتهم: (من قال: لا إله إلا الله فهو في الجنة، وإن زنى وإن سرق) و(من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة، ولم تمسّه النار)، و(أعددت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي). والمخالف له يحتجّ بروايتهم: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن)، و(لم يؤمن مَن لم يأمن جاره بوائقه، ولم يؤمن مَن لم يأمن المسلمون من لسانه ويده)، و(يخرج من النار رجل قد ذهب حِبرُهُ وسِبره)، و(يخرج من النار قوم قد امتحشوا فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، أو كما تنبت التغاريز). والقدري يحتج بروايتهم: (كل مولود يولد على الفطرة، حتى يكون أبواه يهودانه، أو ينصرانه)، و(بأن الله تعالى قال: خلقت عبادي جميعاً حنفاء، فاجتالتهم الشياطين عن دينهم)
والمفوض يحتج بروايتهم: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما مَن كان من أهل السعادة فهو يعمل للسعادة، ومَن كان من أهل الشقاء يعمل للشقاء)، و(إن الله تعالى مسح ظهر آدم عليه السلام فقبض قبضتين، فأما القبضة اليمنى فقال: إلى الجنة برحمتي، والقبضة اليسرى فقال: إلى النار ولا أبالي)، و(السعيد من سعد في بطن أمه، والشقي من شقي في بطن أمه) هذا وما أشبهه.
والرافضة تتعلق في إكفارها صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بروايتهم (ليردنّ عليَّ الحوضَ أقوامٌ، ثم ليختلجنّ دُوني، فأقول: يا رب أصحابي، أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم)، و(لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)، ويحتجون في تقديم علي رضي الله تعالى عنه بروايتهم: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي)، و(من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه)، و(أنت وصيي).
ومخالفوهم يحتجون في تقديم الشيخين رضي الله عنهما بروايتهم: (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر)، و(يأبى الله ورسوله والمسلمون إلا أبا بكر)، و(خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر)… ومع روايتهم كل سخافة تبعث على الإِسْلام الطاعنين، وتضحك منه الملحدين، وتزهد من الدخول فيه المرتدين، وتزيد في شكوك المرتابين،…
زوامل للأشعار لا عِلم عندهم بجيِّدِها إلا كَعِلْمِ الأباعِرِ
لعمرُكَ ما يدري البعيرُ إذا غدا بأحمالِهِ أوراحَ ما في الغَرائِرِ
قد قنعوا من العلم برسمه، ومن الحديث باسمه، ورضوا بأن يقولوا فلان عارف بالطرق، وراوية للحديث، وزهدوا في أن يقال: عالم بما كتب، أو عامل بما علم…
قال أبو محمد: هذا ما حكيت من طعنهم على أصحاب الحديث، وشكوت تطاول الأمر بهم على ذلك من غير أن ينضح عنهم ناضح، ويحتج لهذه الأحاديث مُحتجّ، أو يتأولها مُتأوِّل، حتى أنِسُوا بالعَيب، ورَضَوا بالقَذْف، وصاروا بالإمساك عن الجواب كالْمُسَلِّمِيْن، وبتلك الأمور مُعترفين، وتذكرُ أنكَ وجدت في كتابي المؤلَّف في: غريب الحديث، باباً ذكرتُ فيه شيئاً من المتناقِض عندهم، وتأوَّلتُهُ، فأملتَ بذلك أنْ تَجِدَ عِندي في جميعه مثل الذي وجدتَهُ في تلك من الْحُجَج، وسألتَ أن أتكلَّفَ ذلك مُحتسِباً للثواب، فتكلَّفتُهُ بمبلغِ عِلْمِي، ومِقدارِ طاقتي، وأعدتُ ما ذكرتُ في كُتبي من هذه الأحاديث ليكونَ الكتابُ تاماً جامِعاً لِلفنِّ الذي قصدوا الطّعنَ بِهِ، وقدَّمتُ قبْلَ ذِكرِ الأحاديث، وكشْفِ معانيها وصْفَ أصحابِ الكلام، وأصحابِ الحديث، بما أعرفُ به كلَّ فريق، وأرجو أنْ لا يطَّلِع ذو النهى مني على تعَمُّدٍ لِتمويهٍ، ولا إيثار لِهَوىً، ولا ظُلم لِخَصْم، وعلى الله أتوكَّل فِيْمَ أُحاوِلُ، وبه أستعين…
آخره:… قال أبو محمد: ونحن نقول: إن التأويل لو كان على ما ذهبوا إليه كان عظيماً من الخطأ وفاحشاً، ولكنه أراد: فإن الله سبحانه لا يملُّ إذا مللتم ومثال هذا قولك في الكلام… وقد جاء مثل هذا بعينه في الشعر المنسوب إلى ابن أخت تأبَّطَ شرّاً ويقال إنه لخلف الأحمر:
صليت مني هذيل بخرق لا يملّ الشرّ حتى يملوا
يريد أنه لا يملّ الشر إذا ملوه، ولو أراد ذلك لما كان فيه مدح له لأنه بمنزلتهم، وإنما أراد أنهم يملون الشر ولا يمله.
قد تم كتاب الرد على مَن قال بتناقض الحديث، في أوائل عشر ربيع الأول لسنة ثلاث وسبعين ومائة وألف (1173هـ). حرّر على يد عبد الفقير السيد إبراهيم الحافظ الضعيفي من تلاميذ تلاميذ سيد كتاني زاده، غفر الله له ولوالديهما وأحسن إليهما وإليه.
ملاحظات: مخطوطة خزائنية مضبوطة. الناسخ: السيد إبراهيم الحافظ الضعيفي من تلاميذ تلاميذ كتاني زاده. تاريخ النسخ: أوائل عشر ربيع الأول 1173 هـ/ 1759م. الوضع العام: خطّ النَّسْخ الواضح المشكول، والصفحة الأولى مذهبة وملونة، وجميع الصفحات لها إطارات مذهبة، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، وجميع الفواصل بين الجمل عبارة عن دوائر صغيرة مذهبة، وكلمة قال، وقالوا مكتوبة باللون الأحمر. والغلاف جلد عثماني. وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 47797.

رمز المنتج: mrgp310 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

العنوان

مُشْكِلُ الحديث

المؤلف

عبد الله بن مسلم بن قتيبة، الكوفي، الدينوري، أبو محمد ت 276 هـ/ 889م

رقم المخطوطة

261

عدد الأوراق

130

عدد الأسطر

21

تاريخ النسخ

أوائل عشر ربيع الأول 1173 هـ/ 1759م

الناسخ

السيد إبراهيم الحافظ الضعيفي من تلاميذ تلاميذ كتاني زاده

المقاييس

238 × 135 ـ 155 × 070

أوله

بسم الله الرحمن الرحيم، قال الإمام أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري رضي الله تعالى عنه: أسعدك اللهُ بطاعته وحاطك بكلاءته ووفّقك للحقّ برحمته، وجعلك من أهله فإنك كتبتَ تُعلِمُني ما وقفتَ عليهِ من ثَلْبِ أهلِ الكلامِ أهلَ الحديثِ وإسهابهم في الكتب بذمِّهم ورميهم بحمل الكذب، ورواية المتناقض حتى وقع الاختلاف، وكثرت النحل، وتقطعت العصم، وتعادى المسلمون، وأكفرَ بعضُهم بعضاً، وتعلَّقَ كلُّ فريقٍ منهم لمذهبه بجنسٍ من الحديث.

آخره

… قال أبو محمد: ونحن نقول: إن التأويل لو كان على ما ذهبوا إليه كان عظيماً من الخطأ وفاحشاً، ولكنه أراد: فإن الله سبحانه لا يملُّ إذا مللتم ومثال هذا قولك في الكلام… وقد جاء مثل هذا بعينه في الشعر المنسوب إلى ابن أخت تأبَّطَ شرّاً ويقال إنه لخلف الأحمر:

الوضع العام

خطّ النَّسْخ الواضح المشكول، والصفحة الأولى مذهبة وملونة، وجميع الصفحات لها إطارات مذهبة، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، وجميع الفواصل بين الجمل عبارة عن دوائر صغيرة مذهبة، وكلمة قال، وقالوا مكتوبة باللون الأحمر. والغلاف جلد عثماني. وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 47797.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “مخطوطة – مُشْكِلُ الحديث”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *