المؤلف |
أكرم ضياء العمري |
---|
يعتبر هذا الكتاب تاريخ بغداد أضخم مؤلفات الخطيب البغدادي وأهمها وأكثرها شهرة، جمع فيه تراجم لعلماء بغداد الذين من أهلها أو الذين نزلوها زائرين من العلماء والرجال البارزين في كل فن وميدان، متخذًا قاعدة أن كل من دخل بغداد فهو بغدادي. ولم يكن الخطيب البغدادي هو أول من طرق هذا الموضوع، ووضع فيه كتابه المعروف بل سبقه إلى التأليف في تاريخ بغداد عدد من المؤلفين، من أمثال: أحمد بن الطيب السرخسي وأبي سهل يزدجرد بن مهبندار الذي كتب كتابًا في وصف بغداد وخططها وعدد شوارعها وحماماتها، وقد وضع الخطيب مقدمة مفصلة لكتابه تناولت خطط مدينة بغداد وبناءها وأقسامها ودورها وأحياءها ومساجدها، ثم بدأ في الترجمة لأعلامها مبتدئًا بالمحمدين، تبركًا برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم التزم بعد ذلك الترتيب الألفبائي في إيراد الأعلام. ويضم الكتاب المطبوع 7831 ترجمة، معظمها يخص المحدثين والفقهاء، وتبلغ تراجم رجال الحديث نحو خمسة آلاف ترجمة، وبقية التراجم تخص أرباب العلوم الأخرى ورجالات الدولة والمجتمع، واستخدم المؤلف الإسناد عند سرد الروايات سواء كانت تتصل بالحديث ورجاله أم بالتاريخ والأدب. وقد لقي الكتاب اهتمامًا واسعا من العلماء، وصار النموذج الذي قلده المؤلفون من بعده في وضع تواريخ المدن الأخرى، ودفع المؤرخين اللاحقين إلى متابعة عمل الخطيب، فألفوا ذيولا على تاريخ بغداد، واستمر ذلك لفترة طويلة، وفي الوقت نفسه اعتمد المؤلفون على هذا الكتاب ينقلون عنه عدة قرون، وصدقت الكلمة التي قالها ابن خلكان في الخطيب البغدادي: لو لم يكن له إلا التاريخ لكفاه.
المؤلف |
أكرم ضياء العمري |
---|