كتاب "الاغتيال الاقتصادي للأمم": كشف أسرار الاستعمار الاقتصادي
مقدمة عن الكتاب
كتاب "الاغتيال الاقتصادي للأمم" للكاتب الأمريكي جون بيركنز هو عمل مثير للجدل يكشف عن أساليب الاستعمار الاقتصادي الحديث الذي تمارسه الولايات المتحدة والدول الكبرى ضد الدول النامية. نُشر الكتاب لأول مرة عام 2004، وترجم إلى أكثر من 30 لغة، بما في ذلك العربية. يعتبر الكتاب سيرة ذاتية لبيركنز، الذي عمل كـ"قاتل اقتصادي" لصالح شركات استشارية أمريكية، حيث يكشف عن كيفية استخدام القروض الدولية لإغراق الدول في الديون والسيطرة عليها سياسيًا واقتصاديًا.
الكتاب يقدم رؤية صادمة لكيفية تحويل المساعدات والقروض إلى أدوات للهيمنة، مما يجعل الدول النامية تحت رحمة الدائنين. يعتبر الكتاب مرجعًا مهمًا لفهم العلاقات الدولية الحديثة وكيفية تحول الاقتصاد إلى سلاح للسيطرة.
نبذة عن المؤلف
جون بيركنز هو كاتب وناشط سياسي وعالم بيئة أمريكي، ولد في 28 يناير 1945 في هانوفر، نيوهامشير. عمل بيركنز كخبير اقتصادي في شركة "تشاس تي. مين" الاستشارية، حيث اكتسب خبرة واسعة في التعامل مع الدول النامية. بعد سنوات من العمل في هذا المجال، قرر بيركنز ترك وظيفته وكشف الحقيقة عن الدور الذي لعبه في إغراق الدول في الديون.
بالإضافة إلى كتابه الشهير "الاغتيال الاقتصادي للأمم"، ألف بيركنز عدة كتب أخرى تتناول نفس الموضوع، مثل "لعبة قديمة قدم الإمبراطورية" و**"التاريخ السري للإمبراطورية الأمريكية"**. يعتبر بيركنز اليوم من أبرز الناشطين في مجال العدالة الاقتصادية والبيئية.
ملخص محتوى الكتاب
يستعرض الكتاب عدة موضوعات رئيسية، منها:
دور القتلة الاقتصاديين: يشرح بيركنز كيف يعمل القتلة الاقتصاديون على إغراء الدول النامية بقروض ضخمة لتنفيذ مشاريع بنية تحتية، مع ضمان أن هذه المشاريع تنفذها شركات أمريكية.
إغراق الدول في الديون: يكشف الكتاب كيف يتم تصميم هذه القروض لتكون أكبر من قدرة الدول على السداد، مما يجبرها على الخضوع للشروط السياسية والاقتصادية للدائنين.
السيطرة السياسية: يتحدث بيركنز عن كيفية استخدام الديون كأداة للسيطرة على قرارات الدول، مثل التصويت في الأمم المتحدة أو السماح بإنشاء قواعد عسكرية أمريكية.
الأمثلة التاريخية: يقدم الكتاب أمثلة من دول مثل إيران وبنما والإكوادور، حيث تمت تصفية قادة رفضوا الخضوع للشروط الأمريكية.
أبرز الاقتباسات من الكتاب
"القتلة الاقتصاديون هم محترفون يتقاضون أجرًا عاليًا لخداع الدول وابتزاز تريليونات الدولارات."
"الدين هو السجن الجديد، حيث تُستعبد الدول بالديون بدلاً من السلاسل."
"اللعبة قديمة قدم الإمبراطوريات، لكنها اتخذت أبعادًا جديدة في عصر العولمة."
"القليل يسبح في الثراء، بينما الأغلبية تغرق في الفقر والتلوث والعنف."
استقبال الكتاب وتقييماته
حظي كتاب "الاغتيال الاقتصادي للأمم" باهتمام كبير من القراء والنقاد. تميز الكتاب بأسلوبه الجريء والصادم، مما جعله من أكثر الكتب مبيعًا على مستوى العالم.
التقييمات الإيجابية
أشاد القراء بالشجاعة التي أظهرها بيركنز في كشف الحقائق عن الاستعمار الاقتصادي.
تم الإشادة بأسلوب الكتاب الواضح والمبسط، والذي يجعل المفاهيم المعقدة سهلة الفهم.
اعتبر الكثيرون أن الكتاب مرجعًا أساسيًا لفهم العلاقات الدولية الحديثة.
التقييمات النقدية
أشار بعض النقاد إلى أن بيركنز لم يقدم أدلة كافية لدعم بعض ادعاءاته، مما جعل البعض يعتبرونه منظرًا للمؤامرة.
لاحظ آخرون أن الكتاب يركز بشكل كبير على الجانب السلبي، مع إهمال الجوانب الإيجابية للقروض الدولية.
كيف يمكنك الاستفادة من الكتاب؟
إذا كنت تبحث عن فهم أعمق للعلاقات الدولية وكيفية تحول الاقتصاد إلى سلاح للسيطرة، فإن كتاب "الاغتيال الاقتصادي للأمم" سيكون دليلك المثالي.
للمهتمين بالاقتصاد الدولي: يقدم الكتاب رؤية شاملة لكيفية استخدام القروض كأداة للهيمنة.
للمهتمين بالتاريخ والسياسة: يعتبر الكتاب مرجعًا مهمًا لفهم الأحداث التاريخية التي شكلت العالم الحديث.
للمهتمين بالعدالة الاجتماعية: يكشف الكتاب عن كيفية استغلال الدول الفقيرة لصالح الدول الغنية.
الخلاصة
كتاب "الاغتيال الاقتصادي للأمم" هو أكثر من مجرد كتاب؛ إنه صرخة ضد الظلم الاقتصادي والاستعمار الحديث. بفضل أسلوبه الجريء والمفصل، يظل هذا الكتاب مرجعًا أساسيًا لفهم كيفية تحول الاقتصاد إلى سلاح للسيطرة على الشعوب.
هل قرأت كتاب "الاغتيال الاقتصادي للأمم" من قبل؟ شاركنا رأيك وتجربتك في التعليقات!