العنوان |
تهافت الفلاسفة |
---|---|
المؤلف |
أبو حامد محمد بن محمد الغزالي |
حجم الملفات |
6.41 ميجا بايت |
اللغة |
العربية |
نوع الملفات |
|
الصفحات |
372 |
مسألة في إبطال قولهم بقدم العالم مذهب الفلاسفة اختيار أشد أدلتهم وقعا في النفس لم لم يحدث العالم قبل حدوثه؟ … أو قبل حدوث الإرادة؟ يستحيل حدوث حادث من غير تغير … وهذا أقوى أدلتهم لماذا يستحيل حدوث حادث بإرادة قديمة؟ قولهم لكل حادث سبب … المقصود فعله لا يتأخر إلا بمانع لماذا يحدث القصد؟ قولنا من أين تعرفون الأمر؟ … من ضرورة العقل خصومكم يقولون القول نفسه في علم الله دورات الفلك إن كان لا نهاية لأعدادها، لا يكون لها أقسام قولهم المتناهي وحده يوصف بالشفع والوتر قولنا تكون هناك جملة آحاد قولهم ليست هنالك جملة آحاد قولنا لا بأس أمر نفس الإنسان قولهم النفس واحدة قولنا هذا مما يخالف ضرورة العقل … قولهم إن الله قبل خلق العالم … قولهم ما الذي ميز وقتا معينا عما قبله وعما بعده؟ … . وما الذي خصص الإرادة؟ قولنا الإرادة تميز الشيء عن مثله في الأمرين تناقض العطشان إنكار الأمر في حق الله … . وفي حق الإنسان، لماذا اختص العالم ببعض الوجوه؟ … . قولهم بضرورة النظام الكلي قولنا لا. مثلان … مثل القطب الشمالي والقطب الجنوبي قولهم لعل ذلك الموضع يفارق غيره بخاصية تقولون بتشابه السماء … ومن أين تلك الخاصية؟ ما سبب تباين حركات السماء؟ قولهم تلك المناسبات مبدأ الحوادث في العالم قولنا ولم العكس بالعكس؟ قولهم الجهتان متضادتان قولنا والأوقات! الاعتراض الثاني صدور حادث من قديم قولهم في حصول الاستعداد وحضور الوقت قولنا ومن أين ذلك؟ قولهم وجود الحركة الدورية … وهي سبب الحوادث في العناصر … وهي قديمة … ولها أجزاء حادثة قولنا هذا كلام باطل! إذ لا بد من سبب آخر قولنا ليس الله متقدما بالذات فقط … ولا بالزمان اعتراض قولهم لا، بل على أمر ثالث قولنا ليس هو إلا نسبة إلينا قبل المبتدأ نتوهم قبلا … كما نتوهم وراء العالم فوقا ولكن ذلك وهم قولهم ليس هناك موازنة كما في مثل الخشبة ولكن لوجود العالم قبل قولنا كما أن العالم ليس له خارج، كذلك ليس له قبل نسبة ذلك للمكان والزمان من عمل الوهم … وهذا هو سبب الغلط صيغة ثانية لهم في إلزام قدم الزمان قولهم كان الله قادرا على أن يخلق العالم قبل أن خلقه بقدر سنين … أو أن يخلق قبله عالما ثانيا مثله قولنا فهناك مقدار معلوم … فهناك زمان اعتراض وكذلك، فوراء العالم خلاء أو ملاء … فيكون الخلاء مقدارا قولهم كون العالم أكبر أو أصغر مما هو عليه ليس بممكن ولماذا؟ وجود العالم يكون واجبا! ووجوده قبل الوجود غير ممكن! إن الله إذا أراد فعل قولهم إمكان العالم كان موجودا، فالعالم أيضا كان موجودا اعتراض العالم لم يزل ممكن الحدوث قولهم كل حادث تسبقه مادة … ممكنة له معنى الإمكان لا يرجع إلى كونه مقدورا … ولا إلى كونه معلوما اعتراض الإمكان هو قضاء العقل وهو يستدعي شيئا موجودا … كذلك الامتناع إمكان السواد إمكان النفوس قولهم الإمكان ليس بقضاء العقل فإذا قدر عدم القضاء، لم يزل الإمكان للامتناع موضوع … ولإمكان السواد موضوع ولإمكان النفوس موضوع الجواب الإمكان هو قضاء العقل، كما يصرح بأن الكليات موجودة لو قدر عدم العاقل … امتناع وجود شريك لله السواد هو في العقل وهو في الحق يضاف إلى الفاعل وإلى المادة قولهم قابلتم الإشكالات بالإشكالات قولنا المعارضة تبين فساد الكلام إثبات المذهب الحق يكون في كتاب قواعد العقائد مسألة في إبطال قولهم في أبدية العالم والزمان والحركة هذه المسألة فرع الأولى … والأدلة الأربعة التي ذكرت لا تزال جارية الدليل الأول والمسلك الثاني الدليل الأول والمسلك الثالث الدليل الأول والمسلك الرابع الجواب ما سبق، ويضاف إليه دليلان آخران الأول دليل جالينوس لا يظهر أن الشمس لا تقبل الانعدام وباقي الأدلة ليست أكثر قوة ولا فعله فإن الأقوال بهذا الأمر باطلة قول المعتزلة بخلق الفناء … وقول الكرامية بإحداث الإعدام في الذات … وقول الأشعرية بعدم خلق البقاء … وقول الفرقة الرابعة بعدم خلق الحركة أو السكون وقولهم باستحالة انعدام النفس الحادثة … وباستحالة انعدام كل قائم بنفسه الجواب الإعدام بإرادة الله الذي أجد العدم قولهم العدم ليس بشيء قولنا هو واقع فهو معقول … لا يقع العدم، بل أضداد الطريان قولنا يقع العدم الحركة وما إليها تنعدم دون وقوع أضدادها قدرة القادر في إمكانها أن تحدث العدم كما تحدث الوجود. مسألة في بيان تلبيسهم بقولهم إن الله فاعل العالم وصانعه قولنا لا يتصور على مساق أصلهم أن يكون العالم من صنع الله خبالهم من ثلاثة وجوه ولا يقال الفاعل فاعلا إلا على وجه الإرادة والاختيار قولهم الفعل جنسان … ويقال فعل بالطبع والاختيار قولنا الجماد لا فعل له … إلا بالاستعادة فالفعل يتضمن الإرادة الفعل بالطبع استعارة الفعل بالاختيار حقيقة هو فعل حقيقي قولهم يقال النار تحرق قولنا من ألقى إنسانا في نار فمات هو القاتل دون النار … لأنه مختار قولهم نعني بكون الله فاعلا أن العالم قوامه به قولنا لا تقولوا إن الله صانع العالم إن كان العالم موجودا فلا يمكن إيجاده قولهم الوجود متعلق بالفاعل … لا سبق العدم، وإن كان مشترطا به لا إيجاد إلا لموجود العالم فعل الله أزلا وأبدا قولنا الفعل يتعلق بالفاعل من حيث حدوثه … ? ولا يتعلق به سبق العدم الفعل مع الفاعل كالماء مع اليد في تحريك الماء قولنا يكون الفعل حادثا?! وليس الكلام عن المعلول الحركة دائمة الحدوث قولهم لا تسمي هذا فعلا بل معلولا قولنا استعمالكم لفظة فعل مجاز قولهم بطريق التوسط … عن أسباب الكثرة قولنا في العالم مركبات قولهم مذهبنا في انقسام الموجودات … القائمة بأنفسها ترتيب الصدور … وأخيرا العقل الفعال والمادة الخ. في المعلول الأول ثلاثة أشياء لا يصدر من المبدأ الأول لزوما إلا واحد قولنا كذلك وجوب الوجود إن جاز صدور الكثرة عن قوة العقل، جاز صدورها عن المبدأ الأول قولنا لا أنزلوا الله منزلة الجاهل! هكذا يعامل الله المتكبرين ولا يعقل المعلول الأول غيره قولنا لا يلزمه ذلك بعلة وجوده ولا بعلة إمكان وجوده في المعلول الأول أكثر من التثليث قولنا النظام ليس هو كاف قولنا الموجودات كلها تكون صادرة عن المعلول الأول … لا بل عن العلة الأولى قولنا ولماذا؟ عن تلك الكواكب صدر المعلول الثاني … ففيه أنواع من العلل إن بيان العلل التي ذكرتموها لمما يضحك منها اعتراض فماذا تقولون أنتم؟ قولنا ليس من غير المعقول أن يصدر اثنان من واحد وهذا ما ورد به الأنبياء مسألة في بيان عجزهم عن الاستدلال على وجود الصانع للعالم قولنا يقولون إن صانع العالم قديم قولهم هو المبدأ الأول لأنه من المحال أن تتسلسل العلل إلى غير نهاية. الخلاف في الصفات مسألة غير هذه قولنا الأجسام تكون لا علة لها تلك العلل تكون إلى غير نهاية وتقولون إنها حوادث هكذا حتى الموجودة معا، كالنفوس البشرية قولهم لا ترتيب لها قولنا الترتيب بالزمان يكفي قولهم إن العلل، إن كانت ممكنة، افتقرت إلى علة زائدة. قولنا كل واحد ممكن، والكل ليس بممكن. قولهم فهذا يؤدي إلى أن يتقوم واجب الوجود بممكنات الوجود وهو محال قولنا كما يتقوم القديم بالأوائل قولهم إنما الكلام في الموجود في الأعيان نفوس الأموات لا يكون فيها عدد مسألة في بيان عجزهم عن إقامة الدليل على أن الله واحد وأنه لا يجوز فرض اثنين واجبي الوجود كل واحد منهما لا علة له قولهم وجوب وجود الله إما لذاته وإما لعلة. زيد هو معلول لأنه ليس وحده إنسانا وعلى واجب الوجود ولا يطبق على الأسود فهل اللونية لذاتها أم لعلة؟ وإن كانا مختلفين، يكونا متركبين … ومن المحال أن يكون واجب الوجود مركبا في وحدانية الله كثرة الأجزاء … والهيولى والصورة وتنفي أيضا الكثرة بالصفات … وبالجنس والنوع … .. وبالماهية والوجود الواجب الوجود كالماهية ومع هذا يقولون إن الله مبدأ وأول موجود … ويردون هذه الأمور إلى السلب والإضافة الأول والمبدأ والموجود والجوهر … والقديم والباقي … وواجب الوجود والعقل … والعاقل والمعقول … والخالق والفاعل والبارئ الذي عنه يفيض كل شيء لزوما بعلم منه لا غفلة فيكون علمه علة فيضان كل شيء والقادر … والمريد والعالم … علم العلة، لا علم المعلول … وليس هذا شأننا فإننا نحتاج مع العلم إلى القدرة والحي … والجواد، الذي لا يكتسب بجوده شيئا والخير المحض … وواجب الوجود والعاشق والمعشوق واللذيذ والملتذ عدم وجود العبارات الخاصة الله مغبوط وهو الخير المحض مسألة الفلاسفة أجمعوا على نفي الصفات لأنها توجب الكثرة في الله قولنا ما المانع أن تكون الصفات مقارنة للذات؟ قولهم إما أن يستغني كل واحد من الصفة والموصو عن الآخ أو يفتقر كل واحد إلى الآخر أو يستغني واحد عن الآخ قولنا المختار من هذه الأقسام هو القسم الأخير هذا وإنكم لا تنفون القسم الأول قولهم المحتاج إلى غيره لا يكون واجب الوجود قولنا الصفة قديمة لا فاعل لها قولهم هي معلولة قولنا قطع تسلل العلل ممكن بواحد له صفات قولهم لا في العلل القابلية قولنا يكفي أن ينقطع التسلسل بالذات قولهم تكون الذات علة العلم قولنا لا تكون علة، بل محلا قولهم هذا يؤدي إلى أن يكون الأول محتاجا إلى الصفات قولنا بها يتم له الكمال! قولهم فيحتاج إلى مركب فليس هو جسما قولنا كله قديم الجسم حادث قولهم كونه يعلم ذاته مبدأ للكل يؤدي إلى أن يعلم الأشياء بالقصد الثاني قولنا علمه بوجود ذاته غير علمه بكونه مبدأ للكل قولهم العلم يكون بمعرفة واحدة علم الأب والابن … قولنا يقتضي ذلك كثرة أكثر مما إذا أضيف وجود إلى ماهية قولهم في الأمر إشكال على جميع الفرق قولنا المقصود تشكيككم في دعاويكم قولهم الأول لم يعلم إلا نفسه قولنا كل واحد من العقلاء يعلم أشياء كثيرة! قولهم الإنسان قد يطرى عليه العلم فيكون غيره قولنا يقدر طريان الذات قولهم ذاته عقل وعلم … قولنا يردون الله إلى حقائق الأغراض! … مسألة في إبطال قولهم أن الأول لا يجوز أن يشارك غيره في جنس ويفارقه بفصل وأنه لا يتطرق إليه انقسام في حق العقل بالجنس والفصل رأيهم في الجنس قولهم إن الوجود لا يدخل في ماهية الأشياء … قولنا المطالبة قولنا يجب الكلام عن الموجود الذي لا علة له قولهم وجوب الوجود كوجود اللونية لا كماهيته قولنا كلا، وسيأتي الكلام عن الأمر مسألة في إبطال قولهم إن وجود الأول بسيط المطالبة بالدليل قولهم يكون الوجود الواجب معلولا وهو محال قولنا هو محال إذا لم يكن له علة فاعلية قولهم تكون الماهية سببا فاعلا قولنا أي أنه لا يستغنى عنه قولهم ماهيته هي أنه واجب قولنا الوجود غير المعلول لا يستغني عن الماهية مسألة في تعجيزهم عن إقامة الدليل على أن الأول ليس بجسم قولنا وما الأمر إذا كان الأول جسما قديما؟ قولهم الأول لا يقبل القسمة والجسم لا يكون إلا مركبا قولنا أبطلنا هذا فيما سبق قولهم الجسم بلا نفس لا يكون فاعلا وإن كان له نفس فنفسه علة له قولنا كلا قولهم كيف اتفق اجتماعهما؟ قولنا وما المانع إذا كانا قديمين؟ قولهم لأن الجسم لا يخلق غيره والنفس لا تخلق إلا بواسطة الجسم قولنا هذا أمر لا يدل عليه برهان قولهم الجسم يقدر بمقدار قولنا وهذا المقدار يكون على حسب نظام الكل قولنا إذا أثبتم مبدأ للتخصيص اضطررتم إلى تجويز التخصيص بغير علة فليطلق ذلك على غير المعلول أيضا راجع ما سبق الخاتمة مسألة في تعجيزهم عن إقامة الدليل على أن للعالم صانعا وعلة قولنا ما المانع أن يقال عن الجسم القديم أنه بغير علة؟ قولهم لا يكون واجب الوجود وهو محال قولنا بل ينقطع تسلسل العلل قولهم الأجسام غير واجبة الوجود فهي ممكنة قولنا ولم لا تكون بغير علة؟ قولهم إن الأجزاء تكون سابقة في الذات على الجملة قولنا لا يمكنكم الرد على إبطال الكثرة الخاتمة مسألة في تعجيز من يرى منهم أن الأول يعلم غيره ويعلم الأنواع والأجناس بنوع كلي قولنا دليل المسلمين دليل صحيح … وأما أنتم، فما هو دليلكم؟ قولهم الموجود لا في مادة يعقل جميع المعقولات قولنا النتيجة تحتاج إلى برهان قولهم المادة مانع من درك الأشياء قولنا المانع والمادة لا يتفقان قولهم يتفقان قولنا فما الدليل عليه؟ قولهم الكل من فعل الأول قولنا ففعله لازم قولهم النظام الكلي صادر عن العلم قولنا إذا نفيت الإرادة، فما المانع أن يحال هذا المذهب؟ يقتصر علم الأول على علم المعلول الأول وهو محال قولهم إن كان الأول لا يعرف إلا نفسه أمست المعلولات فوقه شرفا قولنا هذا أمر لازم! … أو لا بد من إبطاله فكما أن علمه بالخواص من النقصان، كذلك علمه بالكليات مسألة في تعجيزهم عن إقامة الدليل على أنه يعرف ذاته أيضا قولنا المسلمون عندهم برهان وأما أنتم فلا قولهم يكون الأول ميتا! قولنا إن نفيت الصفات من الأول، فما حاجته إلى معرفة نفسه؟ قولهم الحي أشرف من الميت قولنا لم يستحيل كون المعلول أشرف من العلة؟ فيكون شرفه لا في معرفة الذات بل في كونه مبدأ لذوات المعرفة الخاتمة ليس هناك دليل على تلك الأمور إن لم تؤخذ إلا من نظر العقل مسألة في إبطال قولهم إن الله تعالى عن قولهم لا يعرف الجزئيات المنقسمة بانقسام الزمان إلى الكائن وما كان وما يكون اتفاقهم على هذه المسألة قولهم إن كسوف الشمس في المستقبل والحاضر والماضي نعلمه بعلوم ثلاثة قولنا وبذلك يستأصلون الأديان قولهم من علم علما مختلفا متعاقبا تغير قولنا ما المانع أن يكون لله علم واحد مع تغير ما ينزل منزلة الإضافة المحضة؟ قولهم يكون العلم حادثا إما من جهته أو من جهة غيره والحال أنه محال في الحالين قولنا عليكم ألا ترفضوا الحال الأول … قولهم كماله في أن يكون مصدر الكل قولنا … وفي أن يعلم الكل مسألة في تعجيزهم عن إقامة الدليل على أن السماء حيوان مطيع لله تعالى بحركته الدورية قولهم وقد قالوا إن السماء حيوان لا ينكر إمكانه ولكن لا يعرف بدليل العقل الضلال في قولهم بأن السماء متحرك كل متحرك إما أن يكون قسريا أو طبيعيا أو إراديا ولا يمكن أن يكون قسريا ولا أن يكون طبيعيا لأنه يعود إلى المكان المهروب عنه. فهو إذا إراديا الاعتراض هناك ثلاث احتمالات أخرى والاعتراض على الإرادة قد أبطلناه الحركة نفس المقتضى لا لطلب مكان الخلاصة مسألة في إبطال ما ذكروه من الغرض المحرك للسماء قولهم إن السماء متقرب إلى الله في الكمال الملائكة المقربون كمالهم لا يزداد والملائكة السماوية يزداد كمالهم بتحريك السماء ويتشبهون بالله فإنهم يستوفون كل وضع ممكن، فيفيض منه الخير الاعتراض الانتقال من مكان إلى مكان ليس كمالا لماذا لا تختلف الحركة؟ هذه الأمور يطلع عليها على سبيل الإلهام لا على سبيل الاستدلال الاستكمال بالحركة – وبهذه الحركة إفاضة الخير قولنا قد يكون بالسكون أو باختلاف الحركات مسألة في إبطال قولهم إن نفوس السموات مطلعة على جميع الجزئيات الحادثة في هذا العالم مذهبهم هو محال، فنطالبهم بالدليل عليه استدلالهم إرادة الحركة بإرادة دورية جزئية فهي تدرك الجزئيات بإدراك جزئي وبالتالي تدرك لوازمها وبالتالي تدرك كل ما سيحدث قولهم يرى النائم ما يكون في المستقبل وهذا الاتصال مشغولون عنه في يقظتنا بما تورده الحواس والنبي يرى في اليقظة جوابنا لا دليل لكم في هذا عن النبي ننازع في ثلاث من المقدمات تكلمنا عن حركة الفلك الإرادية لا نسلم افتقار الإدراك إلى إرادة جزئية نسلم هذا في شأن المتوجه إلى مكان لا في شأن الفلك نبطل معرفة لوازم الحركة الجزئيات المعلولة لنفس الفلك قد لا تكون الموجودة في الحال فقط. ولا في الاستقبال إلى غير نهاية. نفس الفلك أشبه بنفس الإنسان قولهم إن نفس الإنسان تدرك جميع الأشياء لولا انشغالها قولنا لعل نفس الفلك تنشغل فهذا ما أردنا أن نذكره في العلوم الإلهية أما الملقب بالطبيعيات وهي علوم كثيرة وصفها أصولها ثمانية وفروعها سبعة لا نخالفهم شرعا في شيء منها نخالفهم في أربعة مسائل قولهم لا تكون المعجزات إلا في القوة المتخيلة وفي القوة العقلية، لأن البعض ينتبهون في أسرع الأوقات وأقربها ولا سيما النبي وفي القوة النفسية العملية وهي تنفعل بها أعضاء البدن وقد يكون الانفعال حتى في غير البدن قولنا هذا لا ننكره، ولكنا نثبت معجزات غيرها يستثنونها مسألة الاقتران بين ما يعتقد في العادة سببا وما يعتقد مسببا ليس ضروريا مثلا النار والقطن قول الخصم فاعل الاحتراق هو النار فقط وهو فاعل بالطبع قولنا فاعل الاحتراق ليس هو النار بل الله وهذا يكون بالحصول عنده لا بالحصول به وواهب الصور … ! قولهم الحوادث تفيض من المبادئ باللزوم والطبع ولكن الاستعداد لقبول الصور يحصل بهذه الأسباب فلا يمكن لإبراهيم ألا يكون قد احترق جوابنا إن الله يفعل بالإرادة قولهم أفلا أرى بين يدي سباعا ضارية؟ إذا وضعت كتابا في بيتي أفلا أعلم أنه انقلب غلاما؟ قولنا إن الله يخلق لنا علما بأن هذه الممكنات لم يعلمها العلم بحدوث الممكن يجوز للنبي لا للعامي إن الله يغير صفة النار أو صفة إبراهيم من يطلي نفسه بالطلق لا يتأثر بالنار إن الله يغير الأشياء في وقت أقرب مما عهد فيه اعتراض أيصدر هنا من نفس النبي أم من مبدأ آخر؟ قولنا من الله لإثبات النبوة هذا لائق بمساق كلامهم ولازم لهم تقبل الصور مختلفة بسبب اختلاف الاستعداد مبادىء الاستعدادات فيها غرائب وعجائب لماذا لا يحصل هذا في أقرب زمان فتكون معجزة؟ اعتراض إذا حددتم المحال هكذا فالله قادر على خلق المحال وعلى قلب الأجناس جوابنا لا المحال أن يجمع بين السواد والبياض وأن يكون الشخص في مكانين … الخ إن الله لا يقدر على قلب الأجناس، لعدم وجود مادة مشتركة إن الميت إذا حرك الله يده يكتب لكن الدليل في علم الفاعل. يفرق بين الحركة المختارة والرعشة في أنفسنا وفي غيرنا مسألة في تعجيزهم عن إقامة البرهان العقلي على أن النفس الإنساني جوهر روحاني قائم بنفسه لا يتحيز وليس بجسم ولا منطبع في مذهبهم في القوى وأقسامها القوى المدركة هي باطنة والباطنة تنقسم إلى خيالية ووهمية ومتخيلة-مفكرة وإليها تضم القوة الحافظة والقوة الذاكرة والقوى المتحركة تنقسم إلى باعثة شهوانية وغضبية وفاعلة للنفس العاقلة قوتان عملية ونظرية الأول الأول هذه كلها لا تنكر اعتراضنا عليهم لأنهم يقصدون الدلالة دليلهم الأول أن محل العلم لا ينقسم، فهو ليس جسما اعتراضنا لماذا لا يكون محل العلم جوهرا فردا؟ لكن هذه المسألة يطول حلها إن الشاة تدرك عداوة الذئب وهي لا تنقسم قد يقال ليس الكلام عن العداوة المجردة الإدراك لا ينقسم قد يقال لا شك في المقدمتين جوابنا بينا أن أقوالهم تتناقض ليس العلم كاللون لا دليل لهم دليل ثان دليلهم الثاني للعلم نسبة إلى العالم وهذه النسبة تكون من ثلاثة أقسام إما إلى الكل أو إلى البعض أو لا تكون، وثلاثتها باطلة في الحس أقسام اعتراضنا وهذا شأن عداوة الذئب قد يقال هلا تعترضون على الجوهر الفرد؟ جوابنا هذا البحث طويل لا فائدة فيه دليل ثالث دليلهم الثالث الإنسان دون الجزء هو العالم جوابنا وهو المبصر! دليل رابع دليلهم الرابع قد يكون العلم والجهل في المحل الواحد الحواس لا ضد لإدراكاتها في المحل الواحد بغير المجاز في المحل المهيأ لكل من العلم والجهل اعتراضنا ولا تكون الشهوة والنفرة في المحل الواحد دليل خامس دليلهم الخامس لولا ذلك لما عقل العقل نفسه جوابنا ما الدليل عليه؟ قد يقال الإبصار لا يبصر جوابنا هذا يجوز بخرق العادات فيكون حاسة منفردة دليل سادس دليلهم السادس لولا ذلك لما أدرك العقل القلب اعتراضنا كما سبق لا يحكم ببعض الحواس على جميعها قد يقال على العقل أن يدرك القلب دائما إما ألا يدركه أبدا فهناك نسبة واحدة جوابنا الإنسان يشعر بجسده دائما وإن على وجه غير معين دليل سابع دليلهم السابع أن القوى الآلية يعرض لها من المواظبة على العمل كلال والأمر في القوة العقلية بالعكس قولنا الحواس تختلف بعضها عن بعض دليل ثامن دليلهم الثامن العقل لا تعتريه الشيخوخة يعوقه المرض ولهذا الأمر مدلول إذا عاد المريض صحيحا عاد العلم من غير استئناف تعلم اعتراضنا هناك أسباب كثيرة لزيادة بعض الحواس مثل الشم والعقل دليل تاسع دليلهم التاسع مهما تبدل الجسم فالإنسان يبقى بعينه ومعه علوم وكلك الشجرة وتبقى الصور المتخيلة والإنسان يبقى منه شيء مثل الماء الذي تصب عليه وتأخذ منه دليل عاشر دليلهم العاشر في العقل كليات عامة تجردها عن القرائن المحسوسة تتعلق بالنفس المجردة اعتراضنا ما يحل في الحس يحل في العقل، ولكن مفصلا في العقل النسبة إلى جميع المفردات نسبة واحدة ومثل هذا في الحس وهذا لا يؤذن بثبوت كلي في العقل لا وضع له أصلا مسألة في إبطال قولهم إن النفوس الإنسانية يستحيل عليها العدم بعد وجودها وأنها سرمدية لا يتصور فناؤها دليلهم الأول لا يكون بموت البدن ولا بالضد ولا بالقدرة اعتراضنا الأول راجع ما سبق اعتراضنا الثاني حدوث النفس لا يكون إلا بحدوث البدن كما تحقق الأمر والنفس تتعلق بالبدن المخصوص ببعض الوسائط فإذا بطل البدن انعدمت النفس قد يقال ليست هذه العلاقة، إلا بطريق الشوق وبمناسبة تخفى علينا جوابنا قد تكون على وجه يحوج النفس في بقائها اعتراضنا الثالث تنعدم بقدرة الله اعتراضنا الرابع لعل هناك طرق غيرها دليلهم الثاني كل جوهر يستحيل عليه العدم ما ينعدم ففيه قوة الفساد وحامله يبقى وهو كالمادة لكن النفس غير مركبة إن قوة الوجود للشيء يكون لغير ذلك الشيء لو انعدم الشيء البسيط لاجتمع في الشيء الواحد قوة الوجود مع حصول الوجود راجع ما سبق في مسألة أزلية العالم مسألة في إبطال إنكارهم لبعث الأجساد ورد الأرواح إلى الأبدان ووجود النار الجسمانية ووجود الجنة والحور العين وسائر ما وعد به الناس قولهم اللذة السرمدية لا تكون إلا بالعلم والعمل تلتذ بهما القوة العقلية والبدن يشغل عنها فإذا انحط عنها أعباء البدن، أدركت اللذة دفعة اللذات الروحانية تفهم بالجسمانية وهذه أحط من الأولى لعدم وجودها في الملائكة ولكن الإنسان يفضلها على غيرها فالأفضلية هي للذات العقلية الأخروية بعض العلوم نافعة النفس المواظبة على الشهوات تنال الأذى فتكون عاجزة عن الاتصال بالملائكة وعن اللذة الجسمانية فالأولى أن يعرض عن الدنيا لكن الضرورات البدنية جاذبة إليها ولذلك ورد الشرع بالتوسط في الأخلاق فمنهم من يكونون تعساء ومنهم سعداء على وجه كامل أو غير كامل في الشرع صور جوابنا أكثر الأمور صحيحة ولكن لا تعرف إلا بالشرع فالشرع يعلمنا حشر الأجساد قد يقال هذه أمثال قولنا لا محل للتأويل ولا للاستحالة قولهم هناك أمور محالة مسلكهم الأول إما أن يعاد البدن والحياة إما أن ترد النفس إلى البدن إما أن ترد النفس إلى بدن أيا كان وهذه الثلاثة باطلة ففي الأول إيجاد لمثل ما كان لا إعادة عين ما كان فلا يعود الإنسان بعينه وليس الإنسان قائما ببدنه وأما الثاني فلا يمكن أن يرد البدن الفاسد يستقبح جمع أجزاء الميت وحدها ولا يمكن جمع جميع الأجزاء التي كانت في طول عمره وأما الثالث فهو محال، فالأنفس هي متناهية فليس هناك طرق مقبولة ولا يسلم بالتناسخ اعتراضنا أن نختار القسم الثالث وهو لا يخالف الشرع وفيه عود محقق النفوس ليست غير متناهية أما التناسخ فلا مشاحة في الأسماء والله قادر على تدبير الأمر مسلكهم الثاني كما أن قلب الحديد ثوبا يقتضي تعدد الاستحالات هذا ما يقتضيه أيضا تجدد بدن الإنسان لترد النفس إليه وهذا محال من جميع الوجوه اعتراضنا هذا لا بد منه ولو في زمان طويل وهذا يحصل بقدرة الله إما من غير واسطة أو بواسطات غريبة من استنكر قوة المغناطيس ثم شاهدها تعجب منها فهكذا يتعجبون إن الإنسان لو خلق عاقلا لأنكر خلق الإنسان من النطفة فيجب عدم إنكار ما لم يشاهد قد يقال إن الفعل الإلهي لا يتغير وهو دوري ويصدر عن الإرادة وهي غير متعينة وستكون الآخرة والقيامة ولا يمكن انقسام الحالات إلى ثلاثة وهذا لا يناقض القول بأن الله قادر على كل شيء ولا يناقضه أنه لا يشاء ولا يفعل جوابنا يمكن انقسام الحالات إلى ثلاثة المسألة تنبنى على المسألتين الأولى والسابعة عشرة خاتمة الكتاب هل هم كافرون؟ تكفيرهم لا بد منه في المسائل الأولى والثالثة عشرة والسابعة عشرة وفي غيرها من المسائل فمذهبهم قريب من مذاهب الفرق الإسلامية المسائل التي لا يحسن الخوض فيها
العنوان |
تهافت الفلاسفة |
---|---|
المؤلف |
أبو حامد محمد بن محمد الغزالي |
حجم الملفات |
6.41 ميجا بايت |
اللغة |
العربية |
نوع الملفات |
|
الصفحات |
372 |