Search
Search

مخطوطة – الأشباه والنظائرالفقهية على مذهب الحنفية

نبذة عن كتاب مخطوطة – الأشباه والنظائرالفقهية على مذهب الحنفية

عنوان المخطوط: الأشباه والنظائرالفقهية على مذهب الحنفية ( ).
المؤلف: زين الدين بن إبراهيم، ابن نجيم (ت970هـ/ 1563م) ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 222، الورقة، 244 × 150 ـ 164 × 089، عدد الأسطر: (21).
أوله: الحمد لله وكفى، وسلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذينَ اصْطَفَى. وبَعْد؛ فَلَمّا يسر الله تعالى بإتمام كتاب الأشباه والنظائر الفقهية على مَذهب الحنفية المشتمل على سبعة أنواع، أردت أنْ أفهرسه في أوله ليسهل النظرُ فيه، الأول في القواعد، الأولى: لا ثواب إلا بالنية، وفيها بيان ما تكون النية شرطاً وما لا تكون، وبيان دخولها في العبادات والمعاملات، والخصومات والمباحات والتُّرُوك والمناهي. الثانية: الأمور بمقاصدها…
آخره:… وَصِيَّةُ الإِمَامِ الأَعْظَمِ لأَبِي يُوسُفَ رَحِمَهُ اللهُ؛ بَعْدَ أَنْ ظَهَرَ لَهُ مِنْهُ الرُّشْدُ؛ وَحُسْنُ السِّيرَةِ؛ وَالإِقْبَالُ عَلَى النَّاسِ. فَقَالَ لَهُ: يَا يَعْقُوبُ وَقِّرْ السُّلْطَانَ وَعَظِّمْ مَنْزِلَتَهُ، وَإِيَّاكَ وَالْكَذِبَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَالدُّخُولَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ مَا لَمْ يَدْعُك لِحَاجَةٍ عَلَيْهِ، فَإِنَّك إذَا أَكْثَرْت إلَيْهِ الاخْتِلافَ تَهَاوَنَ بِك وَصَغُرَتْ مَنْزِلَتُك عِنْدَهُ، فَكُنْ مِنْهُ كَمَا أَنْتَ مِنْ النَّارِ؛ تَنْتَفِعُ وَتَتَبَاعَدُ؛ وَلا تَدْنُ مِنْهَا، فَإِنَّ السُّلْطَانَ لا يَرَى لأَحَدٍ مَا يَرَى لِنَفْسِهِ، وَإِيَّاكَ وَكَثْرَةَ الْكَلامِ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِنَّهُ يَأْخُذُ عَلَيْك مَا قُلْته لِيُرِيَ مِنْ نَفْسِهِ بَيْنَ يَدَيْ حَاشِيَتِهِ أَنَّهُ أَعْلَمُ مِنْك؛ وَأَنَّهُ يُخَطِّئُكَ فَتَصْغُرَ فِي أَعْيُنِ قَوْمِهِ، وَلْتَكُنْ إذَا دَخَلْت عَلَيْهِ تَعْرِفُ قَدْرَك وَقَدْرَ غَيْرِك، وَلا تَدْخُلْ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ لا تَعْرِفُهُ؛ فَإِنَّك إنْ كُنْت أَدْوَنَ حَالاً مِنْهُ لَعَلَّك تَتَرَفَّعُ عَلَيْهِ فَيَضُرُّك، وَإِنْ كُنْت أَعْلَمَ مِنْهُ لَعَلَّك تَحُطُّ عَنْهُ فَتَسْقُطُ بِذَلِكَ مِنْ عَيْنِ السُّلْطَانِ. وَإِذَا عَرَضَ عَلَيْك شَيْئاً مِنْ أَعْمَالِهِ فَلا تَقْبَلْ مِنْهُ إلّا بَعْدَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ يَرْضَاك؛ وَيَرْضَى مَذْهَبَك فِي الْعِلْمِ وَالْقَضَايَا، كَيْ لا تَحْتَاجَ إلى ارْتِكَابِ مَذْهَبِ غَيْرِك فِي الْحُكُومَاتِ؛ وَلا تُوَاصِلْ أَوْلِيَاءَ السُّلْطَانِ وَحَاشِيَتَهُ؛ بَلْ تَقَرَّبْ إلَيْهِ فَقَطْ، وَتَبَاعَدْ عَنْ حَاشِيَتِهِ؛ لِيَكُونَ مَجْدُك وَجَاهُك بَاقِياً. وَلا تَتَكَلَّمْ بَيْنَ يَدَيْ الْعَامَّةِ إلّا بِمَا تُسْأَلُ عَنْهُ، وَإِيَّاكَ وَالْكَلامَ فِي الْعَامَّةِ وَالتِّجَارَةِ إلّا بِمَا يَرْجِعُ إلى الْعِلْمِ؛ كَيْ لا يُوقَفَ عَلَى حُبِّك رَغْبَتُك فِي الْمَالِ؛ فَإِنَّهُمْ يُسِيؤُوْنَ الظَّنَّ بِك، وَيَعْتَقِدُونَ مَيْلَك إلى أَخْذِ الرِّشْوَةِ مِنْهُمْ.
وَلا تَضْحَكْ؛ وَلا تَتَبَسَّمْ بَيْنَ يَدَيْ الْعَامَّةِ، وَلا تُكْثِرْ الْخُرُوجَ إلى الأَسْوَاقِ، وَلا تُكَلِّمْ الْمُرَاهِقِينَ؛ فَإِنَّهُمْ فِتْنَةٌ، وَلا بَأْسَ أَنْ تُكَلِّمَ الأَطْفَالَ وَتَمْسَحَ رُؤُوْسَهُمْ، وَلا تَمْشِ فِي قَارِعَةِ الطَّرِيقِ مَعَ الْمَشَائِخِ وَالْعَامَّةِ؛ فَإِنَّك إنْ قَدَّمْتَهُمْ، ازْدَرَى ذَلِكَ بِعِلْمِك وَإِنْ أَخَّرْتَهُمْ ازْدَرَى بِك مِنْ حَيْثُ إنَّهُ أَسَنُّ مِنْك… وَلا تُكْثِرْ الْكَلامَ فِي بَيْتِك مَعَ امْرَأَتِك فِي الْفِرَاشِ إلّا وَقْتَ حَاجَتِك إلَيْهَا بِقَدْرِ ذَلِكَ، وَلا تُكْثِرْ لَمْسَهَا وَمَسَّهَا وَلا تَقْرَبْهَا إلّا بِذِكْرِ اللهِ تعالى، وَلا تَتَكَلَّمْ بِأَمْرِ نِسَاءِ الْغَيْرِ بَيْنَ يَدَيْهَا؛ وَلا بِأَمْرِ الْجَوَارِي، فَإِنَّهَا تَنْبَسِطُ إلَيْك فِي كَلامِك، وَلَعَلَّك إذَا تَكَلَّمْت عَنْ غَيْرِهَا تَكَلَّمَتْ عَنْ الرِّجَالِ الأَجَانِبِ. وَلا تَتَزَوَّجْ امْرَأَةً كَانَ لَهَا بَعْلٌ؛ أَوْ أَبٌ؛ أَوْ أُمٌّ؛ أَوْ بِنْتٌ؛ إنْ قَدَرْت إلّا بِشَرْطِ أَنْ لا يَدْخُلَ عَلَيْهَا أَحَدٌ مِنْ أَقَارِبِك. فَإِنَّ الْمَرْأَةَ إذَا كَانَتْ ذَاتَ مَالٍ يَدَّعِي أَبُوهَا أَنَّ جَمِيعَ مَالِهَا لَهُ وَأَنَّهُ عَارِيَّةٌ فِي يَدِهَا. وَلا تَدْخُلْ بَيْتَ أَبِيهَا مَا قَدَرْت. وَإِيَّاكَ أَنْ تَرْضَى أَنْ تُزَفَّ فِي بَيْتِ أَبَوَيْهَا؛ فَإِنَّهُمْ يَأْخُذُونَ أَمْوَالَك، وَيَطْمَعُونَ فِيهَا غَايَةَ الطَّمَعِ، وَإِيَّاكَ وَأَنْ تَتَزَوَّجَ بِذَاتِ الْبَنِينَ وَالْبَنَاتِ، فَإِنَّهَا تَدَّخِرُ جَمِيعَ الْمَالِ لَهُمْ وَتَسْرِقُ مِنْ مَالِكَ وَتُنْفِقُ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ الْوَلَدَ أَعَزُّ عَلَيْهَا مِنْك وَلا تَجْمَعْ بَيْنَ امْرَأَتَيْنِ فِي دَارٍ وَاحِدَةٍ. وَلا تَتَزَوَّجْ إلّا بَعْدَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّك تَقْدِرُ عَلَى الْقِيَامِ بِجَمِيعِ حَوَائِجِهَا، وَاطْلُبْ الْعِلْمَ أَوَّلاً، ثُمَّ اجْمَعْ الْمَالَ مِنْ الْحَلالِ. ثُمَّ تَزَوَّجْ؛ فَإِنَّك إنْ طَلَبْت الْمَالَ فِي وَقْتِ التَّعَلُّمِ عَجَزْت عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ، وَدَعَاك الْمَالُ إلى شِرَاءِ الْجَوَارِي وَالْغِلْمَانِ، وَتَشْتَغِلُ بِالدُّنْيَا وَالنِّسَاءِ قَبْلَ تَحْصِيلِ الْعِلْمِ؛ فَيَضِيعُ وَقْتُك، وَيَجْتَمِعُ عَلَيْك الْوَلَدُ، وَيَكْثُرُ عِيَالُك؛ فَتَحْتَاجُ إلى الْقِيَامِ بِمَصَالِحِهِمْ، وَتَتْرُكُ الْعِلْمَ. وَاشْتَغِلْ بِالْعِلْمِ فِي عُنْفُوَانِ شَبَابِك، وَوَقْتِ فَرَاغِ قَلْبِك وَخَاطِرِك، ثُمَّ اشْتَغِلْ بِالْمَالِ لِيَجْتَمِعَ عِنْدَك؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْوَلَدِ وَالْعِيَالِ يُشَوِّشُ الْبَالَ؛ فَإِذَا جَمَعْتَ الْمَالَ فَتَزَوَّجْ.
وَعَلَيْك بِتَقْوَى اللهِ تعالى وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَالنَّصِيحَةِ لِجَمِيعِ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ… وَإِيَّاكَ وَأَنْ تَتَكَلَّمَ فِي مَجْلِسِ النَّظَرِ عَلَى خَوْفٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُوَرِّثُ الْخَلَلَ فِي الإِحَاطَةِ، وَالْكَلَّ فِي اللِّسَانِ، وَإِيَّاكَ أَنْ تُكْثِرَ الضَّحِكَ؛ فَإِنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ، وَلا تَمْشِ إلّا عَلَى طُمَأْنِينَةٍ، وَلا تَكُنْ عَجُولاً فِي الأُمُورِ، وَمَنْ دَعَاك مِنْ خَلْفِك فَلا تُجِبْهُ، فَإِنَّ الْبَهَائِمَ تُنَادَى مِنْ خَلْفِهَا. وَإِذَا تَكَلَّمْت فَلا تُكْثِرْ صِيَاحَك، وَلا تَرْفَعْ صَوْتَك، وَاِتَّخِذْ لِنَفْسِك السُّكُونَ، وَقِلَّةَ الْحَرَكَةِ عَادَةً كَيْ يَتَحَقَّقَ عِنْدَ النَّاسِ ثَبَاتُك. وَأَكْثِرْ ذِكْرَ اللهِ تعالى فِيمَا بَيْنَ النَّاسِ لِيَتَعَلَّمُوا ذَلِكَ مِنْك، وَاِتَّخِذْ لِنَفْسِك وِرْداً خَلْفَ الصَّلواتِ، تَقْرَأُ فِيهَا الْقُرْآنَ، وَتَذْكُرُ اللهَ تعالى، وَتَشْكُرُهُ عَلَى مَا أَوْدَعَك مِنْ الصَّبْرِ، وَأَوْلاك مِنْ النِّعَمِ، وَاِتَّخِذْ لِنَفْسِك أَيَّاماً مَعْدُودَةً مِنْ كُلِّ شَهْرٍ تَصُومُ فِيهَا لِيَقْتَدِيَ غَيْرُك بِك، وَرَاقِبْ نَفْسَك، وَحَافِظْ عَلَى الْغَيْرِ لتَنْتَفِعَ مِنْ دُنْيَاك وَآخِرَتِك بِعِلْمِك، وَلا تَشْتَرِ بِنَفْسِك وَلا تَبِعْ، بَلْ اتَّخِذْ لَك غُلاماً مُصْلِحاً يَقُومُ بِأَشْغَالِكَ، وَتَعْتَمِدُ عَلَيْهِ فِي أُمُورِك. وَلا تَطْمَئِنَّ إلى دُنْيَاك وَإلى مَا أَنْتَ فِيهِ، فَإِنَّ اللهَ تعالى سَائِلُك عَنْ جَمِيعِ ذَلِكَ، وَلا تَشْتَرِ الْغِلْمَانَ الْمُرْدَانَ، وَلا تُظْهِرْ مِنْ نَفْسِك التَّقَرُّبَ إلى السُّلْطَانِ، وَإِنْ قَرَّبَك فَإِنَّهُ يَرْفَعُ إلَيْك الْحَوَائِجَ، فَإِنْ أقمْتَ أَهَانَك؛ وَإِنْ لَمْ تَقُمْ عَابَك… وَاذْكُرْ الْمَوْتَ؛ وَاسْتَغْفِرْ لِلأُسْتَاذِ، وَمَنْ أَخَذْت عَنْهُمْ الْعِلْمَ، وَدَاوِمْ عَلَى التِّلاوَةِ، وَأَكْثِرْ مِنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ وَالْمَشَايِخِ وَالْمَوَاضِعِ الْمُبَارَكَةِ، وَاقْبَلْ مِنْ الْعَامَّةِ مَا يَعْرِضُونَ عَلَيْك مِنْ رُؤْيَاهُمْ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَفِي رُؤْيَا الصَّالِحِينَ فِي الْمَسَاجِدِ وَالْمَنَازِلِ وَالْمَقَابِرِ، وَلا تُجَالِسْ أَحَداً مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ إلّا عَلَى سَبِيلِ الدَّعْوَةِ إلى الدِّينِ.
وَلا تُكْثِرِ اللَّعِبَ وَالشَّتْمَ. وَإِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، فَتَأَهَّبْ لِدُخُولِ الْمَسْجِدِ كَيْ لا تَتَقَدَّمَ عَلَيْك الْعَامَّةُ، وَلا تَتَّخِذُ دَارَك فِي جِوَارِ السُّلْطَانِ، وَمَا رَأَيْت عَلَى جَارِك فَاسْتُرْهُ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ أَمَانَةٌ، وَلا تُظْهِرْ أَسْرَارَ النَّاسِ، وَمَنْ اسْتَشَارَك فِي شَيْءٍ فَأَشِرْ عَلَيْهِ بِمَا تَعْلَمُ أَنَّهُ يُقَرِّبُك إلى اللهِ تعالى.
وَاقْبَلْ وَصِيَّتِي هَذِهِ؛ فَإِنَّك تَنْتَفِعُ بِهَا فِي الأول والآخِرِ، إنْ شَاءَ اللهُ تعالى. وَإِيَّاكَ وَالْبُخْلَ؛ فَإِنَّهُ يُبْغَضُ بِهِ الْمَرْءُ، وَلا تَكُ طَمَّاعاً، وَلا كَذَّاباً، وَلا صَاحِبَ تَخْالِيطٍ، بَلْ احْفَظْ مُرُوءَتَكَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا. وَالْبَسْ مِنْ الثِّيَابِ الْبِيضَ فِي الأَحْوَالِ كُلِّهَا، وَأَظْهِرْ غِنَى الْقَلْبِ مُظْهِراً مِنْ نَفْسِك قِلَّةَ الْحِرْصِ وَالرَّغْبَةِ فِي الدُّنْيَا، وَأَظْهِرْ مِنْ نَفْسِك الْغَنَاءَ، وَلا تُظْهِرْ الْفَقْرَ؛ وَإِنْ كُنْت فَقِيراً، وَكُنْ ذَا هِمَّةٍ؛ فَإِنَّ مَنْ ضَعُفَتْ هِمَّتُهُ ضَعُفَتْ مَنْزِلَتُهُ. وَإِذَا مَشَيْت فِي الطَّرِيقِ، فَلا تَلْتَفِتْ يَمِيناً وَلا شِمَالاً، بَلْ دَاوِمِ النَّظَرَ إلى الأَرْضِ… وَإِيَّاكَ أَنْ تُكَلِّمَ الْمَجَانِينَ؛ وَمَنْ لا يَعْرِفُ الْمُنَاظَرَةَ وَالْحُجَّةَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ. وَاَلَّذِينَ يَطْلُبُونَ الْجَاهَ؛ وَيَسْتَغْرِقُونَ بِذِكْرِ الْمَسَائِلِ فِيمَا بَيْنَ النَّاسِ؛ فَإِنَّهُمْ يَطْلُبُونَ تَخْجِيلَك وَلا يُبَالُونَ مِنْك، وَإِنْ عَرَفُوك عَلَى الْحَقِّ، وَإِذَا دَخَلْت عَلَى قَوْمٍ كِبَارٍ؛ فَلا تَرَفَّعْ عَلَيْهِمْ مَا لَمْ يَعرفوك، كَيْ لَا يَلْحَقَ بِك مِنْهُمْ أَذِيَّةٌ، وَإِذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَلا تَتَقَدَّمْ عَلَيْهِمْ فِي الصَّلاةِ مَا لَمْ يُقَدِّمُوك عَلَى وَجْهِ التَّعْظِيمِ، وَلا تَدْخُلِ الْحَمَّامَ وَقْتَ الظَّهِيرَةِ وَالْغَدَاةِ، وَلا تَخْرُجْ إلى النَّظَّارَاتِ، وَلا تَحْضُرْ مَظَالِمَ السَّلاطِينِ… وَفَوِّضْ أَمْرَ الْمَنَاكِحِ إلى خَطِيبِ نَاحِيَتِك، وَكَذَا صَلاةُ الْجِنَازَةِ وَالْعِيدَيْنِ، وَلا تَنْسَنِي مِنْ صَالِحِ دُعَائِك، وَاقْبَلْ هَذِهِ الْمَوْعِظَةَ مِنِّي، وَإِنَّمَا أُوصِيك لِمَصْلَحَتِك وَمَصْلَحَةِ الْمُسْلِمِينَ. انْتَهَى.
وَفِي آخِرِ تَلْقِيحِ الْمَحْبُوبِيِّ؛ قَالَ الْحَاكِمُ الْجَلِيلُ: نَظَرْت فِي ثَلَثِمِائَةِ جُزْءٍ مِثْلِ الأَمَالِي، وَنَوَادِرِ ابْنِ سِمَاعَةَ؛ حَتَّى انْتَقَيْت كِتَابَ الْمُنْتَقَى، وَقَالَ حِينَ اُبْتُلِيَ بِمِحْنَةِ الْقَتْلِ بِمَرْوَ؛ وَمِنْ جِهَةِ الْأَتْرَاكِ: هَذَا جَزَاءُ مَنْ آثَرَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ، وَالْعَالِمُ مَتَى أَخْفَى عِلْمَهُ، وَتَرَكَ حَقَّهُ خِيفَ عَلَيْهِ أَنْ يُمْتَحَنَ بِمَا يَسُوءُهُ. وَقِيلَ: كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا رَأَى فِي كُتُبِ محمد مُكَرَّرَاتٍ وَتَطْوِيلاتٍ خَنَسَهَا وَحَذَفَ مُكَرَّرَهَا، فَرُئي محمد رَحِمَهُ اللهُ تعالى فِي مَنَامِهِ فَقَالَ: لِمَ فَعَلْت هَذَا بِكُتُبِي؟ فَقَالَ: لأَنَّ فِي الْفُقَهَاءِ كَسَالى فَحَذَفْت الْمُكَرَّرَ، وَذَكَرْت الْمُقَرَّرَ تَشهيراً. فَغَضِبَ وَقَالَ: قَطَعَك اللهُ كَمَا قَطَعْت كُتُبِي. فَابْتُلِيَ بِالأَتْرَاكِ حَتَّى جَعَلُوهُ عَلَى رَأْسِ شَجَرَتَيْنِ فَتَقَطَّعَ نِصْفَيْنِ؛ رَحِمَهُ اللهُ تعالى. وَهَذَا آخِرُ مَا أَوْرَدْنَاهُ مِنْ كِتَابِ الأَشْبَاهِ وَالنَّظَائِرِ فِي الْفِقْهِ عَلَى مَذْهَبِ الإِمَامِ الأَعْظَمِ أَبِي حَنِيفَةَ النُّعْمَانِ رَضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُ وَأَرْضَاهُ، الْجَامِعِ لِلْفُنُونِ السَّبْعَةِ الَّتِي وَعَدَنَا بِهَا فِي خُطْبَته؛ الْفَرِيدِ فِي نَوْعِهِ؛ بِحَيْثُ لَمْ أَطَّلِعْ لَهُ عَلَى نَظِيرٍ فِي كُتُبِ أَصْحَابِنَا رَحِمَهُمْ اللهُ تعالى رحمة واسعة، آمين، آمين.
وَكَانَ الْفَرَاغُ من تأليفه فِي سابِعِ عِشْرِينَ مِنْ جُمَادَى الثاني، سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَتِسْعِمِائَةٍ/ 1562م.
وَكَانَتْ مُدَّةُ تَأْلِيفِهِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ مَعَ تَخَلُّلِ أَيَّامِ تَوَعُّكِ الْجَسَدِ، وَلِلهِ الْحَمْدُ عَلَى التَّمَامِ، وَعَلَى نَبِيِّهِ أَفْضَلُ الصَّلاةِ وَالسَّلامِ، وَصَحْبِهِ الْبَرَرَةِ الْكِرَامِ وَتَابِعِيهِم بِإِحْسَانٍ إلى يَوْمِ الْقِيَامَة.
ونقل ذلك من نسخة المؤلف رَحِمَهُ اللهُ رحمة واسعة. آمين، آمين، آمين.
ملاحظات: مخطوطة خزائنية مضبوطة ومقابلة على مخطوطة المؤلف. تاريخ التأليف: 969 هـ/ 1562م. النسخ: سنة 969 هـ/ 1562م. الوضع العام: خطّ النَّسْخ المضبوط بالحركات، وفي أوله فهرس في ثلاث صفحات، والصفحة الأولى مذهبة وملونة. وجميع الصفحات لها إطارات ملونة، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات، وفي آخر الكتاب بعض من الفوائد المتنوعة في أربع صفحات، وإحداها من كتاب أدب المفتين لمحمد بن محمد بن علي، وهي فصل في الفرق بين الإفتاء والقضاء. والغلاف جلد عثماني مبطّن بورق الإيبرو، وعَليه تملّك القاضي أسعد، وقف راغب پاشا.

بيانات كتاب مخطوطة – الأشباه والنظائرالفقهية على مذهب الحنفية

العنوان

الأشباه والنظائرالفقهية على مذهب الحنفية

المؤلف

زين الدين بن إبراهيم، ابن نجيم (ت970هـ/ 1563م)

رقم المخطوطة

445

عدد الأسطر

21

عدد الأوراق وقياساتها

222، الورقة، 244 × 150 ـ 164 × 089

أوله

الحمد لله وكفى، وسلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذينَ اصْطَفَى. وبَعْد؛ فَلَمّا يسر الله تعالى بإتمام كتاب الأشباه والنظائر الفقهية على مَذهب الحنفية المشتمل على سبعة أنواع، أردت أنْ أفهرسه في أوله ليسهل النظرُ فيه، الأول في القواعد، الأولى: لا ثواب إلا بالنية، وفيها بيان ما تكون النية شرطاً وما لا تكون، وبيان دخولها في العبادات والمعاملات، والخصومات والمباحات والتُّرُوك والمناهي. الثانية: الأمور بمقاصدها…

آخره

… وَصِيَّةُ الإِمَامِ الأَعْظَمِ لأَبِي يُوسُفَ رَحِمَهُ اللهُ؛ بَعْدَ أَنْ ظَهَرَ لَهُ مِنْهُ الرُّشْدُ؛ وَحُسْنُ السِّيرَةِ؛ وَالإِقْبَالُ عَلَى النَّاسِ. فَقَالَ لَهُ: يَا يَعْقُوبُ وَقِّرْ السُّلْطَانَ وَعَظِّمْ مَنْزِلَتَهُ، وَإِيَّاكَ وَالْكَذِبَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَالدُّخُولَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ مَا لَمْ يَدْعُك لِحَاجَةٍ عَلَيْهِ، فَإِنَّك إذَا أَكْثَرْت إلَيْهِ الاخْتِلافَ تَهَاوَنَ بِك وَصَغُرَتْ مَنْزِلَتُك عِنْدَهُ، فَكُنْ مِنْهُ كَمَا أَنْتَ مِنْ النَّارِ؛ تَنْتَفِعُ وَتَتَبَاعَدُ؛ وَلا تَدْنُ مِنْهَا، فَإِنَّ السُّلْطَانَ لا يَرَى لأَحَدٍ مَا يَرَى لِنَفْسِهِ، وَإِيَّاكَ وَكَثْرَةَ الْكَلامِ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِنَّهُ يَأْخُذُ عَلَيْك مَا قُلْته لِيُرِيَ مِنْ نَفْسِهِ بَيْنَ يَدَيْ حَاشِيَتِهِ أَنَّهُ أَعْلَمُ مِنْك؛ وَأَنَّهُ يُخَطِّئُكَ فَتَصْغُرَ فِي أَعْيُنِ قَوْمِهِ، وَلْتَكُنْ إذَا دَخَلْت عَلَيْهِ تَعْرِفُ قَدْرَك وَقَدْرَ غَيْرِك، وَلا تَدْخُلْ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ لا تَعْرِفُهُ؛ فَإِنَّك إنْ كُنْت أَدْوَنَ حَالاً مِنْهُ لَعَلَّك تَتَرَفَّعُ عَلَيْهِ فَيَضُرُّك، وَإِنْ كُنْت أَعْلَمَ مِنْهُ لَعَلَّك تَحُطُّ عَنْهُ فَتَسْقُطُ بِذَلِكَ مِنْ عَيْنِ السُّلْطَانِ. وَإِذَا عَرَضَ عَلَيْك شَيْئاً مِنْ أَعْمَالِهِ فَلا تَقْبَلْ مِنْهُ إلّا بَعْدَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ يَرْضَاك؛ وَيَرْضَى مَذْهَبَك فِي الْعِلْمِ وَالْقَضَايَا، كَيْ لا تَحْتَاجَ إلى ارْتِكَابِ مَذْهَبِ غَيْرِك فِي الْحُكُومَاتِ؛ وَلا تُوَاصِلْ أَوْلِيَاءَ السُّلْطَانِ وَحَاشِيَتَهُ؛ بَلْ تَقَرَّبْ إلَيْهِ فَقَطْ، وَتَبَاعَدْ عَنْ حَاشِيَتِهِ؛ لِيَكُونَ مَجْدُك وَجَاهُك بَاقِياً. وَلا تَتَكَلَّمْ بَيْنَ يَدَيْ الْعَامَّةِ إلّا بِمَا تُسْأَلُ عَنْهُ، وَإِيَّاكَ وَالْكَلامَ فِي الْعَامَّةِ وَالتِّجَارَةِ إلّا بِمَا يَرْجِعُ إلى الْعِلْمِ؛ كَيْ لا يُوقَفَ عَلَى حُبِّك رَغْبَتُك فِي الْمَالِ؛ فَإِنَّهُمْ يُسِيؤُوْنَ الظَّنَّ بِك، وَيَعْتَقِدُونَ مَيْلَك إلى أَخْذِ الرِّشْوَةِ مِنْهُمْ.

الوضع العام

خطّ النَّسْخ المضبوط بالحركات، وفي أوله فهرس في ثلاث صفحات، والصفحة الأولى مذهبة وملونة. وجميع الصفحات لها إطارات ملونة، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات، وفي آخر الكتاب بعض من الفوائد المتنوعة في أربع صفحات، وإحداها من كتاب أدب المفتين لمحمد بن محمد بن علي، وهي فصل في الفرق بين الإفتاء والقضاء. والغلاف جلد عثماني مبطّن بورق الإيبرو، وعَليه تملّك القاضي أسعد، وقف راغب پاشا.

شارك مع الأخرین :

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

کتب ذات صلة

للتحمیل اضغط هنا

الرابط المباشر

شارک مع الآخرین :