العنوان |
الكوثر الجاري على رياض البخاري |
---|---|
المؤلف |
أحمد بن إسماعيل، الگوراني، الشافعي، ت 893 هـ/ 1488م |
رقم المخطوطة |
297 |
عدد الأوراق |
743 |
عدد الأسطر |
37 |
تاريخ النسخ |
1171 هـ/ 1757م |
الناسخ |
أحمد أفندي صولاق زاده |
المقاييس |
276 × 178 ـ 207 × 105 |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أوقد من مشكاة النبوة مصابيح الشريعة الغراء، فأخمد بها نيران الشرك وأزهق الملّة العوجاء، وأوضح سُنَنَ الملة الحنيفية السمحاء، بأنوارالسنن الزهراء، فأصبح وجهُ الدين قَمَرَ الصَّيفِ في ليال الشتاء، أحمده على ما فصّل لنا مجمل الكتاب محكم السُّنن، ومنَّ علينا بذلك فيا لها من مِنَن… وبعد: فإن العِلم في الجملة أشرف الصنائع وأنفس البضائع، لكن فنونه تفاوتُ تفاوُتَ الأرض والسموات، وعلم الحديث من بينها في أسنى المراتب وأعلى المقامات، كيف لا؟ وهو حليته أكمل موجود على الإطلاق، وأفضل مبعوث بالاتفاق، فمن سَمَتْ بهِ هِمَّتُهُ، وارتقت به مَرُوْءَتُهُ إلى أن تحلى بتلك الحلي، وتجرّع في تحصيلها طمع الآلاء، فيا له من رجل نعترض في شأنه الحشد لاعتلائه غارب المجد، وبلوغه غاية الأمد إن بارز الأقران، فحجّته قوية، أو قارن الإخوان، فأحسنهم طوية، يرشح ظاهره بما حواه الباطن، سيان عنده المتحرّك والساكن، نِعمَ هو الوارث من أفضل الرسُل أفضل الفضائل، ولذا كان في الناس كالنبي في بني إسرائيل… ثم إني مُذ نشأت يافعاً كنت لآياته تالياً وسامعاً طُفْتُ في طلبه أعاظم البلاد، وفزت من جملته بقية الأطواد، المشار إليهم بالبنان، المذكورين في كل قطر بكل لسان… ولما وفّق الله لإكمال ذلك وأقبس بقدر الفكر ما هنالك وجليت تلك الخرائد على منصات الظهور، وأفلَتْ حياءً منها الكواكبُ والبدور، وكتبت بالبر في الأوراق، وأضاءت بنورها الأقطار والآفاق… فأُلْهِمْتُ أنّ الله يحبُّ عوالي الْهِمم، ويكره سفساف الشيم، عليك بسيد الكُتب بعد كتاب الله وإذا عزمت فتوكل على الله، وهو الجامع الصحيح للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ( )… وقد شرحه أولو الفضائل من الأواخر والأوائل، وكنت إذا نظرت في تلك الشروح، اعتراني القروح والجروح، وذلك إن منها ما يُطنِب في التواريخ والأسماء… وسميته بالكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري وقبل الشروع في المقاصد أشرِّفُ صدرَهُ بشريف نَسِب سَيِّدِ الرُّسُلِ هو: محمد بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعبِ بْنِ لؤَيِّ بْنِ غالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ (بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ) بْنِ عَدْنَانَ. بيت: |
آخره |
… <كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إلى الرَّحْمَنِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ> ( )،… واعلم أن البخاري قدس الله روحه بدأ كتابه بحديث <إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ> ( )، الذي يدل على أنه لا يعتدّ بعملٍ دون الإخلاص، وختمه بآخر أحوال يوم القيامة، وهو وزن الأعمال، إذ بعدَه فريق في الجنة، وفريق في السعير وأرشد إلى أثقل ما يوجد في الميزان مع خفته على اللسان، ولفظ الرحمن طبق المفصل إذ ذلك الثواب الجزيل على هذا العمل القليل، منشأ صفة الرحمانية الدالة على جلائل النعم شكر الله سعيه وأعظم أجره وأنا أيضا أختم كتابي بما هو أحب إلى الله، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، عدد خلقه، ورِضَى نفسِهِ، وَزِنَة عرشه، ومِداد كلماته. هذا آخر ما وقفت له من الكوثر الجاري إلى رياض البخاري، تَمَّ بحمد الله أول النهار الرابع عشر من جمادى الأولى، والبدر في التمام، من شهور سنة أربع وسبعين وثمانمائة (874 هـ) والله أسأل التجاوز عن هفوات الأقلام وعثرات الأقدام، وخَطَرات الأوهام، وسَقَطات الكلام، وأضع خدي على الرغام، وأتوسل إليه بصاحب المقام أن يجعل سعي مشكوراً، وعملي مبروراً، وأن يغفر لي ولوالدي ولمشايخي وأحبتي، ولجميع المسلمين، أجمعين. قد من الله تعالى وأنعم بإتمام هذا الشرح اللطيف كتبه الفقير تُراب أقدام الكاملين أحمد المعروف بِصُولاق زادَه، غفر الله ذنوبهما وستر عيوبهما آمين، لسنة إحدى وسبعين ومائة وألف (1171هـ) من هجرة مَنْ لَهُ الْعِزُّ والشرف. |
الوضع العام |
خطّ النَّسْخ المضبوط بالحركات أحياناً، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، والصفحة الأولى مذهبة وملونة، وجميع الصفحات لها إطارات مذهبة، والمتن مميز عن الشرح بخطوط فوقه، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات، والغلاف جلد عثماني، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 48640. |