Search
Search

مخطوطة – مناقشة تعليقات الطوسي والكاتبي في إثبات واجب الوجود

نبذة عن كتاب مخطوطة – مناقشة تعليقات الطوسي والكاتبي في إثبات واجب الوجود

عنوان المخطوط: مناقشة تعليقات الطوسي والكاتبي في إثبات واجب الوجود ( ).
المؤلف: محمد بن محمد نصير الطوسي، (ت672هـ/ 1274م) ( ).
المؤلف: علي بن عمر الكاتبي، دُبيْران، الباطني، (ت 675هـ/ 1277م) ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 203/ ب ـ 214/ ب، الورقة 173 × 126 ـ 128 × 086 عدد الأسطر: (21).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم. قال مولانا السعيد نصير الحق والدين الطوسي، قدس الله روحه: طالعت الرسالة التي عملها مولانا الإمام الكبير نجم الملة والدين عز الإِسْلام والمسلمين أفضل العالم؛ علي الكاتبي القزويني؛ أدام الله أيامه، في المباحث المتعلقة بإثبات واجب الوجوب لذاته، جلت أسماؤه، فوجدتها مشحونة بغُرر الدرر، مشتملة على فرائد الفوائد، فأثبتها وأوردت ما سنح لي في كلِّ موضعٍ مما يتعلّق به إيراد المستفيدين؛ لأردّ المعترضين ليتحقق حقيقة الحقّ في ذلك، والله الموفق والمعين، وها هي؛ قوله بألفاظه: قال: أما بعد حمد الله والثناء عليه بما هو أهله ومستحقّه، والصلاة على نبيه محمد وآله. فهذه رسالة حرّرتُها بالتماسِ بعضِ مَن شاركته في البحث من العلماء؛ أدام الله فضائلهم؛ في مباحث تتعلّق بالبُرهان الذي ذكره الحكماءُ في إثبات واجب الوجوب لذاته. اعلم أن الأوائل قالوا في إثبات هذا الأمر العظيم: لا شكّ في وجود موجود، فذلك الموجود؛ إن كان واجباً لذاته، فقد حصل المطلوب، وإن كان ممكناً لذاته؛ افتقر إلى مؤثّر، فذلك المؤثّر؛ إن كان واجباً لذاته فقد حصل المرام أيضاً… عن جميع الممكنات لا يكون ممكناً، وإلا لكان داخلاً فيه، بل خارجاً عنه، وهو المطلوب. قال مولانا نصير الملة والدين: بعض هذا البرهان يحتاج إلى تقرير زائد، وذلك لأنه ذكر في إبطال التسلسل: إن المؤثّر السلسة الغير المتناهية… اعترض مولانا نجم الدين على مولانا نصير الدين في قوله: ومنها عِلّة هي أولى العِلل؛ إلى قوله: وإلا لم تكن العلل تامّة… أجاب نصير الدين بأن قال: ظاهر مما قلت أن المراد هو الأول من المفهومين اللذين ذكرهما، وكيف يكون الثاني منهما مراداً مع أن القول الصريح بأن كل علّةٍ عِلّةٌ تامّةٌ بحصول معلولها…
آخره:… وهذه مسائل قد قال بها طائفة من المتكلمين المتقدمين. والمحصلون لايذهبون إليه، ولذلك أثبتوا الإرادة ليصير أحد طرفي الفِعل أو الترك المتساوين بالنسبة إلى القادر مترجحاً بها، والمختار عندهم في هذا الموضع؛ بعد أن أنكروا القول بالعلة والمعلول؛ على ما هو مذهب الحكماء؛ أن قالوا: كلّ ما يتوقّف عليه كون الباري تعالى موجداً للعالم؛ كان موجوداً في الأزل، وكان من جملة ذلك داعيه تعالى إلى الإيجاد، والدواعي لا تتعلق بإيجاد موجود، بل يشترط في تحققه كون ما يدعو إليه معدوماً، فلهذا امتنع كون العالم قديماً، وأما تخصيص إيجاده بوقت دون وقتٍ، فلا يقولون به؛ لأن الوقت جزءٌ من العالَم، ولا يُتصوّر تخصيص إيجاد العالم بجُزءٍ منه، فإنّه يوجبُ تقدُّم المخصّص على نفْسه. فهذا ما عندي فيه. وَاللهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَاب.
ملاحظات: مواصفاته مطابقة لمواصفات الرَّقْم الْحَمِيْدِيّ: 1461/ 1.

بيانات كتاب مخطوطة – مناقشة تعليقات الطوسي والكاتبي في إثبات واجب الوجود

العنوان

مناقشة تعليقات الطوسي والكاتبي في إثبات واجب الوجود

المؤلف

علي بن عمر الكاتبي، دُبيْران، الباطني، (ت 675هـ/ 1277م)

رقم المخطوطة

1461-46

عدد الأسطر

21

عدد الأوراق وقياساتها

203/ ب ـ 214/ ب، الورقة 173 × 126 ـ 128 × 086

أوله

بسم الله الرحمن الرحيم. قال مولانا السعيد نصير الحق والدين الطوسي، قدس الله روحه: طالعت الرسالة التي عملها مولانا الإمام الكبير نجم الملة والدين عز الإِسْلام والمسلمين أفضل العالم؛ علي الكاتبي القزويني؛ أدام الله أيامه، في المباحث المتعلقة بإثبات واجب الوجوب لذاته، جلت أسماؤه، فوجدتها مشحونة بغُرر الدرر، مشتملة على فرائد الفوائد، فأثبتها وأوردت ما سنح لي في كلِّ موضعٍ مما يتعلّق به إيراد المستفيدين؛ لأردّ المعترضين ليتحقق حقيقة الحقّ في ذلك، والله الموفق والمعين، وها هي؛ قوله بألفاظه: قال: أما بعد حمد الله والثناء عليه بما هو أهله ومستحقّه، والصلاة على نبيه محمد وآله. فهذه رسالة حرّرتُها بالتماسِ بعضِ مَن شاركته في البحث من العلماء؛ أدام الله فضائلهم؛ في مباحث تتعلّق بالبُرهان الذي ذكره الحكماءُ في إثبات واجب الوجوب لذاته. اعلم أن الأوائل قالوا في إثبات هذا الأمر العظيم: لا شكّ في وجود موجود، فذلك الموجود؛ إن كان واجباً لذاته، فقد حصل المطلوب، وإن كان ممكناً لذاته؛ افتقر إلى مؤثّر، فذلك المؤثّر؛ إن كان واجباً لذاته فقد حصل المرام أيضاً… عن جميع الممكنات لا يكون ممكناً، وإلا لكان داخلاً فيه، بل خارجاً عنه، وهو المطلوب. قال مولانا نصير الملة والدين: بعض هذا البرهان يحتاج إلى تقرير زائد، وذلك لأنه ذكر في إبطال التسلسل: إن المؤثّر السلسة الغير المتناهية… اعترض مولانا نجم الدين على مولانا نصير الدين في قوله: ومنها عِلّة هي أولى العِلل؛ إلى قوله: وإلا لم تكن العلل تامّة… أجاب نصير الدين بأن قال: ظاهر مما قلت أن المراد هو الأول من المفهومين اللذين ذكرهما، وكيف يكون الثاني منهما مراداً مع أن القول الصريح بأن كل علّةٍ عِلّةٌ تامّةٌ بحصول معلولها…

آخره

… وهذه مسائل قد قال بها طائفة من المتكلمين المتقدمين. والمحصلون لايذهبون إليه، ولذلك أثبتوا الإرادة ليصير أحد طرفي الفِعل أو الترك المتساوين بالنسبة إلى القادر مترجحاً بها، والمختار عندهم في هذا الموضع؛ بعد أن أنكروا القول بالعلة والمعلول؛ على ما هو مذهب الحكماء؛ أن قالوا: كلّ ما يتوقّف عليه كون الباري تعالى موجداً للعالم؛ كان موجوداً في الأزل، وكان من جملة ذلك داعيه تعالى إلى الإيجاد، والدواعي لا تتعلق بإيجاد موجود، بل يشترط في تحققه كون ما يدعو إليه معدوماً، فلهذا امتنع كون العالم قديماً، وأما تخصيص إيجاده بوقت دون وقتٍ، فلا يقولون به؛ لأن الوقت جزءٌ من العالَم، ولا يُتصوّر تخصيص إيجاد العالم بجُزءٍ منه، فإنّه يوجبُ تقدُّم المخصّص على نفْسه. فهذا ما عندي فيه. وَاللهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَاب.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

کتب ذات صلة

روابط التحميل

الرابط المباشر

شارک مع الآخرین :