الاسلام والإستبداد السياسى

الغزالي ذاق مرارة الاستبداد مستضعفاً أسيراً مهدور الحقوق في معتقل الطور، فوضع بذرة كتابه هذا من خلال دروس ألقاها على بعض زملاء الأسر، ثم نشره بحثاً متكاملاً بعد خروجه من السجن. يقول عن كتابه أنه رأى أن من واجبه أن يقض مضاجع البغاة ويبصر الضحايا الغافلين بعواقب تراخيهم وكسلهم وأن يسير على درب من ضحوا بأنفسهم نصرة للحق معلناً أن الحق الذي يعتز بتضحياتهم لن يهتز بعد رحيلهم. كذلك أراد الغزالي كتابه تعويضاً عن ما يراه غياباً لدور العلماء في توعية المجتمع و الوقوف في وجه المستبد ونزواته، إما لغموض عندهم في التصور الإسلامي لأسلوب الحكم أو لإيثارهم السلامة نائين بأنفسهم عما يغضب السلطان. بل يرى أن بعضهم تجاوز ذل السكوت إلى عار التملق، فأصبحوا يصنعون الفتاوى المكذوبة لتسويغ مآثم الحاكم، فيشوهون ضمائر العباد ويسيئون للإسلام ويرفعون الثقة عن العاملين للدين. الكتاب من أشهر كتب الغزالي، طبعت نسخته الأولى عام 1949 وصدر قرار بمصادرته فور نشره وقدم الغزالي للمحاكمة بتهمة مهاجمة الحكومة على إثره، يعتبره الغزالي كتاباً لكل العصور والأنظمة وحتى بعد سقوط الملكية رفض ضغوط رجال المباحث لتعديل بعض محتوياته. ويناقش الكتاب مفهوم الاستبداد وآثاره بمنظور إسلامي معزز بأحاديث شريفة وآيات كريمة واستدلالات تاريخية كثيرة يتعرض فيها أحياناً لمقارنة الغرب والشرق بين الماضي والحاضر ويعرض بعض القواعد الشرعية الأصيلة في مسئلة الحكم وواجبات السطان وحقوق الرعية ويؤكد على التضاد الشديد بين الاستبداد وروح الإسلام، كما يفند العديد من القضايا الجدلية التي اتهم فيها الإسلام أنه يستبد بالإنسان ويقيد حريته، ثم يفصل دور المسلم في مجتمعه وحقوق أمته عليه للوقوف في وجه الجور والاستبداد.

رمز المنتج: bk4001 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

المؤلف

الشيخ محمد الغزالى

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “الاسلام والإستبداد السياسى”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *