البنيوية وما بعدها

هذا الكتاب عبارة عن مقالات كُتبت عن خمسة من المفكرين الفرنسيين وهم كلود ليفي شتراوس ورولان بارت وميشيل فوكو وجاك لاكان وجاك دريدا وفي الحقيقة إن عنوان الكتاب محير إذ أن المحرر رغم أن عنوان كتابه هو “البنيوية وما بعدها” إلا أنه لم يعرض تعريفا للبنيوية وإن كان تكلم عن أصولها قبل ليفي شتراوس لدى فليسوف اللغة دي سوسير لذلك إن كان المحرر هو من اختار عنوان الكتاب فقد أخطأ وإن كان المترجم من اختاره فقد حرف وارتكب جرما بتحريفه، واستعنت بالدكتور عبدالله الغذامي لأعرف البنيوية فهو يقول في كتابه الأهم الخطيئة والتكفير إن البنيوية تربط النص في رباط ممتد من العلاقات المتداخلة، ويعرفها بياجيه فيقول إن “البنية” تنشأ من خلال تداخل “وحدات” تتقمص أساسيات ثلاثة هي: الشمولية والتحول والتحكم الذاتي، فالشمولية تعني التماسك الداخلي للوحدة بحيث تصبح كاملة في ذاتها لا تشكيلا لعناصر مختلفة وإنما هي خلية تنبض بقوانينها الخاصة التي تشكل طبيعتها وطبيعة مكوناتها الجوهرية وهذه المكونات تجتمع لتعطي في مجموعها خصائص أكثر وأشمل من مجموع ما هو في كل واحدة منها على حدة، ولذا فالبنية تختلف عن الحاصل الكلي للجميع لأن كل مكون من مكوناتها لا يحمل نفس الخصائص إلا في داخل هذه الوحدة. وهنا نصل إلى العنصر الثاني وهو “التحول” فالبنية ليست ثابتة وإنما هي دائمة التحول وتظل تولد في داخلها بنى دائمة التوثب وهذا التحول يحدث نتيجة “تحكم ذاتي”، العنصر الثالث: من داخل البنية فهي لا تحتاج إلى سلطان خارجي لتحريكها، وهنا ننتهي من كلام عبدالله الغذامي لنعود إلى “جون ستوك” ليقول لنا إن البنيوية ليست مذهب يمكن اعتناقه بل هي منهج يتم استخدامه فالبنيوية ليست مثل الوجودية أو البراجماتية أو الشيوعية يتم بها إلباس معتنقها مبادئ معينة أو أسلوب حياة معين بل البنيوية منهج بحث يتناول بها الباحث المعطيات التي تنتمي إلى حقل معين من حقول المعرفة بطريقة “بنيوية”. ثم يتحدث جون ستووك عن سبب حديثه عن هؤلاء المفكرين الخمسة وهم بلا شك أحد أبرز المفكرين الفرنسيين في القرن العشرين لكن هذا ليس كافيا فأسماء هؤلاء الخمسة ارتبطت بـ البنيوية وإن كان خمستهم يرفض أن يطلق على نفسه لقب “بنيوي” ماعدا ليفي شتراوس، وسنجد ببساطة أن هؤلاء الخمسة بينهم من أسباب الاختلاف الكثير فلم يجمعهم مشروع فكري واحد ولا حتى حقل معرفي واحد فقد كانوا متفرقين في حقول معرفية مختلفة ولكن يجمعهم عدة أمور من بينها أنهم كلهم يستخدمون مصطلح الرمز وتكثيف مفهومه كجزء أساسي في تحليلهم وهو مفهوم طوره سوسير وكل فلاسفتنا الخمسة مدينون لسوسير بل يقول الكاتب جون ستووك إنه بدون فرضية سوسير أن “اللغة للكل وليست جوهرا” وتعني أن اللغة تكون العلاقات القائمة بين عناصر في نظام يشترط كل منها وجود الآخر وليس بين جواهر كل منها مستقل بذاته، بدون هذه الفرضية لم يكن عمل ليفي شتراوس أو رولان بارت أو البقية أن يكون ممكنا، ومما فعله هؤلاء الخمسة هو تدعيم أهمية الدال على حساب أهمية المدلول فالدال هو ما نستطيع الثقة به لأنه مادي أما المدلول فيبقى مسألة فيها نظر.

شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

المؤلف

جون ستروك

المؤلف

جون ستروك

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “البنيوية وما بعدها”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *