الضفيرة

الضفيرة – هنري ميلركتاب الصلبِ الورديِّ الطويل للميللر المجنون، العابث، الزاهد، الحريق، الهادئ، الصوفي، الأبله، المثالي، اللص، العاشق، العربيد … الذي تناقضاتٌ كثيرة – نعم ! والثرثار .. الثرثار جداً . القراءةُ للميللر أمتعتني بحق، وهو يستمتع أيضاً عندما يقرأُ، لكن متعته مختلفة وعميقة – يقول : ‘ إذا كنت أقرأ كتاباً وتصادفَ أني وقعت على فقرة رائعة أغلِق الكتاب على الفور وأخرج لأتمشّى . كنت أكره فكرةَ الإنتهاء من قراءةِ كتاب جيد . كنتُ أزعجه على طول الخط، أؤخِّرُ المحتوم قدر الإمكان . لكني في الغالب كنت، حين أقع على فقرةٍ عظيمة، أكفُّ عن القراءة في الحال، وأنطلق إلى الخارجِ سواء أكانت تمطر، أو تُنزِلُ بَرَداً، أو ثلجاً أو جليداً، وأستغرق في التأمُّلِ . يمكن للإنسان أن يمتلئَ حتى الزبى بروح مخلوقٍ آخر حتى ليخشى ودون مبالغة أن ينفجر . إني أدَّعي أن كل إنسان قد مرَّ بهذه التجربة . ودعني أشرح أن هذا ‘المخلوق الآخر’ هو دائماً نوعٌ من الـ (الأنا الآخر) . والمسألة ليست مسألةَ التعرف على روحٍ شقيقة، بل هي مسألة تعرفٍ على ذاتك؛ أن تقفَ وجهاً لوجهٍ مع ذاتك! يالها من لحظة! إنك بإغلاقكَ الكتاب تواصِلُ عمليةَ الخلق . وهذا الإجراء، هذا الطقس، إن صحَّ التعبير، دائماً واحد: اتصالٌ فوريٌّ يجري على الجبهاتِ كلها . زوالٌ تامٌّ للحواجز . وعلى الرغم من أنك تكون أشدَّ عزلة من أي وقت مضى – إلا أنك مع ذلك تكون أكثرَ التصاقاً بالعالم من أي وقت آخر . تكون مندمجاً فيه . وفجأةً يتكشَّفُ لك أنه حين خلق اللهُ العالمَ لم يتركه ليجلس ويتأمل – في مكانٍ ما من الأعراف[ غياهب النسيان ]. إن الله خلقَ العالمَ ومن ثم ولجَهُ: هذا هو معنى الخليقة ‘.أي معذب هذا الميللر!! يبقى يجرك في صحراء سرده طوال الرواية ليكافؤك نهايةً بواحة عذبة لتسقي كل الظمأ الذي مررت به طوال الرحلة ويبقى طعم العذوبة التي ذقتها في الفصلين الأخيرين يحرضك للبحث الدائم عن واحات ميللر .. التي قد تعبر عوالم عدة لتعيش فيها بضع لحظات فقط.

رمز المنتج: bm4u6851 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

العنوان

الضفيرة

المؤلف

هنري ميلر

المؤلف

هنري ميلر

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “الضفيرة”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *