المؤلف |
علي أحمد باكثير |
---|
الحاكم بأمر الله خليفة فاطمي تضاربت الأقوال والروايات حول شخصيته وتصرفاته الغريبة، حتى شاع عنه قديماً وحديثاً أنه مجنون، بينما هو في مسرحية باكثير من أبعد الناس عن الجنون، وإنما كان رجلاً أمعن في التصوف والتعلق بالحب الإلهي، حتى نازعته نفسه إلى الانسلاخ من بشريته ليصل إلى مرتبة الكمال الإلهي حتى يكون -وهو في جسده- روحاً شفافة متصلة بالروح الأكبر الساري في الكون كله وهو الله. وقد استطاع باكثير أن يعالج بنجاح في هذه المسرحية التاريخية أهم قضية في التصور الإسلامي للعواطف والنفس الإنسانية، ألا وهي بشرية الإنسان، وعدم قدرته على الانسلاخ من هذه البشرية. كما أن المسرحية حافلة بالصراع العاطفي أو النفسي بين نفسين كما وقع بين الحاكم بأمر الله الفاطمي وأخته العاقلة المدبرة ست الملك، ورغم ما في المرويات التاريخية حول شخصية الحاكم بأمر الله من تناقض أو غموض أو نقص فإن ذل كان لصالح ازدياد دور المؤلف، وتضاعف مسؤوليته الفنية وبحرية أكبر، وهذه المسرحية التاريخية التراجيدية، نشرت عام 1947م، ومثلت على المسرح عدة مرات من بطولة يوسف وهبي.
المؤلف |
علي أحمد باكثير |
---|