صبوات

لا توجد عاهرة ذكية ! إن عهر الجسد دليل على ضعف الذكاء ‘ من حِكم هنري ميلر المثير للقلق النفسي .هذا الكتاب ليس آمنًا لأصحاب القلوب الضعيفة ممن يعتبرون بطيش نظرًا لحداثة السن و التجربتان الحياتية والقرائية أن الأدب وسيلة إمتطاء لخيال جنسي سويّ أو تحرير و أعادة إحياء لما تكبته السنون في الإنسان من ناحية الجنس ،هذا كتاب للتحدي ،، تتحدى قدرتك على الإحتمال و تحاول أن تتوازن فكريًا و تعطي التقييم المناسب و أنت تخطو بحذر فوق مجزرة هنري ميلر الجنسية هذه بين علاقته الموشكة على الإنفصال بزوجته و بين عشيقته و مابينهما يزدرد ميلر جيش من النساء ، كنت قد قررت قراءة مجموعة من أعماله ( الكتب في حياتي و الضفيرة و الوشيجة ) لذلك بدأت بهذه الصبوات لأنها الجزء الأول من ثلاثية الصلب الوردي ، حتى إستيائي من هذه التجربة لن يثنيني عن مواصلة مخططي لأنني أعوّل على الجانب الصريح والجريء من تجربة ميلر الجانب الذي يزهو كديك ينازل العالم بألوانه البراقة فحسب،حسنًا لربما كانت تبدو له براقة أكثر من اللازم !..تلك الغطرسة الإلزامية في ثنايا الرواية و الفحولة الغير معالجة بواقعية تجعلك مشدوهًا كقارئ. تعلم أن الأمر لا يجري في الحياة كذلك ، ميلر هنا يستخدم الجنس كركيزة روائية سخيفة و كمبدأ الجزرة والعصا و يتوقع الكثير من الانصياع من بهائمية عالم الغريزة ذلك العالم الخزفي كما يصوره ، طريقته في الحديث عن الجنس غير مسلية و مجحفه بحق الجنس ، الجنس كقطعة حلوى يجب أن يحتفظ بها الروائي الخبير في الرّف المناسب من الثلاجة و أي تغيير تصاعدي أوتنازلي يرهق النص و يرهله ، الجنس جاء هنا كعقبة لمنح نصّ ميلر القيمة التي يستحق ، محبطة جدًا البدء بقراءة هذا العمل تحديدًا لميلر دون سواه !..طوّر ميلر نوع مستحدث من السيرة الذاتية بخليط روائي فلسفي ناقدًا لهناتٍ نفسية في صلب المجتمع ، وهذه هي النتيجة و التي قد تتهم كجنس أدبي ماجن لن يتقبله كل القراء بالضرورة ولكن لابد من أن تجد في عشوائيته ميزة تطابق ميولك كقارئ ، رغم ذلك فلميلر هذه اللغة الذهبية التي لا تُملّ و القدرة على إلحاق القراءة النفسية الموجزة و الملائمة و المبرزة للشخصية المهمشة من بين براثن محيطه الجنسي :

رمز المنتج: bm4u6852 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

العنوان

صبوات

المؤلف

هنري ميلر

المؤلف

هنري ميلر

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “صبوات”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *