العنوان |
فن الرواية |
---|---|
المؤلف |
ميلان كونديرا |
حجم الملفات |
4.2 ميجا بايت |
اللغة |
العربية |
نوع الملفات |
|
الصفحات |
192 |
كما كنت متوقعاً ؛ لازمتني الدهشة ورافقني الانبهار طيلة إبحاري في هذا الكتاب ! لـ كونديرا لغة خاصة به ، كلماته لا تنبع من قريحته بل من دهاليز عقله ، يدهشني فيه أن كل كلمة يكتبها كأنه يضع تحتها خطين ، أي أنها في غاية الأهمية .وعلى الرغم من كون هذا الكتاب تقني بحت – أو هكذا يفترض على الأقل – لكن ميلان تجاوز تقنيات الرواية إلى ما هو أبعد منها بكثير ، فناقش ( تاريخ الرواية ) بتوسع ، وتعمق في أبجديات نشأتها وتحدث كثيراً عن الأفذاذ الذين مروا في تاريخها ، لذا أحسست بعد فراغي من الكتاب أن العنوان لم يكن وصف تفصيلي لما يحويه الكتاب، وكان حريٌ به أن يسميه ( نظرات في تاريخ الرواية أو نشأتها ) ، .وكما هي العادة ، تأبي الفلسفة إلا أن تطل برأسها مع كل كتابات كونديرا ، وكمحب للفلسفة استمتعت كثيراً بعبارات المؤلف والتي يحتاج بعضها إلى إعادة القراءة مراراً لإدارك مغزاها ، كما أن نظرته لبعض الأمور وبعض القضايا كانت متفردةً تماماً ، وكأنه يقدم لك فتحاً جديداً وزاوية أخرى لم تنظر منها من قبل أبداً . وحريٌ القول أنه بعد هذا الكتاب بدأت أشعر أن فن الرواية جزءٌ من نظرية النانو ، وأن كتابة الرواية يماثل وضع نظرية مشابهة لنظريات نيوتن !.. أو هكذا أراد المؤلف أن يقول لنا ، أو أن يوصله لنا بطريقة غير مباشرة . وحقيقة فقد بالغ كونديرا في استعراض مواطن القوة في بعض الروايات التي لا أشك أنها جاءت بالصدفة المحضة ولم يقصد مؤلفوها ذلك . فبدا مثل الذي يمسك ورقة بيضاء خالية ليظهر أوجه الحسن فيها : بيضاء ، نقية ، جميلة ، خاليةً من الكدر ، أطرافها متساوية ، زواياها متسقة .. وفي النهاية هي مجرد ورقة ! نقطة جديرة بالذكر : الترجمة مدهشة ، والمترجمة ( أمل منصور ) عبقرية ، فقد أضافت للكتاب بعداً آخر وأفقاً زاخر أبحرتُ فيه طويلاً . لذا عزمت عن البحث عن ترجمات أخرى لها .الخلاصة : الكتاب جميل جداً لغوياً ، عميق جداً فلسفياً ، وسط تأملات عميقة عن تحولات وتاريخ فن الرواية ومفتاح هذا الكتاب ما ذكرة كونديرا فى مقدمة الكتاب بقولة ، عالم النظريات ليس عالمي؛وهذه التأملات هى تأملات حرفي؛يتضمن مبدع كل روائى رؤية مضمرة لتاريخ الرواية ؛فكرة عما هى الرواية ؛وهذه الفكرة عن الرواية المحايثة لرواياتى هى التى أجعلنى أتكلم ويؤكد. ان اكتشاف كينونة الإنسان وسرّه المنسيّ والمخفي في آن هو ما يمكن الرواية وحدها دون سواها أن تكشفه، وهو ما يبرّر وجودها. واذا كان فهم الأنا المفكر مع ديكارت بصفته أساس كل شيء، والوقوف في مواجهة الكون وحيداً موقفاً اعتبره هيغل بحق موقفاً بطولياً، فإن فهم العالم مع سرفانتس بصفته شيئاً غامضاً يتطلب قوة لا تقل عظمة عن أنا ديكارت على ما يرى كونديرا.كما يناقش ويطرح تصوره استناداً على خبراته الكتابية، وعلى أساليب من عاصره وسبقه، العديد من القضايا والسجالات المتعلقة بسؤال الرواية وماهيتها، الأثر الأدبي، و كذا تاريخ الرواية عبر عصورها المختلفة الأزمنة الحديثة وما قبلها «الأربعة قرون من الرواية الأوروبية» وما حفها من تغيرات على مستوى التنوع الشكلي واللغة والأسلوب في بناء النص السردي، إضافة إلى أثر الفكر الماركسي ومدرسة التحليل النفسي – فرويد -في إنتاج وخلق فكر العمل الروائي . مع معاصري سرڤانتس تتساءل الرواية عن ماهية المغامرة؛ مع صمويل ريتشاردسون تشرع في سبر ما يحدث في دواخل الإنسان وفي الكشف عن الحياة السرية للأحاسيس؛ مع بلزاك، تكتشف تجذر الإنسان في التاريخ؛ مع فلوبير تكتشف أرض اليومي التي بقيت حتى ذلك الحين مجهولة؛ مع تلستوي، تعكف على تدخل اللامعقول في قرارات الإنسان وسلوكاته. وتتوجه الرواية أيضا إلى سبر الزمن : اللحظة الماضية المنفلتة مع مارسيل پروست؛ واللحظة الحاضرة المنفلتة مع جيمس جويس. وتتساءل الرواية مع توماس مان عن دور الأساطير التي، وهي قادمة من أعماق الأزمنة، توجه خطواتنا.. إلخ.«وحدها العلامة الموسيقية التي تقول شيئاً جوهرياً تملك الحق في الوجود.» كموسيقي ومؤلف، تحدث كونديرا عن أثر التربية الموسيقية على فكره الروائي وكيف يقرأ الرواية بذهنية تراعي المسافة الموسيقية بين مقطع لفظي وآخر؛ وبشكل عام على إنجاز معمار رواياته. روايات كونديرا عبارة عن تنويعات على المعمار ذاته القائم على الرقم سبعة، وذلك، حسب قوله، لا «يتعلق بانجذاب خرافي يشدني إلى رقم سحري، ولا بحساب عقلاني، بل يتعلق بضرورة عميقة، لا شعورية، غامضة، يتعلق بنموذج أصلي للشكل، ليس بمقدوري الفكاك منه.» وكما هو الشأن في رواياته ، فإن هذا التأليف الموسيقي مركب من أقسام غير متجانسة بشدة على مستوى القالب الموسيقي . يقول كذلك إنني أحكي كل هذا لأبين لك أن شكل رواية ما ، أي بنيتها الرياضية ، ليست أمراً محسوباً، بل هي ضرورة شعورية، إنها فكرة مستبدة بي، حتى لقد كنت أظن في الماضي أن هذا الشكل الذي يستبد بي كان ضرباً من التحديد الحسابي لشخصي . كما تحدث على مشاغل أخرى تؤرق فكر الراوي منها: قضايا التأويل، الترجمة، والإيحاء اللفظي وأثره في النص.
العنوان |
فن الرواية |
---|---|
المؤلف |
ميلان كونديرا |
حجم الملفات |
4.2 ميجا بايت |
اللغة |
العربية |
نوع الملفات |
|
الصفحات |
192 |