مخطوطة – إجازة للمُجاز: محمود بن سنان الدين يوسف بن جمال الدين

عنوان المخطوط: إجازة للمُجاز: محمود بن سنان الدين يوسف بن جمال الدين ( ).
المُجيز: محمد بن فرامرز، مُلّا خُسْرُو، ت 885هـ/ 1480م ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 88/ ب 89/ آ، الورقة: 240 × 115 ـ 203 × 076، عدد الأسطر: (28).
بسم الله الرحمن الرحيم.
إن أسمى كلام فتح به المصقع الخطيب فاه، وأسنى مقال نطق به المنطيق الأديب وفاه، وتأنق في تحبير تعبيره، وتحرير تقريره ووفّاه؛ حمد من أطبقت على سبوغ نِعمه، وشيوع كرمه؛ الألسنة والشفاه، فنحمده حمداً خلا عن شوبِ الرِّيَبِ مُصفّاة، على ما أولاه من نِعمه الظاهرة والباطنة وأسبغه وضفَّاه، والصلاة والسلام على نَبِيِّهِ نَبِيْهَ القدر، المُبرّأ عن وصمة الغدر، محمد المنوَّر القلب، المنشرح الصدر، الجالس من مجالس النبوة، ومحافل الرسالة على الصدر، وعلى آله مصابيح الدُّجى، وأصحابه مفاتيح الهدى.
أما بعد: فإن الشرف الذي لا ينال بالأماني، ولا يرام بالتكاسل والتواني، هو العلم الذي أرَقَّ به المملوكُ رقابَ الملوك، وهو عند ذوي البصائر أروج من اللجين المسبوك، به يُنال رضا الرحمن، ويستفتح أبواب الجنان، ويحصل العزّ في الدين والدنيا، والمحمدة في الأولى والعقبى؛ لأجله بعث الله تعالى النبيين، وختمهم بسيد المرسلين، صلوات الله تعالى عليه وعليهم أجمعين، ومِمَّن خصَّه الله تعالى بمزايا التوفيق، ونور زوايا قلبه بأنوار التحقيق، ورشحه لاكتساء هذه الخلعة الشريفة، وأرشده إلى ارتقاء هذه الرتبة المنيفة، في هذا الدهر الذي قل علماؤه غاية القلة، وتراجعت أحوالهم تراجع البدور إلى الأهلية، المولى المعظم، والحبر المفخم، ضابط الأصول والفروع، جامع المنقول والمسموع، منبع الفضائل السنية، ومجمع الفواضل السمية، ذو الحَسَبِ الظاهر، والنسب الطاهر، مولانا: بدر الملة والدين؛ محمود ابن مولانا سنان الدين يوسف ابن مولانا جمال الدين، نفع الله بوجوده المسلمين، ومتَّعه بما أَوْلاه، وجعل أُخراه خيراً من أُوْلاه، فإنَّه لَمَّا قَرَأَ عَليَّ في العلوم المتعارفة؛ الكتب المتداولة؛ قراءةَ تحقيقٍ وإتقان، وتدبُّر وإيقان، ورأيت ما فيه والإستحقاق الكامل، والإسبال الشامل، أجزتُ له أن يروي عني جميع ما صَحَّ عنده من مقروآتي؛ ومسموعاتي؛ ومجازاتي؛ ومناولاتي؛ من كُتُبِ التفسير والحديث والأصول والفروع والعربية، بالشرائط المعتبرة المعروفة عند علماء الإِسْلام، وكبراء الأنام، بَوَّأَهُم اللهُ تعالى دار السلام، من الاحتراز عن التبديل والتحريف، والاجتناب عن التغيير والتصحيف، وأجزتُ له أيضاً: أن يجيب في الحوادث الشرعية، والنوازل الفرعية، بالبنان والبيان، مستعيناً في ذلك بالملك المنان؛ على مذهب الإمام الأعظم، والمقام الأقدم، سراج الأمة النقيّة، وهادي الملّة الحنيفية، أبي حنيفة، وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، واختيارات المشائخ الكبار، والسلف الأخيار، بوَّأهم الله تعالى أعلى منازل الجنان، وأفاض عليهم شآبيب الغفران، شارطاً عليه أن يتفقَّد الرواية، ويتعهّد الدراية، وأن لا يتجاوز مطالعاته ومعلوماته، ومباحثاته ومفهوماته، وأن يتوقف في الجواب عند الارتياب، وأنْ يثبت في مظانِّ الاستثناء والاضطرار بعد ما كنت مُجازاً لبعض ما ذُكر من الفاضل المحقق، والنّحرير المدقِّق، فخر العلماء العظام، وفرخ الفضلاء الكرام، مولانا: برهان الملة والدين حيدر ( )، صانه الله تعالى يوم الفزع الأكبر، وبجميع ما ذكر من العالم العامل، والفاضل الكامل، منبع العلوم الشرعية، ومجمع الدقائق الأصلية والفرعية، مولانا شرف الملة والحقّ والدين؛ أسكنه الله تعالى دار المتقين، والمرجو من أخلاقه الرضية، وشمائل المرضية؛ أن لا ينساني من صالح دعواته؛ في أوقات خلواته؛ لعله يستجاب عند الملك الوهاب.
وكتب هذه الأسطر المفتقر إلى الله تعالى الغني العليّ محمد بن فرامرز بن علي ( ). عاملهم الله تعالى بلطفه الجلي، والخفي؛ في أواسط رمضان المبارك، سنة سبع وسبعين وثمانمائة.