مخطوطة – الوافية في شرح <الكافية> = الشرح المتوسط على كافية ابن الحاجب

عنوان المخطوط: الوافية في شرح <الكافية> = الشرح المتوسط على كافية ابن الحاجب ( ).
المؤلف: محمد بن الحسن الأسترابادي، السمناني، النجفي، الباطني، رضي الدين، ت 688هـ/ 1289م ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 374، الورقة: 246 × 144 ـ 173 × 083، عدد الأسطر: (27).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، الحمد لله الذي جلّت آلاؤه عن أن تُحاط بِعَدّ، وتعالت كبرياؤه عن أن تُشْتَمَلَ بحدّ، تاهت في موامي معرفته سابلة الأفهام، وغرقت في بحار عزته سابحة الأوهام، كل ما يخطر ببال ذوي الأفكار فبمعزل عن حقيقة ملكوته، وجميع ما تعقد عليه ضمائر أولي الابصار فعلى خلاف ما ذاته المقدّسة عليه من نعوت جبروته، وصلواته على خاتم أنبيائه، ومُبَلِّغ أنبائه، محمد بن عبد الله، المُبَشَّر بِهِ قبل ميلاده، وعلى السادة الأطهار من عِترتِهِ وأولاده. وبعد فقد طلب إليَّ بعضُ مَن اعتنى بصلاح حاله، وأُسْعِفه بما تَسَعُهُ قدرتي من مقترحات آماله، تعليقَ ما يجري مجرى الشرح على مقدمة ابن الحاجب عند قراءتها علي، فانتدبتُ له مع عَوَزِ ما يحتاج إليه الغائِصُ في هذا اللّجِّ، والسالك لمثل هذا الفجّ، من الفِطنة الوقّادة، والبصيرة النفّادة، بَذْلاً لِسُؤلهِ، وتحقيقاً لمَأمولِهِ، ثم اقتضى الحالُ بعد الشروع، التجاوز عن الأصول إلى الفروع… قوله: (الكلمة لفظ وضع لمعنى مفرد). اعلم أن الكلم جنس الكلمة، مثل تمرٍ، وتمرةٍ، وليس المجرد من التاء من هذا النوع جمعاً لذي التاء، كما يجيء تحقيقه في باب الجمع، بل هو جنسٌ حقُّهُ أن يقع على القليل والكثير، كالعسل والماء…
آخره:… وأما حرف التذكير؛ فليس في كلام فصيح وإنما يكون ذلك إذا نطق مَن تكلم بكلمة لا يريد أن يثبت، وقطع كلامه فيصل آخر تلك الكلمة بمدة تجانس حركتها، إنْ كان متحركاً، كما تقول في: قال، ويقول،… ويجوز أن يقال: إنك تجتلبها وتحذف الأولى، كما قيل في مدّة الأنكار، ولا يلي هذه الزيادة هاء السكت، بخلاف زيادة الأنكار، لأن هذه إنما تزاد إذا لم يقصد الوقف. تمَّ الْكِتَاب بعون الله وتوفيقه.
كتب هذا الشرح المبارك العبد الفقير إلى الله تعالى عبد القادر بن عمر البغدادي ( ). وكان بدء الكتابة في غرة ذي الحجة من سنة أربع وسبعين بعد الألف (1074 هـ) من الهجرة وكان ختمها في الخامس والعشرين من شهر ربيع الثاني من سنة خمس وسبعين وألف (1075 هـ) من نسخة صحيحة مُقابلة بنسخة الشريف الجرجاني، (ت 814 ـ 816 هـ/ 1413 م ( )) مع مراجعة أربع نسخ أخرى، مع تحري الصحة في عبارة الشارح والأحاديث، وكلام نهيج البلاغة، فالألفاظ اللغوية والأمثال، لا سيما أبيات الشواهد، وينبغي أن يُعتمد على الضبط بالقلم، فإنه عن مراجعته وقد شرحت شواهده في ثلاث مجلدات، وهي زهاء ألف بيت، وقد رأيت أن أذيّل هذا الشرح بتخريج الأحاديث التي وقعت فيه مع شرح مشكلها، وأضبط ألفاظ نهج البلاغة كذلك، فإني أشرح الأمثال وما فيها من ألفاظ غريبة تحتاج إلى الضبط باختصار أعانني الله عليه، أقول قولي هذا وأستغفر الله وأحمده، وأصلي على نبينا محمد وآله.
هذه صورة إجازة الشريف الجرجاني ( ). لمن قرأ عليه هذا الشرح:
إجازة
أحمده على جزيل نواله، وأصلي على نبيه محمد وصحبه وآله. وبعد؛ فإن صناعة الإعراب لا يخفى شأنها في رفعة مكانها، تجري من علوم الأدب مجرى الأساس، وتتنزل منها منزلة البرهان من القياس، وبها يتمّ ارتشاف الضرب، من تراكيب كلام العرب، بل هي مرقاة منصوبة إلى علم البيان، المُطلِع على نُكت نظْم القرآن، وأن شرح الكافية للعالم الكامل نجم الأئمة، وفاضل الأمة، محمد بن الحسن الرضي الأسترابادي، تغمده الله بغفرانه، وأسكنه بحبوحة جنانه، كتاب جليل الخطر، محمود الأثر، يحتوي من أصول هذا الفن على أمهاتها، ومن فروعه على نكاتها، قد جمع بين الدلائل والمباني وتقريرها، وبين تكثير المسائل والمعاني وتحريرها، وبالغ في توضيح المناسبات، وتوجيه المباحثات، حتى فاق بيانه على أقرانه، وجاء كتابه هذا كعِقدٍ نُظِمَ فيه جواهر الحِكم بزواهد الكلم، لكن وقع فيه تغييرات، وشيء كثير من المحو والإثبات، وبُدِلَ بذلك صُور نسخه تبديلا بحيث لا تجد إلى سيرتها سبيلاً، وإني مع ما مُنِيتُ من الإشغال، واختلال الحال، وانتكاس سوق الفضل والكمال، وانقراض عصر الرجال الذين كانوا محط الرحال، ومنبع الأفضال، ومدين الإقبال، ومجمع الآمال، وتلاطم أمواج الوسواس من غلبة أفواج الشوكة وظهور الفساد في البرِّ والبحرِّ بما كَسبت أيدي الناس، قد بذلتُ وُسعي في تصحيحه بقدر ما وفّى به حسِّي مع تلك العوائق، ووسعه مقدرتي مع موانع العلائق، فتصحَّحَ إلّا ما قلّ أو نَدَرَ، أو طغى به القلم أو زاغ البصر، وقد قرأه عليَّ من أوله إلى آخره؛ المولى الإمام والفاضل الهمام، زبدة أقرانه في زمانه، وأسوة الأفاضل في أوانه، محمد حاجي ابن الشيخ المرحوم السعيد عمر بن محمد الكيفاني، زيدت فضائله، كما طابت شمائله، قراءةَ بحثٍ وإتقانٍ، وكشفٍ وإيقان، وقد نقَّرَ فيها عن مُعضلاتِهِ، وكشف عن وجوه مخداراته.
هذا وقد أجزته أن يرويه عني مع سائر ما سمعه عليّ من الأحاديث، وفنون الأدب والأصولين، راجياً منه أن لا ينساني في خلواته، وفي دعواته، عقيب صلواته، لعل الله يجمعنا في جناته، ويتغمّدنا بمرضاته، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير، وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير. كتبه الفقير الحقير الجاني: علي بن محمد الحسيني الجرجاني ( ). وذلك بمحروسة سمرقند، سنة اثنتين وثمانمائة (802 هـ) تم.
كما تفتق المزن الكمام عن الزهر، فتبدي الدياجر جوهر الأنجم الزهر:
كمائمُ لفظٍ والمعاني أزاهر وصُبحُ بيانٍ تحت ليلٍ من الحبرِ
هذا وإن الأخ الفاضل عبد القادر البغدادي، لما له عندنا من الأيادي التي قدمها من حسن الظن الذي هو من بعض الظن فيها مرآة المرء مرآة أخيه، ومرأى فضائله منطبعة فيه، وإنها مما يؤمله ويرجيه، فطلب مني الإجازة لظنه أني ممن حصّل العلم وجازه، فلبيت دعوته الإجابة، وخلصته من رقّ الانتظار بالكتابة، فأجزته بما رويته عن مشايخي من الكتب الستة، وغيرها من العلوم العقلية والنقلية؛ بعدما قرأ الشفاء بتمامه، وبعض جامع البخاري، وفصل تأليفي مما رويته عن شيخي المعمر: حسن الكرخي ( )، عن السيوطي ( )، ومما رويته عن: ابن أولجاي الكردي ( )، عن المناوي ( )، ومما رويته عن: البرهان العلقمي ( )؛ عن أخيه شمس الدين ( )، عن السيوطي، وعن شيخي: محمد ( )، عن القاضي زكريا الأنصاري ( )، ومما رويته عن والدي ( )، عن ابن حجر الهيتمي ( )، وعن السيد عيسى الصفوي ( )، ومما رويته عن سعد الدين ( )، عن خاتمة المفسرين أبي السعود العمادي ( )، عن مؤيد زاده ( )، عن الجلال الدواني ( )، ومما لي من تأليف ومنثور ومنظوم، ومما قرأته على خالي سيبويه زمانه: أبو بكر الشنواني ( )، وأجزته أنْ يروي ذلك عني، وَيُقْرِئَهُ نَفَعَ اللهُ بِهِ، ونَفَعَهُ بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ.
كتبه الفقير أحمد شهاب الدين الخفاجي ( ).
ملاحظات: مخطوطة خزائنية محققة أكاديمياًّ، ومدقَّقة ومُقارنة على أربع مخطوطات غير مخطوطة الأصل، وشواهدها مُخرّجة. الناسخ: عبد القادر بن عمر البغدادي ( ). ويوجد في أولها فهرست في 4 صفحات، وفي آخرها فوائد تتضمن إجازة الجرجاني لمن قرأ عليه هذا الكتاب، وإجازة للبغدادي؛ كل إجازة في صفحة مستقلة. تاريخ النسخ: 25 ربيع الثاني سنة 1075 هـ/ 1664 م. الوضع العام: خطّ النَّسْخ الواضح المضبوط بالحركات، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة، وكافة الصفحات لها إطارات باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش وبين السطور تصحيحات وتعليقات وشروح وتخريج للشواهد، والمتن مسبوق بكلمة قوله، وهي مميزة بخطوط حمراء اللون فوقها، والغلاف جلد عثماني، وعَليه تملّك كتخدا زاده محمد قاضياً بمصر سنة 1133 هـ/ 1720م. وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 54088.