مخطوطة – بيان المختصر

عنوان المخطوط: بيان المختصر ( ).
المؤلف: محمود بن عبد الرحمن، الأصفهاني، الشافعي ت 749هـ/ 1349م ( ).
عدد الأوراق: 196، المقاييس: 270 × 196 ـ 187 × 122، عدد الأسطر: (31).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أظهر بدائع مصنوعاته على أحسن النظام، وخصّص من بينها نوع الإنسان بمزيد الطول والإنعام، وهدى أهل السعادة منهم للإيمان والإِسْلام، وأرشدهم طريقَ معرِفة استنباطِ قواعدِ الأحكام، ليباشروا الحلالَ منها ويُجانبوا عن الحرام…
أما بعد: فقد تطابق قاضي العقل وهو لا يبدَّل ولا يُعزَل، وشاهد الشرع وهو المُزكي المعدَّل، على أن أرجح المطالب، وأربح المكاسب، وأعظم المواهب، وأكرم الرغائب؛ هو العلم؛ لأنه عمل القلب الذي هو أشرف الأعضاء، وسعي العقل الذي هو أعز الأشياء… وكان علم أصول الفقه من جملتها في الرتبة العظمى، والدرجة العليا، إذ جمع فيه الرأي والشرع، واصطُحِبَ فيه العَقْلُ والسّمعُ، وممّا صُنِّفَ فيه من الكُتُبِ الشريفة، والزُّبر اللطيفة: مُختَصر مُنتهى السول والأمل في علمي الأصول والجدل، من مُصنفات الإمام الفاضل المُحقِّق العلامة، جمال الدين أبي عمرو، عثمان بن عمرو المالكي، المعروف بابن الحاجب، تغمَّده الله بغفرانه، وكَسَاهُ حُلَلَ رضْوانِه، كتابٌ صغيرُ الحَجْمِ، وجِيْزُ النَّظْمِ، غزيرُ العِلم، كبيرُ الاسم، مُشتمِلٌ على مَحْضِ الْمُهِمِّ، فتصدَّيتُ لأن أشرَحَهُ شرحاً يُبَيِّنُ حَقائِقَهُ، ويُوضح دقائقَهُ، ويذلِّلُ من اللفْظِ صِعابَه، ويكشِفُ عن وجْه المعاني نقابه، مُقتصداً غير مختصر اختصاراً يؤدّي إلى الإخلال، ولا مطنب إطناباً يُفضي إلى الْمَلال، ساعياً في حلِّ مُشكلاتهِ، وفتْح مُعضلاتهِ، وتقرير معاقده، ودفْع الشُّبُهات الواردة على مقاصدِهِ. وأُسمِّيه: بيان المختصر… قوله: وينحصر. أي: المختصر لا الأصول، لأن هذه القسمة قِسمة الكلِّ إلى أجزائه… أقول: قيل في بيان انحصاره فيها: إن لكل علمٍ مبادئَ ومسائلَ وموضوعاً…
آخره:… الأَمَارَاتِ الْمُفْضِيَةَ إلى التَّصْدِيقَاتِ كَمَا يَقَعُ التَّعَارُضُ فِيهَا، وَيُرَجَّحُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، كَذَلِكَ الْحُدُودُ السَّمْعِيَّةُ يَقَعُ التَّعَارُضُ فِيهَا. وَيُرَجَّحُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ… ويُرَجَّحُ أيضاً أَحَدُ التَّعْرِيفَيْنِ على الآخر بدرء الحدّ، بأن يلزم من العمل به درء الْحَدِّ، دون العمل بالآخر، ويتركب من الترجيحات في المركبات والحدود أمور لا تنحصر، وذلك بأن يكون أحد الدليلين، أو أحد التعريفين مشتملاً على جهتين من جهات الترجيح؛ أو أكثر، والآخر مشتملاً على أقل؛ أو مثله، وفيما ذكرنا من الجهات المفردة إرشاد لما يتركب منها. <وَاللهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَاب؛ وَإلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآب>. والْحَمْدُ للهِ أوَّلاً وآخِراً، وصلى الله على محمد النبي وآله الطيبين، وعترته الطاهرين، وصحبه المنتجبين.
وافق الفراغ من تعليق هذا الكتاب يوم الاثنين غرة شهر الله الحرام ذي الحجة، حجة سبع وأربعين وسبعمائة (747) بدمشق المحروسة بالسميساطية ( ). رحم الله بانيها. على يد العبد الفقير إلى الله تعالى: عمر بن الحسين العباسي، عفا الله عنهما وعن سائر المسلمين برحمته إنه أرحم الراحمين.
ملاحظات: مخطوطة مكتوبة أثناء حياة المؤلف. الناسخ: عمر بن الحسين العباسي. تاريخ النسخ: يوم الاثنين غرة ذي الحجة سنة 747 هـ/ 1346م. الوضع العام: خطّ النَّسْخ، وكلمة: قال؛ قوله، وأقول؛ مكتوبة باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات. وعلى هامشه منتخب من شرح العضد الإيجي على المختصر، وعَليه خاتم تملّك عبد الله نائلي ( ) سنة 1164هـ/ 1751م، والغلاف جلد، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 49925.