مخطوطة – عالم الأنوار وعلم الأسرار، تعليقة ابن عبد الغني على تفسير الْبَيْضَاوِي

عنوان المخطوط: عالم الأنوار وعلم الأسرار، تعليقة ابن عبد الغني على تفسير الْبَيْضَاوِي ( ).
المؤلف: محمد بن عبد الغني بن (ميرشاه) أمير پادشاه جمال الدين الأَرْدَبيلي، غني زاده، الحنفي، نادري ت 1036 هـ/ 1627م ( ).
عدد الأوراق: 590، المقاييس: 257 × 167 ـ 194 × 093، عدد الأسطر: (27).
أوله: الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان، وألهمه البينات من الهدى والفرقان، ولم يكن قبل ذلك شيئاً مذكوراً، هداه بلوامع أنوار التنزيل، إلى مخادع أسرار التأويل، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، فطوبى لمن اهتدى وعمل صالحاً، والصلاة على النبي العربي الأمين… أما بعد: فيقول العبد الفقير محمد بن عبد الغني عاملهما الله تعالى بفضله السّنيّ: إن أنفع المطالب الدينية غايةً ومآلاً، وأرفع المآرب اليقينية بهجةً وكمالاً، بل أنفس ما يتنافس فيه أهل الوبر والمَدَر، وأجلّ ما تُصرّف لأجله جميع القوى والقدر هو علم التفسير الكشاف عن حقائق التنزيل، والوِزان لعيون الأقاويل بكفَّتي التحقيق والتأويل، الكامل في إرشاد العباد إلى معالم الأنوار، والكافل بتيسير كشف الغواشي عن عيونهم في مدارك الأسرار، مَن تشبّث به فقد استمسَك بالعُروة الوثقى، ومَن طوى عنه الكشْحَ فقد استحقّ من الله سُحقا، ولعمري إنه المرقاةُ المنصوبة على أعلى قُنَنِ اليقين، والذريعة الموصلة إلى الحشر مع النبيين والصديقين… ولما كان الكشاف يجري منها مجرى الغُرة من الكميت، وقد انحسمت به مواد الأسف بحيث لا نقول: ليت، كتاب اعترف بسمو مرتبته أجِلّ أعيان الملّة… كذلك مختصره المسمى: بأنوار التنزيل كأنه مرآة لمشاهدة وجوه التفسير والتأويل، احتوى على مهمات: الكشاف، مع زوائد حسان من أبكار أفكارٍ لم يطمثهن إنس قبل ولا جان، تفرّد بكثرة المعاني مع نهاية الإيجاز، بحيث تلوحُ عليه محائلُ السِّحر، ودلائلُ الإعجاز… لكن لم يتّفق له حاشية تناسبه في التحقيق والتدقيق، وتقاربه في تنزيل كلّ كلمة على ما هو بها حقيق، نعم قد كانت بعضُها محرزةً لتلك الفضيلة، غير أنها أتت بتراء فلم تُحِطْ بما فيه من الفوائد الجزيلة… فطفقت أبذل للطالبين ما استنبطته من مخزونات فِقره، وأنثر على الراغبين ما استخرجت من مكنونات دُرَره، وأُحرّر ما لاح بالبال أثناء ذلك، سالكاً في التعبير عنه أقوم المسالك… لأن التصنيف في هذا العصر يُعدُّ شيئاً نُكراً، كيف لا وقد غلب على أغلب أهله الجهل بحيث لا يميزنَّ في عالَم العِلم بين الجبل والسهل، وأما علماؤه فلم يتخلّصوا عن رذيلة الحسد، ولذا تراهم في البحث يُصِرون على العناد واللدَد، بل لم يخرج عن ربقة التقليد أعناقهم حتى تسرح في حدائق التحقيق أحداقهم، إلّا شرذمة قليلة من الأفراد، عاملهم الله في الدارين بالإسعاد، وكلَّما كرَّرتُ مُدافعة الأصحاب تكرّر منهم الإلحاح، وتيقّنت بالآخرة أنه لا بُدّ لمراهم من الإنجاح، فشرعتُ فيه مُتوكلاً على المُعين العلام، متشبثاً بذيل سيدنا محمد عليه السلام، مستمداً من روحانية الأسلاف، مُستفيدا من مُناظرة أذكياء الأخلاف، وشرطتُ على نفسي أن أضرِبَ الصفح عن الظواهر، واقتحمَ المعارك التي تصادمت فيها كتائب الخواطر… مع تحقيق لمواضع من الكشاف زلّت فيها أقدام الأفهام، وتنوير لمواقع من شروحه تراكمت عليها ظلمات الأوهام… ولله الحمد على ما أولاني بلُطفه الجسيم من عوارف معارفه المخزونة في كتابه الكريم، ثم إنه لم يتيسَّر لي هذا الخطبُ الخطير إلا بيُمن دولة مَن استأثر بالفضل الغزير، ذلك السلطان الذي أطنّ مسمع العالم بصيت إجلاله، وأنام الأنام في ظِلّ عدْله تحت سُرادقات أفضاله، أطلع في سماء الغزو من سيفه اللامع سراجاً وهّاجاً، وأنزل لإغراق العدوِّ من مُعصراتِ نِباله ماءً من النصال ثجاجاً، ناشراً ألوية الولاية في الآفاق، مالك سرير الخلافة بالإرث والاستحقاق، كاسر الأكاسرة وقهرمان القروم، مولى مُلوك العرب والعجم والروم، مُجري أحكام الشريعة في البلاد، ظِلّ الله الظليل على مفارق العباد، ذي المغازي التي تُتلى آياتُها البينات في المشاهد، وتُروى أحاديثها الصِّحاح عن مُقاتل ومُجاهد، ما حُلّيت الخناصر بالخواتم إلّا لأنها تنعقد عليه، ولا زُيّنت الأحداقُ بكُحل الجواهر إلا لأنها ترنو إليه… مُرغم أنوف الفراعنة، مُعفّر تيجان الجبابرة، مُجدّد المجد المبين في رأس المائة العاشرة، الإمام المعتصم بالعِصمة الربانية، والخليفة المقتدر بالقدرة السُّبحانية، خادم الحرمين الشريفين، وحارسهما عن شوائب الشين، السلطان ابن السلطان، مفخر سلاطين آل عثمان، السلطان أحمد خان ابن السلطان محمد خان، خلّد الله تعالى سلطنته إلى آخر الزمان… وقد شملني إنعامه مع ما بي من الحقارة، ثم أشار إليَّ لتتميم الحواشي ونِعْمَت الإشارة، فلبّيتُ دعوته الشريفة بلسان الابتهال، وتلقيت أمرَه الأعلى بالمبادرة إلى الامتثال، وها أنا أشرع في ذلك بعزم جديد، إذ كشف عني غِطاء الغمِّ فبصري اليوم حديد، ولما كان هذا التأليف الجزيل: حواشي أنوار التزيل وأسرار التأويل، نويتُ أن أُسميَهُ بعد إتمامه بتوفيق الله سبحانه وإنعامه: عالم الأنوار وعلم الأسرار. وأرجو من الملك العلام أن يمُنّ على هذا العبد العاجز بتيسير الإتمام، وما توفيقي إلا بالله، إنه قريب مجيب، وهو حَسْبِيَ ونعم الوكيل، عليه توكلت وإليه أنيب. قوله: سورة فاتحة الكتاب: لنا في هذا المقام ثلاثة مباحث…
آخره:… فينبغي للمُحقق أن لا يخطّئ أحدَ الفريقين، وتخطئة كل واحد منهم الآخر خطأ مَحْض، واقتصار المصنف على ما اختاره قُصورٌ في التحقيق، وكذا حال <صاحب الإرشاد> ( )، وغيره، ثم إن قوله: ثم إنه لا اختصاص للنهي إلخ.. غير مسلّم ولا يثبت بتلك الآية، فإن للخصم أنْ يقولَ: الخطاب فيها أيضا للأمة، ويتوقع منهم الجهل.
وقع الفراغ من تنميقه في غرة رجب الأصم ( ) من شهور سنة ثمان وثلاثين بعد الألف بمدينة قسطنطينية حُفّت بالشعائر الدينية، حرّره الفقير محمود بن خضر القاضي مؤقتاً بخواص أخي چَلَبِيْ، عفا الله عنهما، بجاه نبيه الأمين صلى الله عليه وصحبه وسلم.
ملاحظات: قوبلت على نسخة المُصنف بالتمام والكمال بتوفيق المتعال. الناسخ: القاضي محمد بن خضر. تاريخ النسخ: 1038 هـ/ 1629م. الوضع العام: خطّ النَّسْخ المضبوط بالحركات، والعناوين وكلمة <قوله>؛ مكتوبة باللون الأحمر، والمتن مميز بخطوط حمراء فوقه، وتوجد على الهوامش إشارات إلى الحواشي والشروح مكتوبة باللون الأحمر، ولوحة البداية مذهبة وملونة، وجميع الصفحات لها إطارات حمراء اللون، والغلاف جلد عثماني مُذهّب من الداخل والخارج، تملّكه بالاستكتاب مصطفى قاضياً بعساكر روم إيلي، وعَليه تملّك الحاج حسن، وتملك أبي الفضل محمود، الشهير بقره چَلَبِيْ زاده ( )، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 46792.

رمز المنتج: mrgp162 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

العنوان

عالم الأنوار وعلم الأسرار، تعليقة ابن عبد الغني على تفسير الْبَيْضَاوِي

المؤلف

محمد بن عبد الغني بن (ميرشاه) أمير پادشاه جمال الدين الأَرْدَبيلي، غني زاده، الحنفي، نادري ت 1036 هـ/ 1627م

رقم المخطوطة

136

عدد الأوراق

590

عدد الأسطر

27

تاريخ النسخ

1038 هـ/ 1629م

الناسخ

القاضي محمد بن خضر

المقاييس

257 × 167 ـ 194 × 093

أوله

الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان، وألهمه البينات من الهدى والفرقان، ولم يكن قبل ذلك شيئاً مذكوراً، هداه بلوامع أنوار التنزيل، إلى مخادع أسرار التأويل، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، فطوبى لمن اهتدى وعمل صالحاً، والصلاة على النبي العربي الأمين… أما بعد: فيقول العبد الفقير محمد بن عبد الغني عاملهما الله تعالى بفضله السّنيّ: إن أنفع المطالب الدينية غايةً ومآلاً، وأرفع المآرب اليقينية بهجةً وكمالاً، بل أنفس ما يتنافس فيه أهل الوبر والمَدَر، وأجلّ ما تُصرّف لأجله جميع القوى والقدر هو علم التفسير الكشاف عن حقائق التنزيل، والوِزان لعيون الأقاويل بكفَّتي التحقيق والتأويل، الكامل في إرشاد العباد إلى معالم الأنوار، والكافل بتيسير كشف الغواشي عن عيونهم في مدارك الأسرار، مَن تشبّث به فقد استمسَك بالعُروة الوثقى، ومَن طوى عنه الكشْحَ فقد استحقّ من الله سُحقا، ولعمري إنه المرقاةُ المنصوبة على أعلى قُنَنِ اليقين، والذريعة الموصلة إلى الحشر مع النبيين والصديقين… ولما كان الكشاف يجري منها مجرى الغُرة من الكميت، وقد انحسمت به مواد الأسف بحيث لا نقول: ليت، كتاب اعترف بسمو مرتبته أجِلّ أعيان الملّة… كذلك مختصره المسمى: بأنوار التنزيل كأنه مرآة لمشاهدة وجوه التفسير والتأويل، احتوى على مهمات: الكشاف، مع زوائد حسان من أبكار أفكارٍ لم يطمثهن إنس قبل ولا جان، تفرّد بكثرة المعاني مع نهاية الإيجاز، بحيث تلوحُ عليه محائلُ السِّحر، ودلائلُ الإعجاز… لكن لم يتّفق له حاشية تناسبه في التحقيق والتدقيق، وتقاربه في تنزيل كلّ كلمة على ما هو بها حقيق، نعم قد كانت بعضُها محرزةً لتلك الفضيلة، غير أنها أتت بتراء فلم تُحِطْ بما فيه من الفوائد الجزيلة… فطفقت أبذل للطالبين ما استنبطته من مخزونات فِقره، وأنثر على الراغبين ما استخرجت من مكنونات دُرَره، وأُحرّر ما لاح بالبال أثناء ذلك، سالكاً في التعبير عنه أقوم المسالك… لأن التصنيف في هذا العصر يُعدُّ شيئاً نُكراً، كيف لا وقد غلب على أغلب أهله الجهل بحيث لا يميزنَّ في عالَم العِلم بين الجبل والسهل، وأما علماؤه فلم يتخلّصوا عن رذيلة الحسد، ولذا تراهم في البحث يُصِرون على العناد واللدَد، بل لم يخرج عن ربقة التقليد أعناقهم حتى تسرح في حدائق التحقيق أحداقهم، إلّا شرذمة قليلة من الأفراد، عاملهم الله في الدارين بالإسعاد، وكلَّما كرَّرتُ مُدافعة الأصحاب تكرّر منهم الإلحاح، وتيقّنت بالآخرة أنه لا بُدّ لمراهم من الإنجاح، فشرعتُ فيه مُتوكلاً على المُعين العلام، متشبثاً بذيل سيدنا محمد عليه السلام، مستمداً من روحانية الأسلاف، مُستفيدا من مُناظرة أذكياء الأخلاف، وشرطتُ على نفسي أن أضرِبَ الصفح عن الظواهر، واقتحمَ المعارك التي تصادمت فيها كتائب الخواطر… مع تحقيق لمواضع من الكشاف زلّت فيها أقدام الأفهام، وتنوير لمواقع من شروحه تراكمت عليها ظلمات الأوهام… ولله الحمد على ما أولاني بلُطفه الجسيم من عوارف معارفه المخزونة في كتابه الكريم، ثم إنه لم يتيسَّر لي هذا الخطبُ الخطير إلا بيُمن دولة مَن استأثر بالفضل الغزير، ذلك السلطان الذي أطنّ مسمع العالم بصيت إجلاله، وأنام الأنام في ظِلّ عدْله تحت سُرادقات أفضاله، أطلع في سماء الغزو من سيفه اللامع سراجاً وهّاجاً، وأنزل لإغراق العدوِّ من مُعصراتِ نِباله ماءً من النصال ثجاجاً، ناشراً ألوية الولاية في الآفاق، مالك سرير الخلافة بالإرث والاستحقاق، كاسر الأكاسرة وقهرمان القروم، مولى مُلوك العرب والعجم والروم، مُجري أحكام الشريعة في البلاد، ظِلّ الله الظليل على مفارق العباد، ذي المغازي التي تُتلى آياتُها البينات في المشاهد، وتُروى أحاديثها الصِّحاح عن مُقاتل ومُجاهد، ما حُلّيت الخناصر بالخواتم إلّا لأنها تنعقد عليه، ولا زُيّنت الأحداقُ بكُحل الجواهر إلا لأنها ترنو إليه… مُرغم أنوف الفراعنة، مُعفّر تيجان الجبابرة، مُجدّد المجد المبين في رأس المائة العاشرة، الإمام المعتصم بالعِصمة الربانية، والخليفة المقتدر بالقدرة السُّبحانية، خادم الحرمين الشريفين، وحارسهما عن شوائب الشين، السلطان ابن السلطان، مفخر سلاطين آل عثمان، السلطان أحمد خان ابن السلطان محمد خان، خلّد الله تعالى سلطنته إلى آخر الزمان… وقد شملني إنعامه مع ما بي من الحقارة، ثم أشار إليَّ لتتميم الحواشي ونِعْمَت الإشارة، فلبّيتُ دعوته الشريفة بلسان الابتهال، وتلقيت أمرَه الأعلى بالمبادرة إلى الامتثال، وها أنا أشرع في ذلك بعزم جديد، إذ كشف عني غِطاء الغمِّ فبصري اليوم حديد، ولما كان هذا التأليف الجزيل: حواشي أنوار التزيل وأسرار التأويل، نويتُ أن أُسميَهُ بعد إتمامه بتوفيق الله سبحانه وإنعامه: عالم الأنوار وعلم الأسرار. وأرجو من الملك العلام أن يمُنّ على هذا العبد العاجز بتيسير الإتمام، وما توفيقي إلا بالله، إنه قريب مجيب، وهو حَسْبِيَ ونعم الوكيل، عليه توكلت وإليه أنيب. قوله: سورة فاتحة الكتاب: لنا في هذا المقام ثلاثة مباحث…

آخره

… فينبغي للمُحقق أن لا يخطّئ أحدَ الفريقين، وتخطئة كل واحد منهم الآخر خطأ مَحْض، واقتصار المصنف على ما اختاره قُصورٌ في التحقيق، وكذا حال <صاحب الإرشاد> ( )، وغيره، ثم إن قوله: ثم إنه لا اختصاص للنهي إلخ.. غير مسلّم ولا يثبت بتلك الآية، فإن للخصم أنْ يقولَ: الخطاب فيها أيضا للأمة، ويتوقع منهم الجهل.

الوضع العام

خطّ النَّسْخ المضبوط بالحركات، والعناوين وكلمة <قوله>؛ مكتوبة باللون الأحمر، والمتن مميز بخطوط حمراء فوقه، وتوجد على الهوامش إشارات إلى الحواشي والشروح مكتوبة باللون الأحمر، ولوحة البداية مذهبة وملونة، وجميع الصفحات لها إطارات حمراء اللون، والغلاف جلد عثماني مُذهّب من الداخل والخارج، تملّكه بالاستكتاب مصطفى قاضياً بعساكر روم إيلي، وعَليه تملّك الحاج حسن، وتملك أبي الفضل محمود، الشهير بقره چَلَبِيْ زاده ( )، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 46792.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “مخطوطة – عالم الأنوار وعلم الأسرار، تعليقة ابن عبد الغني على تفسير الْبَيْضَاوِي”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *