نهاية الداعية الممكن والممتنع في أدوار المثقفين

ما زال موضوع هذا الكتاب راهناً بعد اثني عشر عاماً على كتابته وتسعة أعوام على صدور الطبعة الأولى منه ومضمونه النقدي مشروعاً في ما نزعم. ربما بدت نبرة النقد في حينها فيه عاليةً وحادةً نسبياً لكنها- في ما نقدّر اليوم – كانت ضرورية ومشروعة ضرورية لإحداث الصدمة الإيجابية في وعي المثقفين من أجل إعادة التفكير في يقينياتٍ بالية ما عادت مقنعة ومشروعة لأن كمية الادعاءات التي انطوى عليها خطاب المثقف، وكمية الأوهام والأساطير التي كونّها عن نفسه، كانت تستدعي – حكماً – درجةً عالية من النقد توازنها وتنقضها. على أن هذه الحدة، وإن تسلّل الكثير من مفرداتها إلى لغة الكتاب، لم تجانب تقاليد النقد الموضوعي ولا أمعنت في مساجلة أيديولوجية مصروفة لتصفية حسابات أو لتهشيم صورة المثقف كما قد يُظن. لقد كتب المؤلف ما كتبه وهو ينتمي إلى هذه الفئة، وهو وإن قسى على المثقفين، فإن ما يشفع له، هو أنه قسى على نفسه بالتبعة، وبهذا يكون نقده للمثقفين هو نقد ذاتي في الوقت نفسه. ليس هذا الكتاب هجوماً على المثقف كما قد يُظن، بل هو دفاع صادق عنه ضد الداعية، أو بقايا الداعية فيه.

شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

المؤلف

د. عبد الإله بلقزيز

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “نهاية الداعية الممكن والممتنع في أدوار المثقفين”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *