أهداف التغريب في العالم الإسلامي لـ أنور الجندي

نبذة عن كتاب أهداف التغريب في العالم الإسلامي لـ أنور الجندي

التغريب مصطلح استعمله الاستشراق الغربي للتعبير عن الخطة التي تقوم بها القوى ذات النفوذ السياسي الخارجي في حمل العالم الإسلامي على الانصهار في مفاهيم الغرب وحضارته, والعمل على إخراج المسلمين من هويتهم الإسلامية التي أقامها الإسلام من خلال مجتمعهم وكيانهم ووجودهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي, وصهرهم في بوتقة الغرب. والهدف هو القضاء على الوجهة الإسلامية الأصيلة بإدخال عناصر غريبة عليها, لتحويلها عن طبيعتها ووجهتها, على نحو يقضي على تميزها الخاص, ويجعلها قريبة من المفهوم المسيحي الغربي. وقد جاءت التجربة التركية دليلا وهاديا لحركة التغريب بهدف تطبيقها في البلاد العربية والإسلامية من حيث الانفصال عن التاريخ واللغة والثقافة, وقد جرى بذل الجهود المكثفة في عملية التغريب عن طريق التعليم والصحافة أساسا. وبالحيلولة دون قيام الوحدة الإسلامية التي تمثل الخطر الأكبر والتي جرى العمل لمقاومته منذ وقت بعيد بتثبيت قوائم الإقليميات والقوميات, على أمل ان تتمزق وحدة العالم الإسلامي السياسية والفكرية, وبذلك تعكس كل وحدة منها التأثيرات الأوربية على طريقتها الخاصة, أي بالخضوع إلى الثقافات الفرنسية والانجليزية والأمريكية, وكل لها ولاؤها المنفصل. ويطمع دعاة التغريب إلى تغيير الموازين الدينية والتعاليم الأخلاقية على نحو يقربها من الموازين الغربية التي هي في الوقت نفسه متمثلة في التعاليم الأخلاقية للكنيسة المسيحية وذلك على حد تعبير (هاملتون جب) في كتابه (وجهة الإسلام).