العنوان |
البهائيه |
---|---|
المؤلف |
طلعت زهران السكندري |
اللغة |
العربیة |
الناشر |
سايت بهائي پژوهي |
مجلد |
1 |
البهائية
اشارة:
المؤلف: طلعت زهران السكندري
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم رفعت عائلة بهائية مصرية قضية لدي محكمة القضاء الإداري اشتكت من إجبار ضباط مصلحة الأحوال الشخصية أفرادها علي تسجيل ديانتهم كمسلمين في هوية الأحوال المدنية ورفض تسجيلهم كبهائيين. وقد حكمت المحكمة في جلسة يوم الثلاثاء 4 / 4 / 2006، برئاسة القاضي فاروق عبد القادر بحق العائلة بتسجيل ديانتها كما تشاء، وبحق البهائيين في تسجيل ديانتهم في أوراقهم الرسمية ومنع إجبارهم تسجيل أنفسهم مسلمين. والطلب من وزارة الداخلية تثبيت ذلك في أوراقهم الرسمية. ويترتب علي هذا إثبات صفة «بهائي» في خانة الديانة بالوثائق الرسمية، والسماح بعودة المحافل البهائية التي أغلقها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1960م. وأشادت المنظمة المصرية بالقرار و وصفته بـ انتصار حقيقي لحرية الدين والمعتقد التي يكفلها الدستور واتفاقيات حقوق الإنسان “. وكانت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ومنظمات حقوقية قد طالبت الحكومة المصرية مرات عديدة بإلغاء التمييز ضد البهائيين، باعتباره انتهاكاً للعهود الدولية لحقوق الإنسان. وقد رفض علماء أزهريون القرارَ، وأكدوا أنه يمثل انتكاسةً قضائيةً يجب التراجع عنها فورًا؛ لأن الإسلام لا يعترف بالبهائية، وهي ديانةٌ وضعيةٌ أَلصقت نفسها بالإسلام. كما أن الحكم يخالف الدستور المصري، الذي ينص علي أن الدين الرسمي للدولة المصرية هو الإسلام. كما انتقد الدكتور عبد المعطي بيومي- عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر- هذا الحكم أيضًا، وقال: إن ما أقدمت عليه محكمة القضاء الإداري يخالف قواعد الدين الإسلامي ومبادئ الشريعة، وأضاف أنه رغم أن الإسلام أتاحَ الحريةَ في اعتناق الديانات، فمن شاء أن يؤمن فليؤمن، ومن شاء أن يكفر فليكفر… إلا أن هذا لا يُبيح لمحكمة أن تُصدر قرارًا يَعترف بديانةٍ ليست موجودةً من الأصل ولم تنزل بها رسالةٌ من السماء. تعريف البهائية
ديانة منحرفة أسستها طائفة خرجت في إيران، جعلت لها كتاباً بدل القرآن سموه: البيان ، وكتابا آخر اسمه: الأقدس ، وهم يعتقدون أن البيان والأقدس أفضل من القرآن، وإنهما ناسخان له ، وأن قول الله: (خَلَقَ الأِنْسَانَ – عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) [الرحمن:3-4]، أي: علَّمه كتاب الميرزا البهائي الذي ألفه، ومقرهم في عكا، ولهم انتشار في الولايات المتحدة وغرب أوروبا. وقد اتفق علماء المسلمين علي تكفيرهم، وكذلك كفرهم علماء الروافض في عصرهم. «وقد انشقت البهائية عن البابيةِ الضَّالة المنحرفة لتصبح ديناً مستقلا» تعريف بالبابية
تأسست البابية في إيران علي يد الميرزا “علي بن محمد رضا الشيرازي”، الذي ظهر حوالي سنة 1817م بكربلاء في العراق. وهو رجل مجهول الأصل والمولد والمنشأ. ويذكر بعض الباحثين أن الذي أظهر البابية هو قسيس نصراني – ادعي أن اسمه كاظم الرشتي – ورشت قرية من قري إيران بالرغم من أن أهل رشت لا يعرفون عنه شيئًا. وقد استغل من مبادئ الشيعة الإثني عشرية فكرة الغائب بالسرداب المنتظر فعمل علي إيجاد شخص يضفي عليه هذا اللقب؛ ليصل بواسطة هذا الباب إلي كل ما يريد. وقد ادّعي أن الشخص الجديد هو باب الله، وروّج له الروس علي أنه هو المهدي المنتظر، ثم وصل به الحال إلي ادعاء النبوة والرسالة مستغلا هو وأصدقاؤه من الروس جهل الناس بأحكام الإسلام. واتخذ الرشتي لنفسه مجلسًا، واستطاع أن يستميل إليه بعض ذوي النفوس المنحرفة والقلوب المريضة وجعلهم تلاميذ له. وكان من أخبث هؤلاء رجل يقال له: حسين البشروئي – من بشرويه إحدي قري خراسان أضفي عليه المدعو كاظم الرشتي لقب كبير التلاميذ واختاره ليكون المنفذ الحقيقي لهذه المؤامرة البشعة ولقبه باب الباب. ومن أخطر هؤلاء التلاميذ امرأة أصلها من الشيعة الإثني عشرية كانت تسمي فاطمة بنت صالح القزويني، كانت بارعة الجمال فلقبها أبوها بلقب زرين تاج؛ لأنها كانت ذات شعر ذهبي. زوجها أبوها وهي صغيرة من ابن عم لها، فنفرت منه وانفصلت عنه واتصلت بكاظم الرشتي بالمراسلة، ونشط هو في مكاتبتها؛ إذ وجد فيها ضالة منشودة له. ولقبها في رسائله لها بأنها: قرة العين: ودعاها إلي ترك قزوين والحضور إلي كربلاء غير أنه هلك قبل وصولها إليه. وما أن وصلت إلي كربلاء حتي تلقفها حسين البشروئي وبقية تلاميذ الرشتي. وقد صارت أجرأ هؤلاء التلاميذ علي إعلان الخروج علي الإسلام والدعوة إلي الشيوعية في النساء، ولما أخذت تطبق هذا الأمر علنًا مع بعض تلاميذ الرشتي أطلقوا عليها لقب الطاهرة. وكان من بين تلاميذ الرشتي شاب يقال له علي محمد الشيرازي، المولود بشيراز عام 1819م، وقد توفي والده وهو صغير فكفله خاله علي الشيرازي، ثم رحل به خاله إلي ثغر (بوشهر) علي ساحل الخليج في مقابلة الكويت وافتتح له متجرًا هناك وقد لاحظ خاله أنه بدأ ينحرف عن مذهب الإثني عشرية وقد أصابته لوثة عقلية كانت تعتريه في بعض الأحيان فرأي خاله أن يبعثه إلي كربلاء وسنه إذ ذاك عشرون عامًا فبصر به بعض تلامذة الرشتي وحملوه إلي أستاذهم الذي أخذ يوصي إليه بقرب ظهور المهدي ويدس له من يملأ نفسه بأنه الباب. ولما مات الرشتي توجه إلي شيراز فأقام حسين البشروئي (قرة العين) مقام الرشتي في التدريس لتلاميذ الرشتي بكربلاء وكانت قد اصطفت لنفسها من بينهم رجلاً قوياً يقال له محمد علي البارفروشي ولقبوه القدوس. وقد توجه البشروئي إلي شيراز ولحق بعلي محمد الشيرازي وأخذ يستغل سذاجة هذا الشاب وغروره فواصل الاجتماع به وأوهمه أنه يوشك أن يكون له شأن وأنه علم من شيخه الرشتي الإشارة إلي أن علي محمد الشيرازي يمكن أن يكون هو الباب وأن البشروئي هو باب الباب ولم يزل به حتي أعلن هذا الشاب المغرور في شيراز أنه باب المهدي. وسارع حسين البشروئي؛ ليبشر بقية التلاميذ بظهور الباب وأعلن أنه هو باب الباب. وقد ظهر أن وراء هذه العصابة الجاسوس الروسي ” كنياز دالكوركي”، الذي كانت وظيفته الظاهرة مترجماً بالسفارة الروسية في طهران، تظاهر أنه اعتنق الإسلام وأخذ يلازم مجلس كاظم “الرشتي ” ويغرس هذه الشجرة الملعونة في أرض الأمة الإسلامية وقد لعب دورًا خطيرًا في ضم مجموعة من الرجال إلي هذه العصابة؛ إذ جلب لها رجلاً يقال له: حسين علي المازندراني و المولود بطهران عام 1233هـ، وقد أوصي إليه هذا الجاسوس بعد ذلك بدعوي الألوهية والتلقب بالبهاء. واستعمله مخلب القط لكل ما يريد. كما ضم إلي هذه العصابة يحيي المازندراني الأخ غير الشقيق لحسين علي ولقبه بعد ذلك بصبح الأزل. رغم انضمام “حسين علي” لدعوة “الباب الشيرازي”. فإن الأخير لم يعتبره من “حروف حي” وهم الأشخاص الذين يشكلون صفوة الزعامة لدعوة البابية الضالة؛ ما دفع “حسين علي” إلي الحقد علي “الباب” وتحين الفرص للانشقاق وهو ما حدث بالفعل. ويقول هذا الجاسوس الروسي في مذكراته التي نشرت في مجلة الشرق “السوفيتية” سنة 1925م: “والخلاصة أني خرجت حسب الأمر في أواخر سبتمبر إلي العتبات العاليات وفي لباس الروحانية باسم “الشيخ عيسي اللنكراني”. ووردت كربلاء المقدسة. ويقول: وكان بقرب منزلي طالب علم يسمي السيد علي محمد من أهل شيراز صادقته بحرارة، وكان يضيفني وكنا نشرب الحشيش. ثم يستمر هذا الجاسوس في مذكراته فيقول: سأل طالب تبريزي يوماً السيد كاظم الرشتي في مجلس تدريسه فقال: أيها السيد: أين صاحب الأمر الآن؟ فقال السند: أنا ما أدري ولعله هنا ولكني لا أعرفه. ثم يشرح الجاسوس كيف حاول باستمرار الإيحاء إلي علي محمد رضا هذا أنه هو المنتظر إلي أن أقنعه بذلك بواسطة حسين البشروئي فأعلن أنه الباب. ويصف الجاسوس نصائحه إلي هذا الباب فيقول له: إن الناس يقبلون منك كل ما تقول من رطب ويابس ويتحملون عنك كل شيء حتي ولو قلت بإباحة الأخت وتحليلها للأخ فكان السيد يصغي ويستمع، فطفق كل من الميرزا حسين علي- البهاء- وأخوه الميرزا يحيي – صبح الأزل – والميرزا رضا علي – الباب – ونفر من رفقتهم يأتونني مجدداً ولكن مجيئهم كان من باب غير معتاد للسفارة. أعلن علي محمد الشيرازي بتشجيع حسين البشروئي وتدبير الجاسوس الروسي أنه الباب إلي الغائب الذي بالسرداب، ثم توجه من شيراز إلي بو شهر مختفياً. وأخذ البشروئي يذيع أنه رأي الباب بعينه وأخذ يدعو الناس إلي متابعته وأطلق علي من تبعه اسم (البابية) ثم لم يلبث البشروئي أن حوله من باب المهدي إلي المهدي نفسه وأطلق عليه “قائم الزمان” وانضم إليه في ذلك رجل يقال له محمد علي البارفروشي وآخرون بلغ عددهم سبعة عشر رجلا ًوامرأة وهي الملقبة لديهم بقرة العين وتوجهوا إلي بو شهر واجتمعوا بزعيمهم الجديد (الباب) وصاروا معه تسعة عشر شخصاً. فلذلك قرر أن يجعل عدة الشهور تسعة عشر شهراً والشهر تسعة عشر يوماً واعتبر اليوم الذي أعلن فيه دعوته يوم 5 من جمادي الأولي سنة 1260 هـ هو بدء التاريخ ثم جمع جملاً متناقضة مملوءة بالسفسطات والأكاذيب وجعلها أساس دينه الجديد وسماها البيان. ثم أدعي أنه الممثل الحقيقي لجميع الأنبياء والمرسلين فهو نوح يوم بعث نوح و هو موسي يوم بعث موسي و هو عيسي يوم بعث عيسي و هو محمد يوم بعث محمد عليهم الصلاة والسلام. ثم زعم أنه يجمع بين اليهودية والنصرانية والإسلام و أنه لا فرق بينها. ثم أنكر أن يكون محمد -صلي الله عليه وسلم- خاتم النبيين وحرّم قراءة القرآن ثم زعم أن الله تعالي حلّ فيه وادعي أنه أكمل هيكل بشري ظهرت فيه الحقيقة الإلهية. وأنه هو الذي خلق كل شيء بكلمته. وألغي الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وصلاة الجماعة إلا في الجنازة وقرر أن الطهر من الجنابة غير واجب، وأن القبلة هي البيت الذي ولد به في شيراز أو البيوت التي يعيش فيها هو وأتباعه، وجعل الحج هو زيارة هذه البيوت. أما الصوم فيكون من شروق الشمس إلي غروبها لمدة شهر بابي أي تسعة عشر يوماً وينتهي بعيد النيروز المجوسي. وأباح لأتباعه خمسة أيام قبل الصيام يرتكبون فيها ما شاءوا من الشهوات وأوجب أن يؤخذ في الزكاة خمس المال، وأوجب الزواج علي من بلغ الحادية عشرة من الذكور والإناث ولا يحتاج الزواج لأكثر من رضا الذكر والأنثي ويجوز إيقاع الطلاق تسع عشرة مرة وعدة المطلقة تسعة عشر يوماً، ولا يجوز الزواج بأرملة إلا بعد دفع دية وبعد انقضاء عدتها ومقداره خمسة وتسعون يوماً، وحرم علي المرأة الحجاب، وقرر أنه لا وجود للنجاسة، وأوجب دفن الميت في قبر من البلور أو المرمر المصقول، مع وضع خاتم في يمناه منقوش عليه فقرة من كتابه البيان. وأوجب استقبال قرص الشمس ساعة عند شروقها. وقد ثار علماء شيراز علي دعاة البابية فقبض واليها حسين خان عليهم، ثم أمر بإحضار الباب من بو شهر فأحضر وأحيل إلي مجلس الحاكم فخر علي الأرض ترتعد فرائصه فلطمه الحاكم وبصق في وجهه ثم رمي به في السجن سنة 1847م. ثم رأي الحاكم أن يختبره بنفسه فأرسل إليه وأحضره من السجن، وأظهر له أنه تأسف علي ما بدر منه فانطلق الباب المغرور يمنيه بأنه سيجعل منه سلطاناً فيما بعد علي الدولة العثمانية حينما تدين الدنيا كلها له ولأتباعه. ثم فوجئ الباب بحشد من العلماء في قصر الحاكم ففزع فأوهمه الحاكم بأنه جمعهم للتمكين لدعوته وإعلانها فاغتر الباب وحضر مجلس العلماء ثابت الجنان ثم بدأ يخاطب العلماء بقوله إن نبيكم لم يخلف لكم بعده غير القرآن فهاكم كتاب البيان فاتلوه تجدوه أفصح عبارة من القرآن، ولما اطلع العلماء عليه وجدوه كفراً بواحاً وأخطاء فاحشة في اللغة فلما نبهوه إلي هذه الأخطاء ألقي اللوم علي الوحي الذي جاء بها هكذا. وهنا أمر الحاكم رجاله فعلقوه من رجليه ثم انهالوا عليه ضرباً فأعلن أنه كفر بدعوته ورضي أن يطاف به في الأسواقِ علي دابةٍ شوهاء ثم أعيد إلي سجن شيراز. بيد أن الجاسوس الروسي بواسطة جاسوس روسي آخر هو منوجهر خان الأرمني الذي دفعته الحكومة الروسية لإعلان إسلامه فغمره الشاه بالفضل وأولاه ثقته وعينه معتمداً للدولة في أصفهان استطاع هذا أن يخلص الباب من السجن ويهربه إلي أصفهان. ولما مات منوجهر عثر بالباب يمرح في قصره فقررت الحكومة نفيه إلي قلعة ماكو بأذربايجان. مؤتمر بدشت سنة 1264هـ
اجتمع الدعاة المرتدون الثمانية عشر وقرروا أن يحضروا معهم كل الذين استمالوهم وأن يعقدوا منهم مؤتمراً في صحراء بدشت بين خراسان ومازندران وعلي رأسهم باب الباب (حسين البشروئي) وقرة العين وحسين علي المازندراني الذي تلقب فيما بعد بالبهاء وجعلوا الدعوة الظاهرة لهذا المؤتمر هي التفكير في الوسائل الممكنة لإخراج الباب من السجن، أما المقصود لهذا المؤتمر فهو إعلان نسخ دين الإسلام. وما أن انعقد المؤتمر حتي اندفعت قرة العين تلهب حماسهم وتقرر حقيقة نحلتهم الجديدة فقالت: اسمعوا أيها الأحباب والأغيار إن أحكام الشريعة المحمدية قد نسخت الآن بظهور الباب وأن أحكام الشريعة الجديدة البابية لم تصل إلينا، وإن اشتغالكم الآن بالصوم والصلاة والزكاة وسائر ما أتي به محمد كله عمل لغو وفعل باطل، ولا يعمل بها بعد الآن إلا كل غافل وجاهل. إن مولانا الباب سيفتح البلاد ويسخر العباد وستخضع له الأقاليم المسكونة وسيوحد الأديان الموجودة علي وجه البسيطة حتي لا يبقي إلا دين واحد وذلك الدين الحق هو دينه الجديد. وبناء علي ذلك أقول لكم وقولي هو الحق: لا أمر اليوم ولا تكليف، ولا نهي ولا تعنيف فاخرجوا من الوحدة إلي الكثرة ومزقوا هذا الحجاب الحاجز بينكم وبين نسائكم بأن تشاركوهن بالأعمال، وأصلوهن بعد السلوة وأخرجوهن من الخلوة إلي الجلوة فما هن إلا زهرة الحياة الدنيا وأن الزهرة لا بد من قطفها وشمها؛ لأنها خلقت للضم والشم ولا ينبغي أن يعد أو يحد شاموها بالكيف والكم، فالزهرة تجني وتقطف، وللأحباب تهدي وتتحف. وأما ادخار المال عند أحدكم وحرمان غيركم من التمتع به فهو أصل كل وزر وأساس كل وبال، لا تحجبوا حلائلكم عن أحبابكم إذ لا ردع الآن ولا حد، ولا منع ولا تكليف ولا صد، فخذوا حظكم من هذه الحياة فلا شيء بعد الممات. وبعد انفضاض المؤتمر وتسرب أنبائه ثارت ثائرة رجال الدين والدولة في إيران فطلب الشاه من ولي عهده ناصر الدين وهو في تبريز أن يحضر الباب من سجنه فأقر الباب أمام العلماء بأنه جاء بدين جديد فوجه إليه العلماء هذا السؤال: ما النقص الذي رأيته في دين الإسلام وما الذي كملت به هذا النقص لو كان؟ فارتج الدعي ولم يجد شيئاً، فاستقر الرأي علي وجوب قتله مرتداً بعد أن أطبق العلماء علي كفره وردته. ولما جاء وقت التنفيذ حمل الباب من سجنه ومعه أحد أتباعه لإعدامهما في أحد ميادين تبريز الذي كان مكتظاً بفئات كثيرة من الناس حضروا ليشاهدوا مصرع هذا الضال بيد أن القنصل الروسي استطاع أن يتصل بقائد الفرقة المكلفة بتنفيذ حكم الإعدام وأن يغريه برشوة كبري ليحاول إنقاذ الباب. وشد هذا الباب إلي عمود طويل ومعه تابعه والناس يلعنونه ويستعجلون الفتك به، وأطلق الجنود ثمانمائة رصاصة استقرت كلها في جسد تابعه المغرور غير واحدة من هذه الرصاصات فقد قطعت الحبل الذي ربط به الباب وحينما إنجاب الدخان الكثيف رأي الناس جسد التابع ممزقاً تحت العمود، أما الباب فقد فر، غير أن بعض الجند الذين كانوا يعرفونه ويجهلون قصد قائدهم مزقوا جسده بالرصاص فانهار قنصل الروس وبكي من هول ما أصيب به. وقد تركت جثته في خندق طعاماً للوحوش بعد أن صور قنصل الروس الجثة وبعث بالصورة إلي حكومته ثم نكلت الحكومة بأتباعه وأعدمت الكثير منهم ومن بينهم قرة العين. من البابية إلي البهائية
بعد أن قتل الباب حاول الروس اختيار شخص آخر من أتباعه ليكون خليفة له، ويقول الجاسوس الروسي كنيازد الكوركي في مذكراته: قلت لميرزا حسين علي – البهاء – ونفر آخرين أن يثيروا الغوغاء بالضجيج والتظاهر، ففعلوا وأطلقوا الرصاص علي الشاه ناصر الدين. فقُبض علي كثيرين، منهم حسين علي المازندراني وبعض آخر من أصحاب السر، فتوسطت لهم وشهدت ومعي عمال السفارة وموظفوها أن هؤلاء ليسوا بابيين، فنجيناهم من الموت وسيرناهم إلي بغداد. وقلت لميرزا حسين علي: اجعل أنت أخاك الميرزا يحيي وراء الستر وادعوه (من يظهره الله)، وأعطيتهم مبلغاً كبيراً فألحقت به في بغداد زوجته وأولاده وأقرباءه. فشكلوا في بغداد تشكيلات وجعلوا له كاتب وحي. وواصلت السفارة الروسية في طهران دعمها لكل من اعتنق البهائية، بل لم يكن لهم البتة مأوي سوانا. دب الخلاف بين البابيين فتبعت جماعة حسين المازندراني وتبعت أخري أخاه يحيي ورفضت جماعة أن تنصاع لأحد الرجلين. وبدأ النزاع بين هذه الفرق الثلاث. وتأكد لشاه إيران أن البابية رغم مقامهم في بغداد بعيدا عن حدوده ما زالوا يمثلون خطراً داهما علي دولته فطلب من الحكومة العثمانية إخراجهم من العراق، فأصدرت أمرا بنفي حسين المازندراني وأخيه وأتباعهما إلي الآستانة سنة 1281هـ. وتجمع هؤلاء في حديقة نجيب باشا والي بغداد استعداداً للرحيل فاستغل حسين المازندراني اجتماع هؤلاء وأعلن أنه الموعود الذي جاء الباب ليبشر به وأنه بهاء الله، وان الغاية من ظهور الباب أنها كانت لإعداد الناس لقدوم بهاء الله. وما أن وصل هؤلاء إلي الآستانة حتي طلب السفير الإيراني نقلهم إلي مكان بعيد عن العاصمة فنقلوا إلي أدرنة وفيها احتدم النزاع بين الأخوين فعرف أتباع يحيي بالأزليين؛ إذ صار يحيي يلقب صبح الأزل وعُرف أتباع حسين بالبهائيين إذ أطلق علي نفسه لقب بهاء الله. وحاول حسين القضاء علي أخيه بدس السم له كما حاول قتله غيلة مما حدا بالحكومة إلي نفي يحيي إلي قبرص ونفي حسين إلي عكا في فلسطين وقد عمدت الحكومة العثمانية إلي إقامة عيون علي كل واحد من الأخوين من أتباع الآخر. وما أن وصل حسين إلي عكا واستمر في سجنها حوالي أربعة أشهر حتي امتدت الأيدي الماسونية والصهيونية لإمداده بالمال الوفير وتهيئته للدعوة لدينه الجديد، وأطلق سراحه من السجن فاستقبل مع أتباعه استقبالا حافلا من قبل اليهود الذين دعموه بالمال وخالفوا فرمانات الباب العالي القاضية بفرض الإقامة الجبرية عليه وأسكنوه قصرا يعرف باسم “البهجة” وفي عكا ما لبث أن دبّر مؤامرة لأتباع أخيه فأبادهم ليلاً بالحراب والسواطير مما حمل الحكومة علي اعتقال البهائيين في أحد معسكرات عكا. كما وضع أتباعه في منزل آخر وأذن لأتباعه ولغيرهم في زيارته والتحدث إليه. بدأ حسين المازندراني بدعوي أنه وصي الباب ثم زعم أنه المسبح قد نزل ثم ادعي لنفسه النبوة ثم زاد في تبجحه وادعي إنه إله السماوات والأرض زاعماً أن الحقيقة الإلهية لم تنل كمالها الأعظم إلا بتجسدها فيه. وقد أمدته الصهيونية بلقب بهاء الله الموجود في المزامير إذ قد ردد فيها (أن السماوات تحكي عن بهاء الله) فزعم أو زعموا له أنه هو هذا البهاء وأنه مظهر الله الأكمل، وأنه موعود كل الأزمنة ومجيئه الساعة الكبري وقيامه القيامة والانتماء إليه هو الجنة ومخالفته هي النار، حتي وصل به الحال إلي ادعاء الألوهية ووضع برقعا علي وجهه؛ بزعم أنه لا يجوز لأحد أن يطلع علي بهاء الله!! وأخذ ينسخ من البابية ما لا يوافق هواه، وألف الإتقان والإشتراقات ومجموعة الألواح والأقدس المطبوع ببغداد لأول مرة عام 1349هـ، في 52 صفحة وهو أهم كتاب عندهم وهو في نظرهم أقدس من جميع الكتب المقدسة وقد حشاه بالآراء المضطربة والأقوال المتناقضة، ولم يخرج في جملته عن مثل ضلالات شيخه الباب. هلاك حسين المازندراني
استمر حسين المازندراني في نشر افتراءاته بدعم المؤسسات الماسونية والصهيونية، التي اتخذته مطية لتحقيق أهدافها. وفي أواخر حياته أصيب بالجنون فحبسه ابنه عباس حتي لا يراه الناس وتكلم باسمه، إلي أن أنهكته الحمي فهلك في مايو 1892. وقيل أنه قتل علي يد بعض البابيين فتولي “عباس أفندي”، أكبر أولاده الذي كان قد سماه (عبد البهاء) زعامة البهائيين. وكان قبل هلاكه قد جمع وصف الألوهية له ولولده هذا؛ إذ كتب له يقول: من الله العزيز الحكيم إلي الله اللطيف الخبير”، كما كان يلقبه بالفرع العظيم المتشعب من الأصل القديم. وقد ترك وراءه من زوجتيه أربعة أبناء وثلاث بنات. تنازع الإخوة علي الرئاسة
عندما أعلن عباس (عبد البهاء) أنه وصي أبيه نازعه أخوه محمد علي وانضم إليه بقية إخوانه غير أنه استطاع أن يستأثر بالأمر دونهم. وقد كان عباس هذا أشد مكراً من أبيه وأعرق في الخبث والدهاء. انتقل إلي حيفا حيث أخذ يضم إلي ضلالات أبيه ضلالات أخري وأخذ يتزلف إلي كل أعداء الإسلام في الأرض، فحضر الصلوات في المساجد والكنائس، وأعلن أن عيسي عليه السلام هو ابن الله، وأعلن إيمانه بألوهية المسيح وصلبه، فقال: ولما أشرقت كلمة الله من أوج الجلال بحكمة الحق المتعال وقعت في أيدي اليهود أسيرة لكل ظلوم وجهول وانتهي الأمر بالصلب. وادعي أن البهائي يجمع بين جميع الديانات فهو يقول في ” خطابات عبد البهاء ص99: اعلم أن الملكوت ليس خاصاً بجمعية مخصوصة فإنك يمكن أن تكون بهائياً مسيحياً وبهائياً ماسونياً وبهائياً يهودياً وبهائياً مسلماً. ودعا إلي التجمع الصهيوني والعمل علي إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين بقوله: وفي هذا الزمان وفي تلك الدورة سيجتمع بنو إسرائيل في الأرض المقدسة وتتجمع أمة اليهود التي تفرقت في الشرق والغرب والجنوب والشمال، فالآن تأتي طوائف اليهود إلي الأرض المقدسة ويمتلكون الأراضي والقري ويسكنون فيها ويزدادون تدريجياً إلي أن تصير فلسطين كلها وطناً لهم. استمر هذا الأفاك في نشر ضلالاته وضلالات أبيه حتي أهلكه الله في يوم الاثنين السادس من ربيع الأول سنة 1340 هـ عن ثمان وسبعين سنة بعد أن عهد إلي المدعو شوقي ابن بنته ضيائية نكاية في أخيه محمد علي الذي استمر مناوئاً له إلي آخر رمق. عقيدتهم وعباداتهم
استمر البهائيون حتي يومنا هذا بإظهار عقيدة وسلوكيات غير ما يبطنون فلهم من المعتقدات ما لا يظهر حتي في كتبهم المتداولة عملا بمبدأ “التقية”. واخترع هؤلاء المجرمون لأنفسهم تاريخاً جعلوا مبدأه يوم إعلان دعوة الباب وهو 5 من جمادي الأول سنة 1260هـ وجعلوا أشهر السنة تسعة عشر شهراً واخترعوا لهذه الشهور أسماء من وحي خيالهم وهي: البهاء – الجمال – العظمة – النور – الرحمة – الكلمات – الأسماء – الكمال – العزة – المشيئة – العلم – القدر – القول – المسائل – الشرف – السلطان – الملك – العلا. – الإيمان بحلول الله في بعض خلقه، وأن الله قد حلَّ في “الباب” و”البهاء”. – جحدوا كل أسماء الله الحسني وصفاته العلا، ويعتبرون كل ما يضاف إلي الله عز وجل إنما هم رموز لأشخاص امتازوا من بين البشر، فهم مظاهر أمر الله ومهابط وحيه. – الإيمان بتناسخ الكائنات، وأن الثواب والعقاب يقع علي الأرواح فقط. – الاعتقاد بأن جميع الأديان صحيحة، وأن التوراة والإنجيل غير محرَّفين، ويرون ضرورة توحيد جميع الأديان في دين واحد هو البهائية. – يقولون بنبوة بوذا وكنفوشيوس وبراهما وزرادشت وأمثالهم من حكماء الهند والصين والفرس. – ينكرون معجزات الأنبياء. – يحرمون الحجاب علي المرأة، ويحللون المتعة، ويدعون إلي شيوعية النساء والأموال. – يقولون إن دين الباب ناسخ لشريعة محمد -صلي الله عليه وسلم-. – كتاب ” الأقدس ” الذي وضعه البهاء حسين وعن الكتب المقدسة لدي البهائيين فإنها تربو علي مئة كتاب، أبرزها «الكتاب الأقدس» الذي يتضمن كل أفكار «بهاء الله»، ويعتقدون أنه ناسخ لجميع الكتب السماوية بما فيها القرآن الكريم. بالإضافة إلي كتاب «الاشراقات» و «البشارات» و «الإيقان». – يعتقدون بألوهية الفرد وبوحدة الوجود والحلول وأن لا انفصال بين اللاهوت والناسوت للبهاء ولهذا وضع برقعا علي وجهه. وجاء في كتاب ” الأقدس”: “من عرفني فقد عرف المقصود، ومن توجه إلي فقد توجه إلي المعبود”. – يقولون إن الوحي لا يزال مستمرا وإن المقصود بكون محمد خاتم النبيين هو أنه زينة. – يصفون المسلمين بأوصاف قبيحة، جاء في كتاب “الإيقان”: “وجميع هؤلاء الهمج والرعاع يتلون الفرقان(القرآن الكريم) في كل صباح، وما فازوا للآن بحرف من المقصود”. – يحرمون ذكر الله في الأماكن العامة ولو بصوت خافت، جاء في كتاب “الأقدس”: “ليس لأحد أن يحرك لسانه ويلهج بذكر الله أمام الناس، حين يمشي في الطرقات والشوارع”. – يعتقدون بقدسية العدد 19 فالسنة 19شهرا والشهر 19 يوم. والتركيز علي رقم 19 يعود إلي أن البهائيين يؤمنون – فيما يؤمنون به من خرافات – بالقيمة العددية للحروف والتي تفتح الباب علي مصراعيه للتأويلات والتفسيرات الأهوائية. والقاعدة في هذا المجال تقوم علي أن عدد حروف البسملة هو 19، وكلمة (واحد) تساوي وفق القيمة العددية للحروف – 19؛ حيث (و = 6؛ والألف = 1؛ وال ح = 8؛ وال د = 4)!!. – يعتقدون أن القيامة مجيء البهاء في مظهر الله تعالي. – لا يؤمنون بالجنة أو النار. جرأت البهائية علي التلاعب بالنصوص و أولتها علي طريقتها الباطنية الملحدة، ومن ذلك
1. القيامة في القرآن المقصود بها قيامة البهاء بدعوته وانتهاء الرسالة المحمدية. 2. النفخ في الصور دعوة الناس إلي إتباع البهاء. 3. البرزخ هي المدة بين الرسولين محمد صلي الله عليه وسلم والباب الشيرازي. 4. إذا الشمس كورت: أي انتهت الشريعة المحمدية وجاءت الشريعة البهائية. 5. إذا العشار عطلت: أي تركت الإبل واستبدل عنها بالقاطرات والسيارات والطائرات. 6. إذا الوحوش حشرت: أي جمعت في حدائق الحيوانات في المدن الكبيرة. 7. إذا البحار سجرت: أي اشتعلت فيها نيران البواخر التجارية. 8. إذا النفوس زوجت: أي اجتمعت اليهود والنصاري والمجوس علي دين البهاء. 9. إذا الموءودة سئلت: أي أسقطت الأجنة من بطون الأمهات فيسأل عن ذاك من سن القوانين التي تمنع الإجهاض. 10. إذا الصحف نشرت: أي انتشرت الجرائد والمجلات وكثرت. 11. إذا السماء كشطت: أي انقشعت، أي أن الشريعة الإسلامية لم يعد يستظل بها أحد. 12. وإذا البحار فجرت: أي وصل بعضها ببعض عن طريق القنوات. 13. إذا الجحيم سعرت: لمن عارض البهاء وإذا الجنة أزلفت الأولي: لأتباعه المؤمنين به. 14. إذا القبور بعثرت:أي استخرجت الأشياء والتحف ذات القيمة. 15. إذا الجبال سيرت: الجبال هنا هم الملوك والوزراء دونوا لهم دساتير يسيرون بموجبها، وهي الدساتير الحديثة. 16. هل ينظرون إلا تأويله: إلي آخر الآية الكريمة أي مجيء البهاء. 17. يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة:الحياة الدنيا هي الإيمان بمحمد صلي الله عليه وسلم، والآخرة هي الإيمان بالبهاء. 18. فريقاً هدي: أي الذين آمنوا بالبهاء، وفريقاً حق عليهم الضلالة: الذين أبوا الإيمان به. 19. ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون. وقال الذين أوتوا العلم: أي علم دين البهاء والإيمان به، لقد لبثتم في كتاب الله –الخطاب لأمة محمد صلي الله عليه وسلم – أي لبثتم في إقامة كتاب الله وهو القرآن الكريم والعمل بشريعته إلي يوم البعث؛ أي إلي قيام بهاء الله وظهوره، فهو المراد بالبعث، أي خروج الناس من دين محمد صلي الله عليه وسلم إلي دين البهاء. 20. إذا السماء انفطرت: أي سماء الأديان انشقت. 21. إذا الكواكب انتثرت: هم رجال الدين لم يبق لهم أثر علي الناس. 22. وإذا القبور بعثرت:أي فتحت قبور الآشوريين والفراعنة والكلدانيين لأجل الدراسة. 23. والسموات مطويات بيمينه: الأديان السبعة البرهمية البوذية، والكونفوشستية، الزرادشتية، واليهودية، والنصرانية، والإسلام، مطويات جميعاً بيمين البهاء. – لا يؤمنون بالملائكة والجن. – لا يؤمنون بالحياة البرزخية بعد الموت بل يقولون أنها المدة بين محمد والباب الشيرازي. – يحرمون الجهاد والحرب تحريما قطعيا ومطلقا وهذا أحد أسرار علاقتهم بالقوي الاستعمارية. كما أنهم يحرمون الخوض بالسياسة، كما أن كتب البهاء تدعو للتجمع الصهيوني في فلسطين!!. – يبيحون المتعة الحرام للنساء، والزنا بالإكراه له عقوبة مالية فقط. – لا يعتقدون بالانتماء للوطن تحت دعوي وحدة الأوطان وكذلك يدعون إلي إلغاء اللغات والاجتماع علي اللغة التي يقررها زعيمهم! – يتبعون التقية في عقيدتهم فيظهرون خلاف ما يبطنون ولقد بين الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- ذلك وقال إن شعارهم:”احفظ مذهبك وذهبك وذهابك”. اما عباداتهم فهي كعقيدتهم ضالة وغريبة عجيبة
1. الصلاة: لا يبيحون الصلاة في جماعة إلا علي الميت والصلاة عندهم ثلاث مرات هي الصبح والظهر والمساء في كل مرة ثلاث ركعات دون تحديد لكيفية معينة. 2. أما قبلتهم فهي نحو قصر البهجة في عكا. والوضوء فقط للوجه واليدين بماء الورد وان لم يوجد فيقولون باسم الله الأطهر الأطهر… خمس مرات! 3. لا يعتقدون بالنجاسة من الجنابة أو سواها لأن من اعتقد بالبهائية فقد طهر! 4. الصوم: تسعة عشر يوما في السنة وهي من 2-21 مارس الذي يعرف عندهم باسم شهر “العلاء” وهو آخر الشهور البهائية. وهو من سن 11-42 ويعفي منه الكسالي ومن يعملون أعمالا مرهقة وغيرهم!، وفيه يجب الامتناع عن تناول الطعام من الشروق إلي الغروب، ويعقب شهر صومهم عيد النيروز. 5. الزكاة: 19% من رأس المال تدفع مرة واحدة! 6. الحج: لقبر البهاء بقصر البهجة في عكا! وهو للرجال دون النساء 7. العقوبات: ألغوها جميعا عدا الدية. 8. الزواج: لواحدة أو اثنتين علي الأكثر، مع إباحة زواج الشاذين، كما يحرم زواج الأرامل إلا بعد دفع دية معينة والأرمل يتزوج بعد 90 يوما والأرملة بعد 95 يوما. وجعلوا المهر تسعة عشر مثقالاً. علاقتهم بالصهيونية
رأينا كيف اتصل البهاء باليهود في تركيا وكيف احتفي به اليهود في عكا وأعدوا له قصر البهجة. أما ابنه عباس أفندي “عبد البهاء” فقد استقبل الجنرال اللنبي بحرارة، عقب سقوط فلسطين، وحصل علي لقب”سير”، ومنح عددا من الأوسمة الرفيعة، وحضر المؤتمرات الصهيونية! وبعد عباس أفندي تولي زعامتهم صهيوني أمريكي يدعي “ميسون” ولقد عقدوا مؤتمرا لهم سنة 1968 في فلسطين المحتلة وجاءت قرارات ذلك المؤتمر موائمة للأفكار والرؤي الصهيونية. وللعلم فإن أبرز مكونات العقيدة اليهودية واضحة جدا في نظيرتها البهائية. فمبدأ حلول الإله في مخلوقاته يشكل دعامة العقيدة اليهودية وأساس تفسيرها للوجود والإنسان والحياة. وأساسها فكرة توحد «شعب الله المختار في» جوهر الخالق «يهوه» ومفهوم النبوة في اليهودية هو نفسه في البهائية مع فارق سطحي هو أن الحاخامات هم الموحي إليهم كأنبياء ومبشرين. وعن فكرة المعاد، فإن اليهودية لا تؤمن بوجود عقاب وجزاء أخرويين، بل تذهب إلي أن محاسبة الروح يتم علي الأرض، وأن روح اليهودي وحدها التي تنجو من العقاب «لماهيتها الإلهية»، أما أرواح الآخرين فمصيرها الشقاء الدائم. والبهائية تقتفي أثر اليهودية في نظرتها إلي علامات يوم الخلاص، حيث تعتبر أن قضية الخلاص مرتبطة بعودة اليهود إلي «أرض الأجداد» فلسطين. وبهذا الخصوص كتبت لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة تقريراً أشارت إلي أن علاقة البهائيين باليهود في فلسطين هي أعمق من علاقة المسلمين بفلسطين، وأن البهائيين يدعمون تشكيل دولة صهيونية. ويري عباس أفندي أيضاً «إن النجاح الذي بدأ اليهود يحققونه في عهده دليل علي عظمة بهاء الله وعلي عظمة دورته الإلهية»!!. وفي 30 يونيه 1948 بعث الزعيم البهائي وقتذاك أشوجي أفندي رباني برسالة إلي بن جوريون يعبر له عن أطيب تمنياته من أجل رفاهية الدولة الجديدة مشيراً إلي أهمية تجمع اليهود في مهد عقيدتهم. كما أن زيارات البهائيين إلي الكيان اليهودي الغاصب لم تعرف الانقطاع طيلة المراحل السابقة، وهي تأخذ بعداً دينياً عميقاً، يتمثل في كون أهم مركز ديني بهائي في العالم مُقام في مدينة حيفا علي جبل الكرمل. وقد تم منذ حوالي عقدين إنشاء قصر ضخم في نفس المدينة ليستوعب عدد الزائرين سنوياً من بهائيي العالم. عددهم و أماكن وجودهم
أما عن عدد البهائيين في العالم فإنه طي الغموض، والمؤشرات المتوفرة تذهب إلي أن عددهم يفوق بأضعاف الرقم المعلن وهو مليونا بهائي. وهم يوجدون في أكثر من 230 بلداً وفقاً لمصادرهم الخاصة علي شبكة الانترنت. وأكثر ما يتركز نشاطهم في أفريقيا والهند وفيتنام، وفي مناطق واسعة من أميركا اللاتينية، وعلي سبيل المثال، يوجد في البيرو وبوليفيا قري تنتمي بكاملها إلي البهائية. وفيما يختص الهيئة الإدارية للحركة البهائية، فإنها تنقسم إلي هيئتين حاكمتين: «إحداها إدارية والأخري تعليمية، أما الهيئة الإدارية، فهي تتكون من المجالس الروحية القومية، وأما المجالس المحلية فهي تتكون من تسعة أشخاص» والتي يمكن تأسيسها أينما وجد تسعة بهائيين (وبيت العدل العمومي) وهو الهيئة العليا ولها سلطة تغيير كافة القوانين حينما تدعو إلي ذلك التغيرات الدنيوية. ثم هناك الهيئة التعليمية وهي مكونة من بناء هرمي من المجالس والقادة. انحسر وجودهم في مصر التي كانوا قد افتتحوا بها محافل خاصة بهم وصدر قرار جمهوري سنة 1960 برقم 263 بإغلاق تلك المحافل والمراكز، ولم يعد لهم في مصر وجود يذكر، وفي العراق انحسر وجودهم وحتي الدار التي أقام بها البهاء حسين بعد نفيهم من العراق اشتراها مسلمون. ورغم أن البهائيين حاولوا شراءها بمبالغ مالية ضخمة إلا أن المسلمين رفضوا بيعها لهم. ومن حيث العدد فإن إيران أكبر تجمعاتهم، ولهم وجود بسيط في سوريا وفي فلسطين، إلا أن أهم وجود لهم هو في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يبلغ عددهم 2مليون ينتسبون إلي 600 جمعية منها حركة شبابية مقرها نيويورك تسمي “قافلة الشرق والغرب”. وأكبر معبد لهم في العالم موجود في شيكاغو ويدعي “مشرق الأذكار”، ورغم قلة عددهم إلا أن لهم ممثلا في الأمم المتحدة والهيئات الدولية المختلفة مثل اليونيسيف واليونسكو وغيرها. وتتعمد الولايات المتحدة وأوروبا بين الفينة والأخري إثارة قضيتهم تحت مسمي حقوق الإنسان وحرية المعتقد وهم يقولون إن الحكومة في طهران تضطهدهم نماذج من كلام البهاء
يقول البهاء “انتهت قيامة الإسلام بموت علي محمد الباب، وبدأت قيامة البيان ودين الباب بظهور من يظهره الله – يعني نفسه – فإذا مات انتهت قيامته، وقامت قيامة الأقدس ودين البهاء ببعثة النبي الجديد” كتاب الإيقان ص 71. ويقول في كتاب البديع ص 113: كان المشركون أنفسهم يرون أن يوم القيامة خمسون ألف سنة!! فانقضت في ساعة واحدة!! ويقول في كتابه الأقدس ص 34 ” ليس لأحد أن يحرك لسانه ويلهج بذكر الله أمام الناس حين يمشي في الطرقات والشوارع”. ويقول في ص 41 “كتب عليكم تجديد أثاث البيت في كل تسعة عشر عاماً”. ويقول: “أحل للرجل لبس الحرير لقد رفع الله حكم التحديد في اللباس واللحي”. ويقول:” قد منعتم من ارتقاء المنابر فمن أراد أن يتلو عليكم آيات ربه فليجلس علي الكرسي”.
هذا الكتاب …:
“
العنوان |
البهائيه |
---|---|
المؤلف |
طلعت زهران السكندري |
اللغة |
العربیة |
الناشر |
سايت بهائي پژوهي |
مجلد |
1 |