المؤلف |
د. عبد الحليم عويس |
---|
الأندلس كانت بمثابة الفردوس المفقود، أو جنة عدن على الأرض، وكانت الدفعة الروحية الحضارية التي بدأت مع فتح الأندلس قد وصلت إلى ذروتها. لكن سقطت الأندلس بعد ثلاثة قرون مديدة بعد أن أغنت العالم بأسره من معين حضارتها ومبتكرات علمائها.. فما أسباب السقوط ولم انتهت تلك الدولة الرائدة بهذه الحالة حتى أصبحت أثرًا بعد عين؟! يرى الدكتور عبدالحليم عويس أن هذا السقوط نتاج طبيعي لحالة التكاثر المادي والرفاهية المقنعة التي وصلت إليها الأندلس خلال عهد حكامها، وبدلًا من أن توجه الدولة النسبة الأكبر من مخزون هذا الترف إلى الجهاد العقدي والعقلي وصناعة الحضارة والإنسان وتمتد مساحات العقيدة والعلم والإبداع خارج قرطبة وطليطلة وبلنسية إلى بلاد المغرب والمشرق وعبر حدود أوروبا، انغلقت الدولة على نفسها وبدأت في استثمار مخزون الرفاهية والتكاثر داخليًا؛ حيث سارت الثروة المادية في أكثر الأحايين في طريق مناقض للطريق الذي مشت فيه كتائب الإيمان والدعوة الإسلامية.
المؤلف |
د. عبد الحليم عويس |
---|