المؤلف |
د.حسن الفاتح |
---|
مما دعاني لتأليف هذا البحث: أن قضايا وحدة الوجود، والاتحاد والحلول؛ على أهميتها، وعمق مفهومها، وخطورة نتائجها، وقدم تأريخها، خاض فيها حتّى من لم يكن لها أو لفهمها أهلاً، وتخاصم حولها تأييداً وإنكاراً وشكاً من لم يُدرك الفرق بين الماهيات والماصدقات، والجواهر والأعراض، والتّصوّرات والتّصديقات، والمتباينات والمشتركات والمتفقات، بل لم يُدرك الفرق بين المفهوم الفلسفي للوجود والعدم… علماً بأنه من المُسلّم به أن فهم هذه القضايا لا يتأتّى إلا لمن تعمّقوا في معرفة قضايا الفلسفة، والمنطق، والتّصوف، والتّوحيد، وعلم الكلام؛ وألموا باصطلاحاتها، ووعوا تأريخ الحركات والمذاهب الإلحادية، وأحسّوا الفرق البلاغي بين المعاني الحقيقية والمجازية للألفاظ، ودرسوا فوق كل ذلك القرآن الكريم والحديث النبوي الشّريف دراسة متعمّقة متأنية. بمثل هذه الأسلحة وما يشابهها يمكن لخاصة الناس، لا لعامتهم، الفهم الموضوعي للمعاني المجددة، والنِّقاش الهادئ الهادف حولها بغية إحقاق الحق وإبطال الباطل، إذ الحق أحق أن يُتّبع. انطلاقاً مما تقدم رأيتُ أن أجلي للقارئ تلك القضايا في مثل هذا الكتاب الذي جعلتُ عنوانهَ: (فلسفة وحدة الوجود)، راجياً أن أكون بما قدّمتُ قد أسهمتُ، إن لم يكن في حسم النِّزاع، فعلى الأقل في حصر دائرة نقاش مثل هذه القضايا بين أصحاب الاختصاص. والله ولي التّوفيق وهو الهادي إلى سواء السّبيل.
المؤلف |
د.حسن الفاتح |
---|