المؤلف |
قدرى قلعجى |
---|
هذا الكتاب يروي قصة الصراع بين الشرق والغرب خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر للميلاد، كما أن هذا الصراع تجسد في تلك الحروب التي أطلق عليها الحروب الصليبية والتي نمت فكرتها الرهيبة نتيجة لعوامل اقتصادية وسياسية واجتماعية، وعلى الرغم من سمتها الدينية إلا أنها كانت بعيدة عنها لأنها حملت في طياتها أفكاراً وأهدافاً استعمارية، وهبت تلك العاصفة الجنونية التي تركت جرحاً عميقاً في حياة البشرية، وقد جددت هذه الحروب المروعة ما دار من نضال عنيف بين الشرق والغرب في حروب طروادة ورومة، وحروب فارس ويونان، ودشنت الكفاح الذي نشب بينهما بعد انطفاء جذوة الحروب الصليبية بأجيال: كفاح الغرب لاستعمار الشرق واستثماره، وكفاح الشرق في سبيل تحرره واستقلاله، وهو كفاح مؤثر بلغ أوجه في عصرنا الحاضر. وهكذا وضمن مقاربة تاريخية سياسية اجتماعية يلقي المؤلف الضوء على تلك الحقبة التاريخية التي حملت في طياتها المفاجآت فبرز من خلالها اسم جسد مفنًى هو صلاح الدين الذي أعاد للمسلمين اعتبارهم ورفع راية الإسلام خفاقة فوق قدسه، فجاء الكتاب بمثابة سجل تاريخي حافل وضع بأسلوب قصصي شيق دون إغفال المنحى العلمي إذ أن الكتاب حمل في سردياته طابع المنهج التاريخي العلمي فكان الكاتب بهذه السيرة التي عرفها في كتابه الضخم، المانع الجامع، مؤرخاً بأمانته، ومحللاً بعقله، وناقداً بصفته، ومصوراً بريشته، ووطنياً بقلبه وعاطفته.
المؤلف |
قدرى قلعجى |
---|