العنوان |
طَرِيقُ الفَوْزِ وَالفَلَاحِ |
---|---|
المؤلف |
الحبيب بوخريص |
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ الأنفال24.
قال ابن القيم رحمه الله الفوائد ص88″: (فتضمّنت هَذِه الْآيَة أمورًا، أَحدهَا أَنَّ الْحَيَاة النافعة إِنَّمَا تحصل بالاستجابة للهِ وَرَسُوله صلى الله عليه وسلم، فَمن لم تحصل لَهُ هَذِه الاستجابة فَلَا حَيَاة لَهُ … فالحياةُ الْحَقِيقِيَّة الطّيبَة هِيَ حَيَاةُ من اسْتَجَابَ للهِ وَالرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم ظَاهرا وَبَاطنا، فَهَؤُلَاءِ هم الْأَحْيَاء وَإِن مَاتُوا، وَغَيرهم أمواتٌ وَإِن كَانُوا أَحيَاءَ الْأَبدَان، وَلِهَذَا كَانَ أكملُ النَّاس حَيَاة أكمَلَهُم استِجَابة لدَعْوَة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، فَإِن كَانَ مَا دَعَا إِلَيْهِ فَفِيهِ الْحَيَاة، فَمن فَاتَهُ جُزْء مِنْهُ فَاتَهُ جُزْء من الْحَيَاة، وَفِيه مِنَ الْحَيَاة بِحَسب مَا اسْتَجَابَ للرَّسُول صلى الله عليه وسلم) اهـ.
عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّت) صحيح البخاري.
إنّ خَيرَ الأعمال ذِكرُ الله تعالى، وإنّ أحبَّ الكلام إلى الله عزّ وجلّ، (سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ)، وهُنَّ الباقيات الصالحات، وهُنَّ أَحَبُّ إِلى النبيّ صلى الله عليه وسلم مِمَّا طلعت عليه الشمس، أي من الدنيا وما فيها، فمن ذكر الله تعالى فليذكره بالكلام الذي يُحبّه، وليُصلِّ على النبيّ صلى الله عليه وسلم، الذي يُحبّه الله تعالى ويُصلّى عليه، وأمر المؤمنين بالصّلاة والسّلام عليه صلى الله عليه وسلم.
ومن سبّح الله تعالى فليسبّحه بالباقيات الصالحات، وهُنَّ الكلمات التي يُحبّها الله تعالى، ويُحبّها النبيّ صلى الله عليه وسلم، فكيف لمؤمنٍ ذاكرٌ لله تعالى أن ينسى هذه الكلمات المباركات، أو يتناساها، ولا يجعلها من الأذكار اللّازمة التي يجب المحافظة عليها.”
العنوان |
طَرِيقُ الفَوْزِ وَالفَلَاحِ |
---|---|
المؤلف |
الحبيب بوخريص |