العنوان |
النُّكَتُ الظريفة في ترجيحِ مذْهَبِ أبي حنيفة |
---|---|
المؤلف |
محمد بن مَحْمُوْد البابرتي، أكمل الدين، ت 786 هـ/ 1384م |
رقم المخطوطة |
1479-7 |
عدد الأسطر |
23 |
عدد الأوراق وقياساتها |
72/ ب ـ 75/ ب، الورقة: 210 × 120 ـ 150 × 063 |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم، الْحَمْدُ للهِ الذي هدانا إلى اتّباعِ المِلّة الحنيفة، وأرشدنا إلى سلوك طريقة العُلماء الحنفيّة، وجعلني مِمَّن عرَف مراتب أدلَّةِ الشرعِ، وكيفيّة دلالتها، وجبلني على التعصُّبِ لمُجتهِدٍ كان في قرونٍ شهِدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بِخَيْرِيَّتِهَا وعدَالتِها. والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبيّ الأمِّيّ المبعوثِ إلى الناس كافَّةً، <بشيراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً> ( )، وعلى آله وأصحابه وعِترتِه الذين أذهب عنهم الرِّجْس وطهرهم تطهيراً. أما بعد: فإن الزمان لمّا انتهى إلى وقتٍ تَضَعْضَعَ فيه أركانُ رِباعِ العُلوم، وتَقَعْقَعَ بُنيانُ بِقاعِ المَعلوم، وَخَلَتْ غاباتُها عن أُسَامَةَ أبِي الشِّبْلَيْنِ، حتّى أصبحَ فيها ثُعَالَةُ أبُو الْحُصَيْنِ. وشاعَ الحديثُ في الطَّعْنِ على مذهبِ الأقدمين، وذَاعَ ادِّعَاءٌ أنّ أبا حنيفة الذي هو أقدم المُجتهدين لم يَعْلَمْ أحاديثَ البُخاريِّ، وخالَفَ حديثَ سيِّدِ المُرسلين، وكان ذلك مُوْهِماً لِوَهْنِ مذهبِهِ عِنْدَ ضُعفاءِ اليقين، أشارَ إلَيَّ بعضُ الإخوان الذين هُمْ بمنزلة الإنسانِ لِلْعَيْنِ، والعَيْنِ لِلإنسان؛ أنْ أكْتُبَ رِسالةً تُقوِّي اعتقادَ ضَعَفَةِ الْحَنَفِيَّةِ في مَذهبِ إِمَامِهِمْ، وتُعرِّفُ ما الناسُ عليه في غالب البُلدان من الاحتياج إلى مذهبه في خَلْفِهِمْ وَأمَامِهِمْ. فكتبتُها مُشتملةً على مُقدّمةٍ، ومقصدٍ، وخاتِمةٍ. المقدِّمةُ في بيانِ سَبَبِ ترجيحِ تقلِيْدِهِ على غيرِهِ، وفيها مَباحث. المبحثُ الأوّلُ: في بيان فضلِهِ نقلاً وعقْلاً… |
آخره |
… وأما الخاتمة: ففي التَّعريضِ بالغرَضِ في وضْعِ هذه الرِّسالةِ؛ أيُّهَا الملكُ أيَّدَكَ اللهُ تعالى، وخلَّدَ ملكَكَ، وأبَّدَ دَولتَكَ، ونصر أنصارك، وخذل أعداءك، ونوَّرَ بصيرتك؛ أنْ تنظُرَ بفِكركَ الصائِبِ، وذِهنِكَ الثاقبِ، وخاطِرِكَ اليقظان، وانتباهِكَ العجيبِ الشان. أنَّ مِثْلَ هذا المذهب الذي هو المُقتدَى في أُصُوْلِ الشَّرائِعِ وفروعها؛ على ما مَرَّ تقريرُها في المَسائِلِ المذكورةِ، وعليه عامَّةُ عُلماءِ العالَمِ، وسلاطِيْنِهِ بالهندِ والسِّنْدِ وخُراسان وتُرْكستان، والعراق ودشت قبجاق، وبلاد يونان وآذربيجان، وأمرائِهِمْ، وغالِبُ أمراءِ الدِّيارِ المِصريَّةِ في الْحَالِ والمَاضي؛ مُدَّةَ دَوْلَةِ التُّرْكِ الذين هم بَيْنَ أُمراءِ العَالَمِ في المَواكِبِ؛ كالقمرِ والشَّمْسِ بين الكواكب. هل يَجِبُ تقليدُهُ أوْ لا؟ فإنْ لَم يُرَ واجِباً لمْ أتخيَّلْ مِنَ العَقْلِ الرَّجِيْحِ والفِكرِ الصحيحِ أنْ لا يُعْتَقَد أنَّه أفْضَل مِن غيرِهِ. والله الموفِّقُ والمُعينُ، والاعتصامُ بِحَبْلِهِ المَتين. وصلى الله على سيدنا محمد وآلهِ وصَحْبِهِ وَسَلَّمْ، أبداً دائِماً سَرمَداً؛ إلى يومِ الدِّين. |