Search
Search

نبذة عن كتاب مخطوطة – حاشية عصام على تفسير الْبَيْضَاوِي

عنوان المخطوط: حاشية عصام على تفسير الْبَيْضَاوِي ( ).
المؤلف: إبراهيم بن محمد بن عرب شاه (عربشاه)، الإسفراييني، الحنفي، الأشعري، عصام الدين، ت 945 هـ، وقيل 944 هـ، والراجح 951 هـ/ 1544م ( ).
عدد الأوراق: 344، المقاييس: 230 × 137 ـ 168 × 074، عدد الأسطر: (29).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي عمّ بإرفاد إرشادِ الفُرقان كلَّ إنسان، وأمدّ على طول الأمد من اتّصالِ هذا القرآن بكلِّ إحسان، كتاب لم يكن الذين كفروا ليُطفؤوا نورَ نبراسِه، ولم يبرح الذين آوَوا ونصروا ما بين ربع النصر على الْمُحْكَم من أساسه، آياته فُصِّلت تفصيلاً إذ فُصّلت، ومباديه وغاياته كُمِّلت تكميلاً إلى ثمار فروعها إذ أُصّلتْ، أُنزل على طه الأمين، ورسول ربّ العالمين، المبعوث إلى الناس أجمعين، الْمُعجِز بأقصر سوْرَةٍ من سُوَرهِ بمصاقع الخطباء، فما ظنّك بالأعجمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأزواجه وعِترته وأحبابه ما طلعت بوازغُ شُموس الأسرار القرآنية ساطعةً من آفاق عبارتها، وسطعت بُروقُ بوارقِ الأنوار الفُرقانية طالعة من أغماد إشارتها.
أما بعد: فيقولُ المفتقرُ إلى الله القوي المتين إبراهيم بن محمد بن عربشاه الإسفرائي المشتهر بعصام الدين: لما كان القرآنُ العظيم الحقيق على وجه التحقيق بأجلّ التعظيم خيرَ جليسٍ لا يُملّ حديثه، وأوْلى أنيسٍ رطيبٍ للسامع بحديثه وصُولكَ إلى أسراره، قاضٍ بشهود أنواره، وبلوغك إلى كشف خباياه من زواياه، بلوغٌ إلى طِيْبَى فوايح روايح ما كان من فراياه، وكان كتابُ: أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ما يشفي العليل من الغليل، ويفصح عن عزيز المعاني باللفظ القليل، سلطانُ حُسنِ تنقيحه وتهذيبه قاضٍ بأنْ ترمقَهُ من ذوي الأفهامِ أبصارُ البصائر، ووزيرُ جمالِ ترتيبه وتركيبهِ حاكمٌ بأن تتشرف برَقمه أيدي الأقلام بإمدادِ مِداد المحابِرِ، غبّتِ القريحةُ الخامدةُ نارُها، والفكرةُ الجامدةُ أنهارُها بمطالعةِ حُسنِه وجمالِه، ومُشاهدة حَلَى كلامهِ في حُلِيّ كمالهِ، وكان يدورُ في الْخَلَدِ، ولكن أين الصبرُ والجلد، أنْ أُعلّقَ عليه من نفائس الفوائد وعرائس الفرائد، ما تميلُ إليه النفوسُ، وتجنحُ به جُنُوحَ الفِردوس إلى العروس، لكن طوارق الحدثان والغموم فرَّقت البال، وقوارع الزمان والهموم أورثت البلبال، فأخذتُ في صوغ شِذْرةٍ من النُّضار، وترصيع دُرّة من دُرر البحار على شطرٍ من مباحثته البديعة، وطائفة من مكانته المنيعة لتكون تحفة وهدية دُرية وعسجدية أُتحف بهما السلطان الأكرم الأفخم، والخاقان الأجلّ الأعظم، سلطان العرب والعجم، وليث الشَّرَى والأَجَم، مانح الورّاد من وِرد عطاياه جاما، ومانع الوفاد (ما) تأخر عن قضاء مآربهم إحجاما، كاسر جيشِ الأكاسرة، وقامع فرَقِ الجبابرة، ماحي آثارَ الكفر بجهاده، وحاسم مادّةَ الفُجار بقوّة حسامه وسداده، إكسير كسْرِ جُيوشِ الشِّيْعةِ الشَّنيعة، ومُوهِن كَيْدِ الرَّافِضَةِ القبيحة الفظيعة، ناصر جيوشِ أهلِ السُّنَّة والجماعة، ومُقوِّي جأشَ أربابِ التوفيق والإطاعة، نُخبة أعاظم الملوك، ومُحِبّ أصحاب السلوك، مَنْبَع الحماسَةِ الليثية، ومَجْمَع السماحةِ الغَيثية، شِعر:
مَليكٌ له في الجودِ مَجْدٌ مُؤثَّلٌ وفي قوَّة البطشِ الْمُبيدَةِ لِلْعِدَىْ
فَبِالْجودِ يَلْقَىْ ذُو الْهُدَىْ مِنْهُ مِنَّةً وبِالبَطْشِ يُلْقِي الضِّدَ في هُوَّة الرَّدَىْ
سُليمان هذا الزمان، وجمال مُحيا هذا الأوان، السلطان ابن السلطان الملك المظفّر الغازي بأمر الرحمن، صاحب القرآن، سلطان سليمان ( ) بن سليم شاه بن بايزيد خان، لا زالت سحائبُ بِرّه الهطّال مُمْطِرةً، وحدائقُ وعده بالأمان مُحْضِرَة مَن أسَره، ولا بَرِحَ خُدَّام العِلم مُستغنين بإكسيرِ جودِهِ، وأربابُ التُّقى والْحلمِ في رفاهيَّةٍ بواسطةِ وُجُودِهِ الذي لم يَخِبْ مَن أمَّلَهُ ولا خسِر من قصَدَه وَأَمَّ لَهُ. شِعر:
إلهٌ يُرجيهِ الفتى وهوَ جَازمٌ بأنَّ خَبايا بِرِّهِ لم تكنْ تُحْصَىْ
وإنْ يَدْعُهُ فهوَ الْمُجيبُ دُعاءهُ وإنْ كان ما يرجُو هوَ الْمَقصدُ الأَقْصَىْ
ثم المسؤول مِمَّن رَمَقَ ما رَقَمَ القلمُ بالعَيْنِ أنْ يتلقى بكِلتا اليدين، وأنْ يَدْرَأَ السَّيِّئَةَ بالحسنةِ مُستغيثاً بِمَن لا يأخذه نومٌ ولا سنةٌ أنْ يَعذُرَ إنْ زَلّت القَدَمُ، أو طغى على طِرْسِهِ القلم، إذ القريحةُ عليلةٌ.
 ( )
وما توفيقي إلا بالله عليه توكّلتُ وإليه أنيب.
قوله: الحمدُ للهِ الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، اقتبس اقتباساً لطيفاً من قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} ( ) ولا يحتاج فيه إلى دفع ما يتَّجه على المقتبس منه من أن الصلة تجب أن تكون معلومة، وليس تنزيله القرآن على عبده معلوماً، فكيف يوضح به الموصول؟ ويدفعُ: بأنه لقوِّةِ دليلهِ تنزّلَ منزلة المعلوم لأنه في زمان الاقتباس معلومٌ عند المخاطَبين من المسلمين المتيقنين بمضمونه، ولا يخفى حُسن التئام التنزيل مع الفرقان لأنه يُسمَّى كتابُ الله فرقاناً لأنه انفصل بعض أجزائه من بعض في الإنزال وفي التنزيل إشعار بالتنجيم لدلالته على التكثير…
آخره:… قوله: وقرئ في السورتين، صرّح به بقوله: في السورتين لئلا يتوهم اختصاصه بهذه السورة كما يتوهم من الكشاف… قوله: وفيه تعسُّف، إلا أن يُراد به الناس لا يخرج بذلك عن التعسف لأن كثرة تكرار الناس سابقا بمعناه الواضح المشهور يسُدّ باب الانتقال إلى الناسي منه في هذا المقام.
الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي وفقنا لشرح هذا التفسير من الطرفين، ونسأله أن يُنفع به أولو الأفهام، ولا يحرمنا مِن الْبَيْن ( )، ويمهلنا موفقاً لإيصال الأول بالآخر، ويلهمنا حقائق القرآن كالظاهر.
وقع الفراغ من تحرير هذه الحاشية الشريفة لمولانا عصام الدين على تفسير القاضي في أواخر صفر الخير لسنة ثمان وتسعين وألف.
ملاحظات: من سورة الفاتحة حتى سورة الناس. تاريخ النسخ: 1098 هـ/ 1686م. الوضع العام: خطّ التعليق، والآيات والعناوين وكلمة ؛ مكتوبة باللون الأحمر، والمتن مميز بخطوط حمراء فوقه، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات، وبدايات السور مذهّبة ومُلونة، ولوحتا البداية مذهبتان وملونتان، ولوحة النهاية مذهّبة وملونة، وجميع الصفحات لها إطارات مذهّبة، والغلاف جلد عثماني مُذهّب، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 46780.

بيانات كتاب مخطوطة – حاشية عصام على تفسير الْبَيْضَاوِي

العنوان

حاشية عصام على تفسير الْبَيْضَاوِي

المؤلف

إبراهيم بن محمد بن عرب شاه (عربشاه)، الإسفراييني، الحنفي، الأشعري، عصام الدين، ت 945 هـ، وقيل 944 هـ، والراجح 951 هـ/ 1544م

رقم المخطوطة

133

عدد الأوراق

344

عدد الأسطر

29

تاريخ النسخ

1098 هـ/ 1686م

المقاييس

230 × 137 ـ 168 × 074

أوله

بسم الله الرحمن الرحيم، الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي عمّ بإرفاد إرشادِ الفُرقان كلَّ إنسان، وأمدّ على طول الأمد من اتّصالِ هذا القرآن بكلِّ إحسان، كتاب لم يكن الذين كفروا ليُطفؤوا نورَ نبراسِه، ولم يبرح الذين آوَوا ونصروا ما بين ربع النصر على الْمُحْكَم من أساسه، آياته فُصِّلت تفصيلاً إذ فُصّلت، ومباديه وغاياته كُمِّلت تكميلاً إلى ثمار فروعها إذ أُصّلتْ، أُنزل على طه الأمين، ورسول ربّ العالمين، المبعوث إلى الناس أجمعين، الْمُعجِز بأقصر سوْرَةٍ من سُوَرهِ بمصاقع الخطباء، فما ظنّك بالأعجمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأزواجه وعِترته وأحبابه ما طلعت بوازغُ شُموس الأسرار القرآنية ساطعةً من آفاق عبارتها، وسطعت بُروقُ بوارقِ الأنوار الفُرقانية طالعة من أغماد إشارتها.

آخره

… قوله: وقرئ في السورتين، صرّح به بقوله: في السورتين لئلا يتوهم اختصاصه بهذه السورة كما يتوهم من الكشاف… قوله: وفيه تعسُّف، إلا أن يُراد به الناس لا يخرج بذلك عن التعسف لأن كثرة تكرار الناس سابقا بمعناه الواضح المشهور يسُدّ باب الانتقال إلى الناسي منه في هذا المقام.

الوضع العام

خطّ التعليق، والآيات والعناوين وكلمة <قوله>؛ مكتوبة باللون الأحمر، والمتن مميز بخطوط حمراء فوقه، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات، وبدايات السور مذهّبة ومُلونة، ولوحتا البداية مذهبتان وملونتان، ولوحة النهاية مذهّبة وملونة، وجميع الصفحات لها إطارات مذهّبة، والغلاف جلد عثماني مُذهّب، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 46780.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

کتب ذات صلة

روابط التحميل

الرابط المباشر

شارک مع الآخرین :