العنوان |
مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث |
---|---|
المؤلف |
عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن موسى، الشهرزوري، الموصلي، الشافعي، تقي الدين، أبو عمرو، ابن الصلاح ت 643 هـ/ 1245م |
رقم المخطوطة |
243 |
عدد الأوراق |
223 |
عدد الأسطر |
17 |
الناسخ |
يوسف بن محمد بن عبد الله |
المقاييس |
207 × 147 ـ 155 × 096 |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ من أمرنا رشداً، الحمدُ لله الهادي مَن استهداه، الواقي مَن اتّقاه، الكافي من تحرّى رضاه، حمداً بالِغاً أمَدَ التَّمامِ ومُنتهاه، والصلاةُ والسلام الأتَمّان الأكملان على نَبِيِّنا والنبيين، وآلِ كُلٍّ ما رَجَا رَاجٍ مغفرَتَهُ ورَحْمَاه، آمين. هذا: وإن عِلم الحديث من أفضل العلوم الفاضلة، وأنفع الفنون النافعةِ، يُحِبُّهُ ذُكورُ الرجالِ وفُحولُهُم ويُعْنَىْ بِهِ مُحَقِّقُو العُلماء وكَمَلَتُهُم ولا يكرهُهُ مِنَ الناسِ إلّا رُذَالَتُهُم وسَفَلَتُهُم. وهو مِن أكثر العلومِ تَوَلُّجاً في فُنونِها لا سِيَّما الفِقْهِ الذي هو إنسانُ عُيُونِها. ولذلك كَثُرَ غلَطُ العَاطِلينَ مِنه مِن مُصَنِّفِي الفُقهاءِ، وظهَرَ الْخَلَلُ في كلامِ الْمُخِلِّينَ بِهِ مِن العُلماء، ولقد كان شأنُ الحديثِ وَحَمَلَتِهِ؛ فيما مضَى عَظِيماً، عَظِيمَةً جُمُوعُ طَلَبَتِهِ، رفيعةً مقاديرُ حُفَّاظِهِ. وكانت عُلُومُهُ بِحياتِهم حَيَّةً، وأفنانُ فُنُونِهِ بِبَقائِهِم غَضَّةً، ومَغَانِيْهِ بِأهْلِهِ آهِلَةً، فَلَمْ يَزالُوا في انْقِرَاضٍ، ولم يَزَلْ في انْدِرَاسٍ حَتَّى آضَتْ بِهِ الحالُ إلى أنْ صارَ أهْلُهُ إِنَّمَا هُمْ شرذمَةٌ قليلةُ العَدَدِ، ضعيفةُ العُدَدِ، لا تُعْنَى على الأغْلَبِ في تَحَمُّلِهِ بِأكْثَر مِنْ سَمَاعِهِ غُفْلاً، ولا تَتَعَنَّىْ فِي تَقْيِيْدِهِ بِأكثر مِنْ كِتابَتِهِ عُطْلاً مُطَّرِحِيْنَ عُلُوْمَهُ التي بِها جَلَّ قَدْرُهُ، مُباعِدِيْنَ مَعارِفَهُ التي بِها فُخِّمَ أَمْرُهُ. فَحِيْنَ كادَ الباحِثُ عن مُشْكِلِهِ لا يُلفي له كاشِفاً، والسائِلُ عن عِلْمِهِ لا يَلْقَى بِهِ عَارِفاً؛ مَنَّ اللهُ الكريْمُ تباركَ وتعالى؛ وَلَهُ الحمْدُ أنْ أَجْمَعَ بِكتابِ معرفةِ أنواعِ عِلْمِ الحديثِ هذا؛ الذي باحَ بأَسْرَارِهِ الْخَفِيَّةِ، وكَشَفَ عن مُشكلاتِهِ الأبِيَّةِ، وأحْكَمَ مَعاقِدَهُ، وقَعَّدَ قواعِدَهُ وأنارَ مَعَالِمَهُ وبَيَّنَ أحكامَهُ وفصَّلَ أقسامَهُ، وأوضَحَ أُصُولَهُ، وشَرَحَ فُرُوعَهُ وفُصُولَهَ، وجَمَعَ شَتاتَ عُلومِهِ وفوائِدِهِ وقَنَصَ شَوَارِدَ نُكَتِهِ وفرائِدِهِ. فاللهَ العظيمُ الذي بيدِهِ الضَّرُّ والنَّفْعُ والإعطاءُ والْمَنْعُ أَسأَلُ، وإليهِ أتضرَّعُ وأبتهِلُ مُتوسِّلاً إليهِ بِكُلِّ وَسِيْلَةٍ، مُتشفِّعاً إليهِ بكلِّ شَفِيْعٍ أنْ يجعلَهُ مَلِياً بذلِكَ، وآمِلاً وافياً بكلِّ ذلك وأوفى. وأنْ يُعْظِمَ الأجْرَ والنفعَ بِهِ في الدَّارَيْنِ إنَّهُ قريبٌ مُجيبٌ. وما توفيقي إلّا بالله، عليه توكَّلتُ وإليهِ أُنيبُ. وهذه فهرسَةُ أنواعِهِ، فالأوَّلُ منها: معرِفَةُ الصَّحيحِ مِنَ الحديثِ… |
آخره |
… النوع الخامسُ والستون: معرفةُ أوطانِ الرُّواةِ وبُلدانِهم، وذلك مما يفتقِر حُفَّاظُ الحديث إلى معرفتِهِ في كثيرٍ من تصرُّفاتِهم، ومن مَظانِّ ذِكرهِ الطَّبقاتُ لابن سعدٍ. وقد كانت العَرَبُ إنَّما تَنْتَسِبُ إلى قبائِلِها، فلما جاء الإِسْلام، وغَلَبَ عَليهِم سُكنى القُرى والمدائن حَدَثَ فيما بَيْنَهُم الانتسابُ إلى الأوطانِ كما كانت الْعَجَمُ تَنتسِبُ، وأضاعَ كثيرٌ مِنهم أنسابَهُم، فلم يَبْقَ لَهُم غيرُ الانتسابِ إلى أوطانِهم. ومَن كان مِن الناقِلَةِ مِن بلدٍ إلى بلدٍ وأرادَ الْجَمْعَ بَينَهُما في الانتسابِ فَليبدأْ بِالأوَّلِ ثم بالثاني الْمُنْتَقِلِ إليهِ، وحَسُنَ أنْ يُدْخِلَ على الثاني كَلِمَةَ ثُمَّ، فيُقالُ في الناقِلَةِ مِن مِصْرَ إلى دِمَشْقَ مَثلاً: فُلان الْمِصْرِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، ومَن كان مِن أهلِ قريةٍ من قُرىْ بلدةٍ: فَجَائِز أنْ ينتسِبَ إلى القريةِ وإلى البلدَةِ أيضاً وإلى الناحِية التي مِنها تلكَ البلدَةُ أيضاً… المغيرةُ بنُ شُعبةَ وَوَرَّادٌ وعَبْدَةُ كُوفِيُّونَ، وابنُ جُريجٍ مَكِّيٌّ، وعبدُ الرزاق صَنْعَانِيٌّ يَمَانٍ، وعبدُ الرحمنِ بن بشرٍ فَشَيْخُنَا، ومَنْ بَينَهُما أجْمَعُونَ نَيْسَابُوْرِيُّوْنَ. وللهِ سُبحانه الحمدُ الأتَمُّ على ما أسبَغَ مِن إِفضالِهِ، والصلاةُ والسلامُ الأفضلانِ على سَيِّدِنا محمد وآلِهِ وعلى سَائِرِ النبيين، وآلِ كُلٍّ، نِهايةَ ما يسألُ السائلونَ، وغايَةَ ما يأمُلُ الآمِلونَ. آمين آمين آمين. |
الوضع العام |
توجد في آخره صفحتان من السماعات على المؤلف وتلاميذه منقولة من الأصل الخاص بالشيخ القاضي تقي الدين أبي عبد الله محمد بن الحسين بن رزين بسماعه من المؤلف ابن الصلاح سنة 636 هـ بدار الحديث الأشرفية، وسماعات في المدرسة الظاهرية سنة 670 هـ، وسماعات بخط أحمد بن أيبك بن عبد الله الحسامي. خطّ النَّسْخ الواضح المضبوط بالحركات، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات ومعارضات وسماعات ومقابلات على عدد من الشيوخ بإسنادهم إلى المؤلف. والعناوين مميزة بالأحمر أو بخطوط ضخمة. والغلاف جلد عثماني مذهب أحمر اللون تتوسطه شمسية مذهبة ومبطن من الداخل بورق الإيبرو، وعَليه تملّك محمد بن إبراهيم السلمي، وتملك أبي بكر رستم بن أحمد الشرواني ( )، وتملك محمود الحنفي، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 47758. |