العنوان |
الصواعق المرسلة على الندوة المهزلة .. |
---|
الكتاب: الصواعق المرسلة على الندوة المهزلة ..
المؤلف:
تقديم: هاني السيد السباعي يوسف
المصدر: الشاملة الذهبية
هذه الرسالة
لم يكن مرادنا في هذه الرسالة حصر جميع الشبهات الواردة على طالبي الحق .. فإن شبهات القوم لا تنتهي .. و لا يزال الشيطان يوحي إلى أوليائه زخرف القول غروراً .. و إنما تعرضنا لأشهر ما يطرحه كبراؤهم في هذا البلد .. بياناً للحق وتنبيها لطلبته، السائرين على الدرب.
و من الآفات المهلكة الانتصار للحزبية و المشايخ .. أو تقديمهم بين يدي الله تعالى و رسوله – صلى الله عليه وسلم – .. أو ترك كلام الله المحكم، لأقوالهم و مقالاتهم. فمادام الحق وضح بدليله، فلنعض عليه بنواجذك .. و لا ندعه لرأي أحد.
إننا نعلم علم اليقين أن شُبه القوم تحمل في طياتها ما ينسفها، و يأتي على بنيانها من القواعد، و قد خر السقف على أسلافهم و معاصريهم .. فلا هم يتعظون و لا هم يتذكرون!! و لكنها السنن!! و مع علمنا أن هذه الشبه والضلالات و الافتراءات مردود عليها علماً و عملاً .. نقلاً و عقلاً .. نصاً و واقعاً .. إلا أن واجب الجهاد بالقلم و الحجة و البيان أبى علينا إلا أن نبذل هذا الجهد المتواضع .. رفعاً للهمم وشحذاً للعزائم و تحريضاً لأهل العلم لقول كلمة الحق والصدع بالقول الفصل. و ليس لنا من هذا الجهد سوى نقل أقوال علماء أهل السنة و الجماعة من المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين. و قد توَخّينا الاختصار بغير إخلال و من أراد الاستزادة فعليه بالمصادر و المراجع المعتبرة في الباب المقصود.
يا أصحاب الندوة، و يا أهل العلم المتدثرين بدثار الرخص و التقية، أليس منكم رجل رشيد؟! أليس منكم رجل وقع الحق في قلبه موقعا فينتدب نفسه للدفاع عن الحق و أهله؟! أليس منكم من يقف موقف مؤمن آل فرعون؟! يذكِّر القوم ويحذِّرهم من بأس الله تعالى الذي لا مردَّ له عن كل متكبر جبار. أليس فيكم ناصح مشفق يقرع قلوب القوم بأيام الأمم الخالية و مصارعهم؟! أليس منكم من ينذر القوم بمقت الله و مقت المؤمنين لمن يجادل في آيات الله بغير حجة ولا برهان، و ينذرهم بطمس الله لقلوب المتكبرين المتجبرين، ويكشف لهم عن حقيقة الحياة الدنيا، وأنها متاع زائل لا ثبات له و لا دوام، و أن الآخرة هي الأصل و إليها النظر و الاعتبار؟!
إن العلم في المنهج الرباني يا قومنا، ليس لمجرد المعرفة، في صورة نظرية، أو مجرد معارف للدراسة باردة لا تعصم صاحبها من الهوى، ولا ترفعه من ثقلة الشهوات، ولا تدفع عنه كيد الشيطان، بل تذلل الطريق وتُعبِّدها له.
إن هذا الدين علم و عمل، إنه عقيدة صحيحة دافقة، مُحيِِية و موقظة، رافعة و مستعلية، و حركة تحقق مدلولها العملي فور استقرارها في الفؤاد.
يجب أن تتحقق حقيقة الإيمان في أنفس علمائنا و حقيقة الحق في قلوب أهل الحل و العقد منا حتى يتجلى فيهم موقف مؤمن آل فرعون الذي جهر بالحق بعد أن كان يكتم إيمانه. و حتى يتجلى فيهم استعلاء السحرة الذين قالوا لفرعون في قوة و ثبات {لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا … }. يا أهل العلم و ورثة الأنبياء اربأوا بأنفسكم أن تتمثل فيكم صور الذين حُمِّلوا التوراة ثم لم يحملوها و صورة الذي انسلخ من آيات الله فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين.
و بشرى لمن وفقه الله للتوبة و الإصلاح و البيان قال عز و جل {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.
إصدارات سلسلة الدين الخالص
العنوان |
الصواعق المرسلة على الندوة المهزلة .. |
---|