العنوان |
شاى أسود |
---|---|
المؤلف |
ربيع جابر |
يزعم أن الحياة لا قيمة لها (أولًا لأنها زائلة وثانيًا لأنها سلسلة لا متناهية من الرّغبات فالتحقّقات فالخيبات فالرّغبات، وثالثًا لأنّها غير مبرّرة- وهو اجتماع أوّلًا وثانيًا) لكنه يظل يتعلق بها ويكره أن يضجر ويودّ لو كذا أو كذا رغم أنه يعرف تفاهة هذا وسخافته، في النهاية
يجد أن المصالح وحدها تحدّد العلاقات لكن هذا لا يعني عدم فسح مجال هامش هائل أمام أخاديع الصداقة والحبّ…فالمصالح ليست ماديّة وحسب وإنما روحيّة ونفسيّة أيضًا
إنّه أناني بامتياز، ويريد للعالم أن يدور حوله لكن هذا لا يعني أنه لا يحب مساعدة الغير، كما وأنّه يكره أن لا يكون بإمكانه جعل كلّ الأطفال البؤساء أطفالًا في قمّة السعادة، ولكن (مرّة أخرى) قد يكون في هذا أيضًا أنانية مجرّدة، بمعنى أنّه يريد أن يكون أكبر وأقوى وأهم من أجله هو لا من أجلهم هم
إنّه يعرف أنّ القوة سراب وأن السّلطة سراب وأن الشهرة سراب ( مثلها كمثل السعادة أو الحبّ) لكنه يظل يتعلق بها، لماذا؟ لأنّه هكذا، لكن لماذا؟ سبب من سببين، أ أو ب:
أ- إنّه فقط ‘يزعم’ أنّ الحياة لا قيمة لها كعذر نفسي لإحجامه وتكاسله ( وربما عجزه) عن بلوغ ما يصبو إليه ( أيّ القوّة والمجد و…)
ب- إنه فعلًا يؤمن بما يزعم، لكن هذا لا يمنعه من التعلّق بالسراب لأنّه لا يريد أن ينتحر
لو افتح جمجمتي وافرغ محتوياتها على هذه الطاولة مثل سطل-يفكر حسام وهو يقضم التفاحة- لو احاول ان اقوم بعملية تصنيف واحدة لتلك المحتويات، ترى هل تكفيني حياة واحدة لانجاز المهمة؟
العنوان |
شاى أسود |
---|---|
المؤلف |
ربيع جابر |