العنوان |
دليل التائه |
---|---|
المؤلف |
محمد غزلان |
سيدى العدوى هو ذلك الولى الذى يستغيث به المصريون ليعاونهم فى البحث عن التائهين ، ومازال الناس يزعقون فى الشوارع كلما تاه لهم طفل
وقصص الصعايدة الذين خرجوا من قراهم ، حاملين ( خلجاتهم وهلاهيلهم ) على أكتافهم ، ضاربين بلاد الله لخلق الله ، يمشون على شريط السكة الحديد ، ويعدون الفلنكات ليعرفوا ماذا تبقى لهم من المسافة ليصلوا غاياتهم ، أو ماذا قطعوا من مسافة ليكونوا فى أبعد نقطة ممكنة عن قراهم ، والموروث الشعبى فى جنوب مصر مليء بأغاني الاغتراب والوحشة عن الذين خرجوا من بلادهم ولم يرجعوا ، أو على رأى يوسف إدريس ندهتهم النداهة . ولعل أشهر تغريبة فى التاريخ العربى هى تغريبة بنى هلال وهم صعايدة من أصول عربية ، وكأن جذور الاغتراب ترجع إلى العرب بطريقة ما ، فالعرب هم أشهر من عاشوا تجارب الارتحال والتنقل وراء الماء والكلأ وسجلوا فى ديوانهم ( الشعر) كل مظاهر الاغتراب والوحشة والظعن والترحال والحنين حتى صارت الرحلة وصار الحنين غرضين شعريين من أهم أغراض الشعر العربى .
فى حين عرف الصعايدة القدماء ( المصريين الخلص ) نوعاً من الاستقرار على ضفاف النيل ، وهو تاريخ القدماء المصريين المسجل فى البرديات وعلى جدران المعابد ، فما الذى حدث للمصريين بعد الفتح العربى لبلاد النيل ؟؟؟
، الصعايدة يؤكدون إن الشيخ العدوى واحد منهم ، وإنه عاش غريباً تائهاً فى بلاد الله ثم عاد للصعيد ودفن فيه .
العنوان |
دليل التائه |
---|---|
المؤلف |
محمد غزلان |