العنوان |
أظافر صغيرة .. وناعمة |
---|---|
المؤلف |
فهد العتيق |
نص ‘فهد العتيق’ في عمله الجديد ‘أظافر صغيرة… وناعمة’. ملتبس. والالتباس هنا يطاول المضمون كما الأسلوب حاملاً ‘المجموعة القصصية’ إلى مرتبة تلامس عتبة الأدب الرفيع، بل أخالها تطأ هذه العتبة. العتيق يحب محيطه ويكرهه. يحبه حتى أنه حفظ رائحة جدرانه وحاراته وأزقته، يحبه بتصويره البديع لأشخاصه ومخلفات كلابه وقططه. يعلم العتيق أنه وشخوصه بل استطراداً ‘أبطاله’ في مركب واحد، يتحركون في محيط ضيق لا يتغير ولا يتبدل، لكنهم يحفرون فيه طقوساً وعادات وأعرافاً يتوازنون بواسطتها مع مشاغل ومشاكل العيش. ينتبه ‘الراوي’ إلى حياة تغرق في دوامة لها خلفية منسوجة من مشايخ وباعة ونساء، نساء مجلبات بالعباءات السود وبالتعاويذ والرقيات حتى ليدخلن جو الأسطورة.الشخوص كلها قانعة بقدرها ، بدورة حياتها التي لا يقدر شيء على زحزحة إيقاعها الضارب في جذور يخال القارئ أنها لجمال تصويرها تنتمي على أصالة أكيدة. أما التباس الأسلوب فمسألة أخرى. تنتسب المجموعة في تقنية السرد المستعملة في النصف الأول من الكتاب إلى القرن العشرين بل الحادي والعشرين. نحن إزاء العبارة السريعة ، العبارة – البرقية، المتواترة والمتوالية الحضور كما سرعة الحياة الحديثة ، ملامسة في ذلك جمال تدفق عبارة محمد زفزافومن هنا فإن جواً واحداً من الانكسار القدري يلف كامل العمل ويجمعه إلى بعضه حتى يكاد يقربه ككل من ‘الرواية القصيرة’ ، وهو لو ملك الجرأة لأسماه رواية. وماذا يمنع ذلك ؟ فالرواية الحديثة باتت كائناً حراً ينمو سواء بالحدث أو بالشخصية أو الجو أو التداعي ، وهي ابنة الأزمنة الحديثة ، تتغير وتتحرر بتبدلها. ومع انفتاح النصوص والأنواع الأدبية وتجاور عناصرها المختلفة في ما بعد الحداثة، قد يمكن لهذا العمل الانتماء إلى الرواية، سيما وأنه في الرواية الحديثة لم يبق خيط السرد المتصاعد معياراً أساسياً للحكم على انتساب العمل إلى عالم الرواية، ثمة جو أصيل وخاص يلف العمل من أوله إلى نهايته.
العنوان |
أظافر صغيرة .. وناعمة |
---|---|
المؤلف |
فهد العتيق |