العنوان |
لسان الميزان (ج: 1). |
---|---|
المؤلف |
أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، الشافعي ت 852 هـ/ 1448م |
رقم المخطوطة |
347 |
عدد الأوراق |
253 |
عدد الأسطر |
25 |
تاريخ النسخ |
845 هـ/ 1441م |
الناسخ |
عبد الرحمن بن أحمد القلقشندي ( ) |
المقاييس |
238 × 156 ـ 176 × 107 |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم، وَصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه، الحمد لله المحمود بكلِّ لسان، المعروف بالجود والإحسان، الذي خلق الإنسان، وعلمه البيان، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله شهادةً أدَّخِرُها يومَ العرض على الميزان، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله المُنتَخَب مِن ولدِ عدنان، صلى الله عليه وسلم، وعلى عِتْرَتِهِ الطاهرين وصَحْبِهِ الأكرمين، ما اتَّفَقَ الفَرْقَدانِ واختلَفَ الجَدِيدان. أما بعد: فإنّ خيرَ الأعمال الاشتغال بالعِلم الدينيّ، وأفضله وأعظمه بركةً معرفةُ صحيح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من مدخوله، ومنقطعه من موصوله، وسالمه من معلوله، ولما خصَّ الله تعالى هذه الأمّة المحمدية بضبط حديثِ نَبِيِّها بالإسناد المأمون، وتولى هو حِفْظَ كتابهِ العزيز؛ فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ( )، وَنَدَبَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إلى الأخذ منه، والتبليغ عنه، وأوضح أنَّ أحاديثه عليها مَدار الشريعة، وبيان مُراد الكتاب العزيز، وإنها المُفسِّرة لِمُجْمَلِهِ، والفاتِحة لِمُغلَقِهِ، فقال صلى الله عليه وسلم: <نَضَّرَ الله امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثاً فَأدَّاه كَمَا سَمِعَه؛ فَرُبّ حامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ وَرُبّ حامِلِ فِقْهٍ إلى مَنْ هُو أَفْقَهُ مِنْهُ> ( ) وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة حجّة الوداع وقد بلغت التواتر: <ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: فليبلغ الشاهدُ الغائبَ فرُبَّ مبلغ أوعى من سامع> وقال صلى الله عليه وسلم <أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ القرآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ> وفي لفظٍ: <ألا هلْ عَسَى رجلٌ يَبْلُغُهُ الحديثُ عنِّي، وهو مُتَّكئُ على أرِيكَتِهِ، فيقول: بيننا وبينكم كتابُ الله، فما وجدنا فيه حلالاً استحللْناهُ، وما وَجَدْنا فيه حراماً استحرَّمْنَاهُ، وإن ما حرَّم رسولُ الله كما حَرَّمَ اللهُ> ( ). حَسَّنَهُ الترمذيُّ وصَحَّحه الحاكم والبيهقي… ثم ألَّفَ الحُفَّاظُ في أسماء المجروحين كُتُباً كثيرةً كُلٌّ منهم على مبلغ عِلْمِهِ، ومقدارِ ما وصل إليه اجتهادُهُ، ومِن أجمع ما وقفتُ عليه في ذلك: كتابَ الميزان؛ الذي ألَّفَهُ الحافظُ أبو عبد الله الذهبيّ وقد كُنْتُ أردتُ نَسْخَهُ على وَجْهِهِ فَطالَ عليَّ فرأيتُ أنْ أحذفَ منه أسماء مَن أخرج له الأئمة الستة في كتبهم أو بعضُهم، فلما ظَهَرَ لي ذلك استَخَرْتُ الله تعالى، وكتبتُ منه ما ليس في تهذيب الكمال، وكان لي مِن ذلك فائدتان: إحداهما الاختصار والاقتصار، فإنّ الزمان قصيرٌ، والعمر يسير، والأخرى: إن رجال التهذيب إما أئمة موثوقون، وإما ثقات مقبولون، وإما قومٌ ساء حِفظهم، ولم يطرحوا، وإما قوم تُركوا وجرحوا، فإن كان القصد بذكرهم أنه يُعلم أنه تكلم فيهم في الجملة فتراجمهم مُستوفاة في التهذيب، وقد جمعتُ أسماءهم، أعني من ذكر منهم في الميزان، وسردتها في فصل آخر الكتاب، ثم انني زدت في الكتاب جملة كثيرة، فما زدته عليه من التراجم المستقلة جعلت قبالته أو فوقه: زاي: ز، ثم وقفت على مجلد لطيف لشيخنا حافظ الوقت أبي الفضل بن الحسين جعله ذيلاً على الميزان، ذكر فيه مَن تكلم فيه وفات صاحب الميزان ذِكره، والكثير منهم من رجال التهذيب، فعلّمت على مَن ذكره شيخُنا في هذا الذيل صورة (ذ) إشارة إلى أنه من الذيل لشيخنا، وما زدته في أثناء ترجمة ختمت كلامه بقول: انتهى. وما بعدها فهو كلامي، وَسَمَّيْتُهُ: لسان الميزان. وها أنا أسوق خطبته على وجهها، ثم اختمها بفوائد وضوابط نافعة إن شاء الله تعالى… |
آخره |
… لما ظهرت زينب الكذابة، وزعمت أنها بنت فاطمة وعلي، قال المتوكل لجلسائه بعد أن أُحضرت إليه: كيف لنا أن نعلم صحة أمر هذه؟ فقال له الفتح بن خاقان: أحضرْ ابن الرضى، يُخبرْكَ حقيقةَ أمرِها. فحضر، فرحَّب بهِ، وسأله، فقال: المحنة في ذلك قريبة، إنّ الله حرَّم لحمَ جميع ولدِ فاطمةَ على السِّباع، فألقِها للسباع، فإنْ كانت صادقةً لم تتعرَّضْ لها، وإنْ كانت كاذبةً أكلتها. فعرض ذلك عليها فأكذبتْ نفسَها، فأُديرت على جَمَلٍ في طرُقات سُرَّ مَنْ رَأى يُنادى عليها بأنها زينب الكذابة، وليس بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم رَحِمٌ ماسَّةٌ، فلما كان بعد أيام؛ قال علي بن الجهم: يا أمير المؤمنين لو جرَّب قولَهُ في نفسِهِ لعرفنا حقيقته؛ فجرّبه وألقاهُ في مكانٍ فيه السباعُ مُطلقةً؛ فلم تتعرضْ له. فقال المتوكل: والله لئن ذكرتم هذا لأحد من الناس لأضربن أعناقكم. والله سبحانه وتعالى أعلم. |
الوضع العام |
خطّ التعليق المضبوط بالحركات أحياناً، والعناوين والرموز مكتوبة باللون الأحمر. وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات. عليه تملك حسين بن رستم بالقاهرة، وتملك محمد المظفري، وتملك محمد بن أحمد الغيطي ( ) سنة 948هـ. وفي آخره تواريخ ولادات سنة ووفيات 857 هـ، والغلاف جلد عثماني مغلف بالقماش، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 49113. |