مخطوطة – العناية في شرح الهداية (الجزء الثاني)
عنوان المخطوط: العناية في شرح الهداية (الجزء الثاني) ( ).
المؤلف: محمد بن مَحْمُوْد البابرتي، أكمل الدين، ت 786 هـ/ 1384م ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 403، الورقة: 206 × 130 ـ 142 × 072، عدد الأسطر: (19).
أوله: كتاب النكاح. لَمَّا فَرَغَ مِنْ الْعِبَادَاتِ شَرَعَ فِي الْمُعَامَلاتِ، وَابْتَدَأَ مِنْ بَيْنِهَا بِالنِّكَاحِ؛ لأَنَّ فِيهِ مَصَالِحَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَقَدْ اشْتَهَرَتْ فِي وَعِيدِ مَنْ رَغِبَ عَنْهُ؛ وَتَحْرِيضِ مَنْ رَغِبَ فِيهِ الآثَارُ، وَمَا اتَّفَقَ فِي حُكْمٍ مِنْ أَحْكَامِ الشَّرْعِ مِثْلُ مَا اتَّفَقَ فِي النِّكَاحِ مِنْ اجْتِمَاعِ دَوَاعِي الشَّرْعِ؛ وَالْعَقْلِ؛ وَالطَّبْعِ. فَأَمَّا دَوَاعِي الشَّرْعِ ـ مِنَ الْكِتَابِ؛ وَالسُّنَّةِ؛ وَالإِجْمَاعِ ـ فَظَاهِرَةٌ. وَأَمَّا دَوَاعِي الْعَقْلِ: فَإِنَّ كُلَّ عَاقِلٍ يُحِبُّ أَنْ يَبْقَى اسْمُهُ، وَلا يَنْمَحِي رَسْمُهُ، وَمَا ذَاكَ غَالِباً إلا بِبَقَاءِ النَّسْلِ. وَأَمَّا الطَّبْعُ: فَإِنَّ الطَّبْعَ الْبَهِيمِيَّ مِنَ الذَّكَرِ وَالأُنْثَى يَدْعُو إلى تَحْقِيقِ مَا أُعِدَّت مِنَ الْمُبَاضَعَاتِ الشَّهْوَانِيَّةِ؛ وَالْمُضَاجَعَاتِ النَّفْسَانِيَّةِ، وَلا مَزْجَرَةَ فِيهَا إذَا كَانَتْ بِأَمْرِ الشَّرْعِ؛ وَإِنْ كَانَتْ بِدَوَاعِي الطَّبْعِ؛ بَلْ يُؤْجَرُ عَلَيْهِ، بِخِلَافِ سَائِرِ الْمَشْرُوعَاتِ.
وَالنِّكَاحُ فِي اللُّغَةِ: عِبَارَةٌ عَنْ الْوَطْءِ، ثُمَّ قِيلَ لِلتَّزَوُّجِ: نِكَاحٌ؛ مَجَازاً لأَنَّهُ سَبَبٌ لَهُ، وَقِيلَ: هُوَ مُشْتَرَكٌ بَيْنَهُمَا. وَفِي الاصْطِلاحِ: عَقْدٌ وُضِعَ لِتَمْلِيكِ مَنَافِعِ الْبُضْعِ.
وَسَبَبُهُ: تَعَلُّقُ الْبَقَاءِ الْمَقْدُورِ بِتَعَاطِيهِ. وَشَرْطُهُ الْخَاصُّ: حُضُورُ شَاهِدَيْنِ، لا يَنْعَقِدُ إلّا بِهِ، بِخِلافِ بَقِيَّةِ الأَحْكَامِ، فَإِنَّ الشَّهَادَةَ فِيهَا لِلظُّهُورِ عِنْدَ الْحَاكِمِ؛ لا الانْعِقَادِ. وَشَرْطُهُ الْعَامُّ: الأَهْلِيَّةُ؛ بِالْعَقْل؛ وَالْبُلُوغِ؛ وَالْمَحَلِّ، وَهِيَ امْرَأَةٌ لَمْ يَمْنَعْ مِنْ نِكَاحِهَا مَانِعٌ شَرْعِيٌّ. وَرُكْنُهُ: الإِيجَابُ وَالْقَبُولُ كَمَا فِي سَائِرِ الْعُقُودِ؛ وَالإِيجَابُ: هُوَ الْمُتَلَفَّظُ بِهِ أَوَّلا مِنْ أَيِّ جَانِبٍ كَانَ، وَالْقَبُولُ: جَوَابُهُ. وَحُكْمُهُ: ثُبُوتُ الْحِلِّ عَلَيْهَا. وَوُجُوبُ الْمَهْرِ عَلَيْهِ، وَحُرْمَةُ الْمُصَاهَرَةِ، وَالْجَمْعُ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ، وَهُوَ فِي حَالَةِ التَّوَقَانِ وَاجِبٌ؛ لأَنَّ التَّحَرُّزَ عَنْ الزِّنَا وَاجِبٌ، وَهُوَ لا يَتِمُّ إلّا بِالنِّكَاحِ، وَمَا لا يَتِمُّ الْوَاجِبُ إلّا بِهِ؛ فَهُوَ وَاجِبٌ، وَفِي حَالَةِ الاعْتِدَالِ؛ مُسْتَحَبٌّ، وَفِي حَالَةِ خَوْفِ الْجَوْرِ؛ مَكْرُوهٌ…
آخره:… وَقَوْلُهُ: (فِي هَذِهِ الْوُجُوهِ) أَيْ: فِي السِّقَايَةِ؛ وَالْخَانِ؛ وَالرِّبَاطِ؛ وَالْمَقْبَرَةِ. وَقَوْلُهُ: (وَيُكْتَفَى بِالْوَاحِدِ) ظ [ظَاهِرٌ]، وَقَوْلُهُ: (سُكْنَى الْحَاجِّ بَيْتُ اللهِ تعالى) الْحَاجُّ: اسْمُ جَمْعٍ بِمَعْنَى الْحُجَّاجِ؛ كَالسَّامِرِ بِمَعْنَى السُّمَّارِ فِي قَوْله تعالى: {سَامِرًا تَهْجُرُونَ} ( ). وَالثَّغْرُ: مَوْضِعُ الْمَخَافَةِ مِنْ فُرُوجِ [جمع فُرجة] الْبُلْدَانِ، وَيُقَالُ: رَابِطُ الْجَيْشِ: أَقَامَ فِي الثَّغْرِ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ؛ مُرَابَطَةً؛ وَرِبَاطاً، وَاَللهُ تعالى أَعْلَمُ بالصَّوابِ.
تم الجلد الأول من العناية في شرح الهداية بحمد الله تعالى وعونه وحُسن توفيقه، في شهر رجب المرجب ( ) لسنة إحدى وثلاثين وألف على يد العبد الفقير؛ أحمد بن محمد بن الحاج تيمور الموروي، عن قلعة آنابولي المحمية، قسطنطينية، في مدرسة قهرية [قعرية: قرية].
ملاحظات: الناسخ: أحمد بن محمد بن الحاج تيمور الموروي. تاريخ النسخ: سنة 1031هـ/ 1621م. الوضع العام: خطّ التعليق، وفي أوله فهرس في ثلاث صفحات، والعناوين وكلمة قال مكتوبة باللون الأحمر، والمتن مميز بخطوط حمراء فوقه، وعَليه تملّك عمر ابن الحاج محمد المدعو بچاوش زاده، وتملك عبد الله نائلي سنة 1164هـ. والغلاف جلد عثماني مغلف بالقماش الأصفر، وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 51459.
بيانات الكتاب
العنوان | العناية في شرح الهداية (الجزء الثاني) |
---|---|
المؤلف | محمد بن مَحْمُوْد البابرتي، أكمل الدين، ت 786 هـ/ 1384م |
رقم المخطوطة | 553-1 |
عدد الأسطر | 19 |
تاريخ النسخ | سنة 1031هـ/ 1621م |
الناسخ | أحمد بن محمد بن الحاج تيمور الموروي |
عدد الأوراق وقياساتها | 403، الورقة: 206 × 130 ـ 142 × 072 |
أوله | كتاب النكاح. لَمَّا فَرَغَ مِنْ الْعِبَادَاتِ شَرَعَ فِي الْمُعَامَلاتِ، وَابْتَدَأَ مِنْ بَيْنِهَا بِالنِّكَاحِ؛ لأَنَّ فِيهِ مَصَالِحَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَقَدْ اشْتَهَرَتْ فِي وَعِيدِ مَنْ رَغِبَ عَنْهُ؛ وَتَحْرِيضِ مَنْ رَغِبَ فِيهِ الآثَارُ، وَمَا اتَّفَقَ فِي حُكْمٍ مِنْ أَحْكَامِ الشَّرْعِ مِثْلُ مَا اتَّفَقَ فِي النِّكَاحِ مِنْ اجْتِمَاعِ دَوَاعِي الشَّرْعِ؛ وَالْعَقْلِ؛ وَالطَّبْعِ. فَأَمَّا دَوَاعِي الشَّرْعِ ـ مِنَ الْكِتَابِ؛ وَالسُّنَّةِ؛ وَالإِجْمَاعِ ـ فَظَاهِرَةٌ. وَأَمَّا دَوَاعِي الْعَقْلِ: فَإِنَّ كُلَّ عَاقِلٍ يُحِبُّ أَنْ يَبْقَى اسْمُهُ، وَلا يَنْمَحِي رَسْمُهُ، وَمَا ذَاكَ غَالِباً إلا بِبَقَاءِ النَّسْلِ. وَأَمَّا الطَّبْعُ: فَإِنَّ الطَّبْعَ الْبَهِيمِيَّ مِنَ الذَّكَرِ وَالأُنْثَى يَدْعُو إلى تَحْقِيقِ مَا أُعِدَّت مِنَ الْمُبَاضَعَاتِ الشَّهْوَانِيَّةِ؛ وَالْمُضَاجَعَاتِ النَّفْسَانِيَّةِ، وَلا مَزْجَرَةَ فِيهَا إذَا كَانَتْ بِأَمْرِ الشَّرْعِ؛ وَإِنْ كَانَتْ بِدَوَاعِي الطَّبْعِ؛ بَلْ يُؤْجَرُ عَلَيْهِ، بِخِلَافِ سَائِرِ الْمَشْرُوعَاتِ. |
آخره | … وَقَوْلُهُ: (فِي هَذِهِ الْوُجُوهِ) أَيْ: فِي السِّقَايَةِ؛ وَالْخَانِ؛ وَالرِّبَاطِ؛ وَالْمَقْبَرَةِ. وَقَوْلُهُ: (وَيُكْتَفَى بِالْوَاحِدِ) ظ [ظَاهِرٌ]، وَقَوْلُهُ: (سُكْنَى الْحَاجِّ بَيْتُ اللهِ تعالى) الْحَاجُّ: اسْمُ جَمْعٍ بِمَعْنَى الْحُجَّاجِ؛ كَالسَّامِرِ بِمَعْنَى السُّمَّارِ فِي قَوْله تعالى: {سَامِرًا تَهْجُرُونَ} ( ). وَالثَّغْرُ: مَوْضِعُ الْمَخَافَةِ مِنْ فُرُوجِ [جمع فُرجة] الْبُلْدَانِ، وَيُقَالُ: رَابِطُ الْجَيْشِ: أَقَامَ فِي الثَّغْرِ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ؛ مُرَابَطَةً؛ وَرِبَاطاً، وَاَللهُ تعالى أَعْلَمُ بالصَّوابِ. |
الوضع العام | خطّ التعليق، وفي أوله فهرس في ثلاث صفحات، والعناوين وكلمة قال مكتوبة باللون الأحمر، والمتن مميز بخطوط حمراء فوقه، وعَليه تملّك عمر ابن الحاج محمد المدعو بچاوش زاده، وتملك عبد الله نائلي سنة 1164هـ. والغلاف جلد عثماني مغلف بالقماش الأصفر، وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 51459. |
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.