Search
Search

مخطوطة – يتيمة الدهر

نبذة عن كتاب مخطوطة – يتيمة الدهر

عنوان المخطوط: يتيمة الدهر ( ).
المؤلف: عبد الملك بن محمد الثعالبي، أبو منصور ت 429 هـ/ 1037م ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 456، الورقة 268 × 158 ـ 195 × 099 عدد الأسطر: (35).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، حمدُ الله خيرُ مَا بُدِئَ بِهِ الْكَلام وَختم، وَصلى الله على سيدنا محمد النَّبِي الْمُصْطَفى وَسلم. أما بعد فَإِن محَاسِن أَصْنَاف الأدَب كَثِيرَة، ونكتها قَليلَة، ونوادر الأَقَاوِيل مَوْجُودَة، وثمارها عزيزة، وأجسام النّظم والنثر جمّة، وأرواحهما نزرة، وقشورهما معرضة، ولبوبهما مغرضة. وَلما كَانَ الشّعْر عُمْدَة الأَدَب، وَعلم الْعَرَب الَّذِي اخْتصّت بِهِ عَن سَائِر الأُمَم، وبلسانهم جَاءَ كتاب الله الْمنزل على النَّبِي مِنْهُم الْمُرْسل؛ صلوات الله عَلَيْهِ، أشعار الإسلاميين أرق من أشعار الجاهليين، وأشعار الْمُحدثين ألطف من أشعار الْمُتَقَدِّمين، وأشعار المولدين أبدع من أشعار الْمُحدثين، ثمّ كَانَت أشعار العصريين أجمع لنوادر المحاسن، وأنظم للطائف الْبَدَائِع؛ من أشعار سَائِر الْمَذْكُورين؛ لانتهائها إِلَى أبعد غايات الْحسن، وبلوغها أقْصَى نهايات الْجَوْدَة والظرف، تكَاد تخرج من بَاب الإِعْجَاب إِلَى الإعجاز، وَمن حَدِّ الشّعْر إِلَى السحر، فَكَأَن الزَّمَان ادخر لنا من نتائج خواطرهم، وثمرات قرائحهم، وأبكار أفكارهم أتمَّ الأَلْفَاظ والمعاني؛ اسْتِيفَاء لأقسام البراعة، وأوفرها نَصِيباً من كَمَال الصَّنْعَة، ورونق الطلاوة.
وكذاك قد سَاد النَّبِي محمد كل الأَنَام وَكَانَ آخر مُرْسل
… وَقد كنت تصديت لعمل ذَلِك فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلثمائة؛ والعمر فِي إقباله، والشباب بمائه، فافتتحته باسم بعض الوزراء مجرياً إِيَّاه مجْرى مَا يتَقرَّب بِهِ أهل الأَدَب إِلَى ذَوي الأخطار والرتب، وَمُقِيماً ثمار الْوَرق مقَام نثار الْوَرق، وكتبته فِي مُدَّة تقصر عَن إِعْطَاء الْكتاب حَقه، وَلا تتسع لتوفية شَرطه، فارتفع كعجالة الرَّاكِب، وقبسة العجلان، وقضيت بِهِ حَاجَة فِي نَفسِي، وَأَنا لا أَحسب المستعيرين يتعاورونه، والمنتسخين يتداولونه حَتَّى يصير من أنفس مَا تشح عَلَيْهِ أنفس أدباء الإخوان، وتسير بِهِ الركْبَان إِلَى أقاصي الْبلدَانِ، فتواترت الْأَخْبَار وَشهِدت الآثَار بحرص أهل الْفضل على غُرره، وعدهم إِيَّاه من فرص الْعُمر وغرره، واهتزازهم لزهره، واقتفارهم لفِقَرِه… ثمَّ إِن هَذَا الْكتاب الْمُقَرّر يَنْقَسِم إِلَى أَرْبَعَة أَقسَام يشْتَمل كل قسم مِنْهَا على أَبْوَاب وفصول:
الْقسم الأول: فِي محَاسِن أشعار آل حمدَان وشعرائهم وَغَيرهم من أهل الشَّام وَمَا يجاورها ومصر والموصل وَالْمغْرب ولُمع من أخبارهم.
الْقسم الثَّانِي: فِي محَاسِن أشعار أهل الْعرَاق وإنشاء الدولة الديلمية من طَبَقَات الأفاضل وَمَا يتَعَلَّق بهَا من أخبارهم ونوادرهم وفصوص من فُصُول المترسلين مِنْهُم.
الْقسم الثَّالِث: فِي محَاسِن أشعار أهل الْجبَال وَفَارِس وجرجان وطبرستان وأصفهان من وزراء الدولة الديلمية وكتابها وقضاتها وشعرائها وَسَائِر فضلائها وَمَا ينضاف إِلَيْهَا من أخبارهم وغرر ألفاظهم.
الْقسم الرَّابِع: فِي محَاسِن أهل خُرَاسَان وَمَا وَرَاء النَّهر من إنْشَاء الدولة السامانية والغزنية والطارئين على الحضرة ببُخارى من الآفَاق والمتصرفين على أَعْمَالهم، وَمَا يستطرف من أخبارهم وخاصة أهل نيسابور، والغرباء الطارئين عَلَيْهَا والمقيمين بهَا، وَفِيمَا لم يَقع إِلَيّ من جنس هَذَا الْكتاب كَثْرَة وَلَعَلَّه يزِيد على مَا حصل لدي وَمن يقدر على حصر الأنفاس وَضبط بَنَات الأفكار، وَفِي الزوايا خبايا وَلا نِهَايَة للخواطر، وَلا مُنْقَطع لمواد المحاسن، وَمَا على الْمُؤلف إِلّا جهده، وَمَا توفيقي إِلا بِالله، عَلَيْهِ توكلت وَإِلَيْهِ أنيب…
آخره:… وأنشدني الأَمِير أَبُو الْفضل لَهُ:
إِذا كنت مُعْتَقداً ضَيْعَة فإياك والشركاء الوجوها
لأَنَّك تقْرَأ
البس ثياباً وَكُن حماراً فَإِنَّمَا تكرَمُ الثِّيَاب
انْتهى الْبَاب الْعَاشِر فتم بِهِ الْكتاب. وَبَقِي على ذكر قوم من أهل نيسابور لم تحضرني أشعارهم وهم: أَبُو سَلمَة الْمُؤَدب، وَأَبُو حَامِد الخارزنجي… وَالشَّيْخ أَبُو نصر بن مشكان، وَأَبُو الْعَلاء بن حسولة؛ أيده الله تعالى، وسيتفق لي أَو لمن بعدِي إِلْحَاق مَا يحصل من ملح أشعارهم بِهَذَا الْبَاب إِن شَاءَ الله تَعَالَى، وَله الْحَمد والْمِنَّة وَالشُّكْر، وصلواته على النَّبِي الْمُصْطَفى محمد وَآله الطاهرين، وَالصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وتابعيهم بِإِحْسَان إِلَى يَوْم الدّين، والحمد لله رب العالمين، آمين.
وَهَذِه زِيَادَة ألحقها الأَمِير أَبُو الْفضل عبيد الله بن أَحْمد الميكالي رَحمَه الله تَعَالَى، بِخَطِّهِ فِي آخر المجلدة الرَّابِعَة من نسخته على لِسَان الْمُؤلف… وَلَقَد قَالَ الشَّيْخ أَبُو مَنْصُور رَحمَه الله تَعَالَى لبَعض تلامذته أَوَان الْقِرَاءَة: قد أجزت مَا فعله الأَمِير، وَإِن شِئْت أَن تثبته فِي مَوْضِعه من الْكتاب فافعل، فقد أجزتك بذلك. أَبُو الْحسن عَليّ بن محمد الغزنوي مولداً الأَصْبَهَانِيّ منشأ حَسَنَةُ أرضه، ونادرةُ دهره… وقوله فِي نكبته:
لَئِن غصبت أَيدي الْمَظَالِم ضيعتي فَلم تغتصب ديني وَعلمِي وأخلاقي
وَإِن ثمدت مَالِي الجوائح فَالَّذِي تكفل بالأرزاق يُوسع أرزاقي
فديني موفور وعقلي رَاجِح ووزري منزور وَعلمِي لي بَاقِي
وعرضي مصونٌ عَن مخاز تظافرت على هاضمي وَالْحَمْد لله خلاقي
وَمَا أرتجي فِي آجلي من مثوبة وَذخر جزيل فَهُوَ أنفس أعلاقي
فسبحان من فِي كل عَارض مِحْنَةٍ لَهُ مِنْحَةٌ يقْضِي لَهَا الشُّكْر أطواقي
وإلى هنا انتهى كتاب اليتيمة؛ بعون ذي المواهب الجسيمة، والهبات العميمة.
وكان الفراغ منه يوم الخميس المبارك، افتتاح عام اثنين وأربعين بعد مائة وألف خلت من هجرة مَنْ لَهُ الْعِزُّ والشرف، على يد أسير ذنبه، أرجى عفو ربه، عبد الله بن عبد الله بن سلامة المؤذن. غفر الله له ولوالديه والمسلمين.
إنْ ترى إساءةً يا ماجداً أو سوءَ خطّ
فغُضَّ فضلاً وادكّر مَن ذا الذي ما ساء قطّ
ملاحظات: كتب على صفحة العنوان في أوله بيتان للشاعر ابن قلاقس ( ):
أبياتُ أشعار اليتيمةْ أبكار أفكار قديمةْ
ماتوا وعاشت بعدهم فلذاك سٌمِّيَتِ اليتيمةْ
الناسخ: عبد الله بن عبد الله بن سلامة المؤذن. تاريخ النسخ: سنة 1142 هـ/ 1729 م. الوضع العام: خطّ عربي عادي مضبوط بالحركات أحياناً، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة، وكافة الصفحات لها إطارات باللون الأحمر والأسود، وتوجد على الهوامش تصحيحات، والغلاف جلد عثماني مذهّب، وعَليه تملّك السيد علي برهان. وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 53890.

بيانات كتاب مخطوطة – يتيمة الدهر

العنوان

يتيمة الدهر

المؤلف

عبد الملك بن محمد الثعالبي، أبو منصور ت 429 هـ/ 1037م

رقم المخطوطة

1222

عدد الأسطر

35

تاريخ النسخ

سنة 1142 هـ/ 1729 م

الناسخ

عبد الله بن عبد الله بن سلامة المؤذن

عدد الأوراق وقياساتها

456، الورقة 268 × 158 ـ 195 × 099

أوله

بسم الله الرحمن الرحيم، حمدُ الله خيرُ مَا بُدِئَ بِهِ الْكَلام وَختم، وَصلى الله على سيدنا محمد النَّبِي الْمُصْطَفى وَسلم. أما بعد فَإِن محَاسِن أَصْنَاف الأدَب كَثِيرَة، ونكتها قَليلَة، ونوادر الأَقَاوِيل مَوْجُودَة، وثمارها عزيزة، وأجسام النّظم والنثر جمّة، وأرواحهما نزرة، وقشورهما معرضة، ولبوبهما مغرضة. وَلما كَانَ الشّعْر عُمْدَة الأَدَب، وَعلم الْعَرَب الَّذِي اخْتصّت بِهِ عَن سَائِر الأُمَم، وبلسانهم جَاءَ كتاب الله الْمنزل على النَّبِي مِنْهُم الْمُرْسل؛ صلوات الله عَلَيْهِ، أشعار الإسلاميين أرق من أشعار الجاهليين، وأشعار الْمُحدثين ألطف من أشعار الْمُتَقَدِّمين، وأشعار المولدين أبدع من أشعار الْمُحدثين، ثمّ كَانَت أشعار العصريين أجمع لنوادر المحاسن، وأنظم للطائف الْبَدَائِع؛ من أشعار سَائِر الْمَذْكُورين؛ لانتهائها إِلَى أبعد غايات الْحسن، وبلوغها أقْصَى نهايات الْجَوْدَة والظرف، تكَاد تخرج من بَاب الإِعْجَاب إِلَى الإعجاز، وَمن حَدِّ الشّعْر إِلَى السحر، فَكَأَن الزَّمَان ادخر لنا من نتائج خواطرهم، وثمرات قرائحهم، وأبكار أفكارهم أتمَّ الأَلْفَاظ والمعاني؛ اسْتِيفَاء لأقسام البراعة، وأوفرها نَصِيباً من كَمَال الصَّنْعَة، ورونق الطلاوة.

آخره

… وأنشدني الأَمِير أَبُو الْفضل لَهُ:

الوضع العام

خطّ عربي عادي مضبوط بالحركات أحياناً، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة، وكافة الصفحات لها إطارات باللون الأحمر والأسود، وتوجد على الهوامش تصحيحات، والغلاف جلد عثماني مذهّب، وعَليه تملّك السيد علي برهان. وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 53890.

شارك مع الأخرین :

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

کتب ذات صلة

للتحمیل اضغط هنا

الرابط المباشر

شارک مع الآخرین :