العنوان |
رسالة متعلقة بالاعتقاد |
---|---|
المؤلف |
محمد بن بهاء الدين بن لطف الله البهائي، ت 952 هـ/ 1545م |
رقم المخطوطة |
1460-92 |
عدد الأسطر |
25 |
عدد الأوراق وقياساتها |
249/ ب ـ 254/ آ، الورقة 205 × 128 ـ 148 × 085 |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم، وَعليكَ توكُّلي يا كريم. اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدُّنيا، وفي الآخرة، وأسبغ علينا من نِعمِك المتوالية المتواترة، اللهم نور قلوبنا بنور الإيقان، طهّرنا عن ظُلمات الجُحُودِ والطُّغيان، اللهم أتمم علينا نِعمتك بإدامتِها، وأنعِم علينا بدوام التضرُّع في استدامتها، ويسّر لنا الحمد على آلائك، والشكر على نعمائك… وبعد فلما كان الدِّينُ والاعتقادُ الصحيحُ في المبدأ والمعاد أهمّ المُهمّات، ومناط الرّشد والرشاد… أردتُ أنْ أكتُبَ شيئاً في مسألة إثبات الواجب وتوحيده، إذْ هي الرأسُ في أمرِ الدُّنيا، والعُمدة في تسديده، ولمّا كثُر في تلك المسألة أقاويل العلماء؛ أردتُ أنْ أُفصِّلَها، وأبيِّنَ ما في كلٍّ منها من الداء والدواء، لعلّ الله يجعله لأمراض القلوب شِفاء… اعلمْ أنّ العلماء قاطبةً، بل العقلاء كافّةً؛ قد اتّفقوا: أن الوجود موجوداً واجباً وجوده من ذاته، وجميع الكمالات من لوازمه وصفاته، إلا أنهم اختلفوا في أنّ وجودَ الواجبِ غيرُ ذاتِهِ، أو هو أمرٌ زائدٌ على ما هيّته، وإلى الأوّل ذهبت الحكماء، ومشايخ المتصوّفة، وإلى الثاني ذهب أكثرُ المتكلمين… |
آخره |
… واعلم أنّ حقيقة الإيمان: التصديق لله تعالى ولرسوله في كل ما أَنْزَلَ اللهُ وأخبرَ عنه رسولُ الله، وعلامته اللازمة حبّ الله، وحبّ رسوله، وتعظيم إلهيته، وتعظيم رسوله، فمن آمن بالله ورسوله، وأحبّ وعظّم اللهَ ورسولَه، فهو مؤمنٌ حقيقيٌّ، لكنه إن اعتقدَ أمراً على خِلاف ما عليه الجُمهور مِن أُمَّة محمد عليه السلام زاعِماً أنّه مُرادُ لله، ومرادُ رسولِ الله، فذاك الاعتقاد لا يُخرجُهُ عن الإيمان، ولا يُدخِلُهُ في الكُفْرِ. فاقرأْ قولَه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ( )، ومن الاهتداء؛ التجنُّب عن تكفير مَنْ قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ما دام يُعظِّمُ الله، ويُحبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. |