مخطوطة – إجازة راغب پاشا في الأحاديث المسلسلة

نبذة عن كتاب مخطوطة – إجازة راغب پاشا في الأحاديث المسلسلة

عنوان المخطوط: إجازة راغب پاشا في الأحاديث المسلسلة ( ).
المُؤَلِّف، الْمُجيز: علي بن مصطفى الدباغ، أبو الفتوح، الميقاتي، الشافعي، الحلبي (ت 1174 هـ/ 1760م) ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 36/ ب ـ 37/ ب، الورقة: 209 × 153 ـ 147 × 087، عدد الأسطر: (21).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي رفع قدر أهل الحديث، وميّزهم على غيرهم في القديم والحديث… وبعد فإن من ألطف أنواع الحديث الأحاديث المسلسلة؛ إذ هي بكيفيات التلقي متوّجة، وبالسماع مكللة، ومنها: حديث الضيافة النبوية الذي تلقته بالقبول أئمة الحديث والصوفية، وهو ما أخبرني به حافظ العصر، أبو محمد عبد الله بن سالم البصري ( )، ثم المكي، شارح صحيح البخاري ( )، بعد ما أضافني على الأسودين التمر والماء في منزله بمكة المشرفة، عام أحد وثلاثين ومائة وألف، في اليوم الحادي والعشرين من ذي الحجة الحرام، وقال: أضافني على الأسودين التمر والماء الشيخ محمد بْنُ محمد بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَغْرِبِيُّ. وَقَالَ: أَضَافَنِي شَيْخنَا أَبُو عُثْمَانَ الْجَزَائِرِيُّ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي شَيْخُنَا الْمُقْرِي بالأَسْوَدَيْنِ عن سَيِّدِي أَحْمَدُ حِجِّيٌّ عن أَبي سَالِمٍ التَّازِيُّ عن أَبي الْفَتْحِ محمد بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمرَاغيِّ الْمَدَنِيِّ، عن نَفِيس الدِّينِ سُلَيْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَلَوِيِّ الْيَمَنِيِّ، بتعز عن وَالِده عن تَقِيّ الدِّينِ عُمَر بْن عَلِيٍّ الشَّعْبِيّ عن القاضي فَخْر الدِّينِ الطَّبَرِيّ فِي زَبِيد عن فَخْر الدِّينِ محمد بْن إِبْرَاهِيمَ الْجَبَرْتِيّ الْفَارِسِيِّ عن الْحَافِظ أَبي الْعَلاءِ الْهَمْدَانِيِّ عن أَبي بَكْرٍ هِبَة اللهِ بْن أَبِي الْفَرَجِ الْمَعْرُوف بِابْنِ أُخْتِ الطَّوِيلِ عن أَبي جَعْفَرٍ محمد بْن الْحُسَيْنِ بْنِ محمد بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصُّوفِيّ عن عَلِيّ بْن الْحُسَيْنِ الْوَاعِظِ عن أَبي شَيْبَةَ أَحْمَد بْن أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَطَّار الْمَخْزُومِيّ عن جَعْفَر بْن محمد بْنِ عَاصِمٍ الدِّمَشْقِيّ عن نَوْفَل بْن إِهَابٍ عن عَبْد اللهِ بْن مَيْمُونٍ الْقَدَّاح عن جَعْفَر بْن محمد الصَّادِق عن أَبِيه محمد الْبَاقِر عن أَبِيه زَيْن الْعَابِدِينَ عن أَبِيه الْحُسَيْن الشهيد قَالَ: أَضَافَنِي أَبِي الإِمَامُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَلَى الأَسْوَدِيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. قَالَ عليّ رضي الله عنه: <أَضَافَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. ثُمَّ قَالَ: انتهى. قال شيخنا ابن الطيب في مسلسلاته: هذا مما تفوّه به القدّاح ( )، وصرّح غير واحد بأنه اتّهم بالكذب والوضع… وحين ذاكرتُ بهذا الحديث، علامة العلماء الأعلام، وسيد أرباب السيف والأقلام، الإمام في جميع العلوم، عقليّها ونقليّها، والمطّلع على دقائق الأبحاث؛ خفيّها وجليّها، المولى الراغب في نشر الفضائل الحجة لمن قال: كم أدرك الأواخر ما فات الأوائل، حائز الحكمتين، وصاحب الرئاستين، جناب الوزير العالي الشأن الخطير محمد راغب پاشا؛ حفظه الله تعالى، وضاعف عليه الخيرات ووالى.
قرأهُ عليَّ بشرطه تبرُّكاً بالدخول في حيازة ثواب هذه الضيافة السنية على ما أخبر به سيد الكونين، وكنت في منزله ضيفاً له، فأكرمْ به قارياً على الحالين، وطلب مني الإجازة به بناء على قولهم: لا يكمل المحدِّث حتى يأخذ عمّن هو دونه، وإلا فهو الرحلة في جميع أنواع التحمُّل، وتقف عنده الأفاضل لا يعدونه، فامتثلتُ أمره، وأجزت المولى المذكور ما طلب، ولو كنت المجاز لكان أولى في سلوك طريق الأدب، على أنه من رواية الكبار عن الصغار، وربّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه، أمر واقع في سائر الأعصار.
هذا وقد ناولت المولى المذكور في ذلك المجلس السبحة كما ناولنيها جميع شيوخي، أجلهم شيخنا ابن سالم المذكور، وأجزت له روايتها عني حسبما سأل، وسند ابن سالم فيها عن الشيخ محمد بن سليمان المغربي المتقدم، عن أبي عثمان الجزائري، عن الإمام المقري، عن سيدي حجي، عن سيدي إبراهيم التازي، عن أبي الفتح المراغي، عن أبي العباس أحمد بن أبي جمال بن يوسف بن محمد السرمري، عن تقي الدين ابن أبي البنت محمد بن علي، عن مجد الدين عبد الصمد بن أبي الجيش المقري، عن أبيه، عن أبي الفضل محمد بن ناصر، عن أبي محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي، عن أبي بكر محمد بن علي السلامي الحداد، عن أبي نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمرو، عن أبي الحسن علي بن الحسن بن القاسم الصوفي؛ قال: سمعت أبا الحسن المالكي، وقد رأيته، وفي يده سبحة، فقلتُ: يا أستاذ أنت إلي الآن مع السبحة؟ فقال: كذلك رأيت أستاذي الجنيد؛ وفي يده سبحة، فقلت: يا أستاذ إلي الآن مع السبحة، فقال: كذلك رأيت أستاذي سري بن المغلس السقطي، وفي يده سبحة، فقلت: يا أستاذ وأنت مع السبحة، فقال: كذلك رأيت أستاذي معروف الكرخي، وفي يده سبحة، فسألته عما سألتني عنه، فقال: كذلك رأيت أستاذي بشر الحافي، وفي يده سبحة، فسألته عما سألتني عنه، فقال: كذلك رأيت أستاذي عمر المكي، وفي يده سبحة، فسألته عما سألتني عنه، فقال: رأيت أستاذي الحسن البصري، وفي يده سبحة، فقلت: ياأستاذ مع عظم شأنك، وحسن عبادتك، وأنت إلى الآن مع السبحة، فقال لي: هذا شيء كنا استعملناه في البدايات، ما كنا تركناه في النهايات، أنا أحب أن أذكر الله بقلبي ولساني ويدي.
قال الشيخ أبو العباس الرداد: تبيّن من قول الحسن البصري أن السبحة كانت موجودة متّخذة في عهد الصحابة، لقوله: هذا شيء كنا استعملناه في البدايات، وبداية الحسن من غير شكّ كانت مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه وُلد لليلتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله تعالى عنه…
آخره:… ورواية عمر المكي عن الحسن البصري معضلة. ثم سلسلة من طريق القلانسي مرسلة.
تكملة: أصّل كثيرٌ من أئمة الحديث لاتخاذ السبحة أصلاً أصيلاً، استنبطوه من أحاديث مختلفة، واستوفى ذلك الجلال؛ في (المنحة)، وقضية حديث من حديث من أقوى دليل، وأعدل شاهد، والله سبحانه تعالى أعلم. وَصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قال ذلك وكتب أبو الفتوح علي المؤقت الحلبي، غفر اللهُ زَلَلَهُ، وخَتَمَ بالصالحات عمله، أواخر ربيع الأول من سنة 1170 هـ.
ملاحظات: الناسخ المُجيز: علي بن مصطفى الدباغ، أبو الفتوح، الميقاتي، تاريخ النسخ: أواخر ربيع الأول سنة 1170 هـ/ 1756 م. وباقي مواصفاته مطابقة لمواصفات الرَّقْم الْحَمِيْدِيّ: 1471/ 3.