العنوان |
التأثير المسيحي في تفسير القرآن |
---|---|
المؤلف |
مصطفى بوهندي |
جيد
إنّ الناظر في مشروع بوهندي الفكري يجده متمركزًا حول ثلاثة محاور أساسية تجلّتْ من خلال مختلف كتاباته: فالأول هو إعادة الاعتبار للعملية التفسيرية، من خلال نزع القداسة عنها، وعدم تحويلها إلى مادة مطلقة، يمكن أنْ تصير قرآنًا موازيًا أو نصّاً أصليًّا، يبعدنا عن تدبر هذا الكتاب، أو احتكار الحقّ في فهمه وتأويله. وهنا كان كتاب “نحن والقرآن” دعوة صريحة للعودة إلى أصول التدبر بدَل التفسير.
الثاني فهو كتاب بعنوان “أكثر أبو هريرة”، وقد كان جرأة فعلية في واقع مغربي محافظ، أراد أنْ يمرّر من خلاله بوهندي فكرة محورية، وهي أنْ لا قداسة للأشخاص، كما القواعد والأصول. فلا يمكن أنْ تحُول بيننا وبين القرآن أيّ شخصية تاريخية، مهْما كانت مكانتها في ذهنية المسلم. فالقرآن أكبر من الأشخاص، والثقافة، والتاريخ، والمفاهيم، والقواعد. وجميعُها صُنع ليخدم أغراضًا أخرى كشف عنها البحث في مضامين النصوص التي نُقلت عن أبي هريرة.
الثالث: وهو علاقة القرآن الكريم بباقي الكتب السماوية الأخرى، ففي هذه العلاقة حسب بوهندي ما يوحي بفكرة الهيمنة التي هي عبارة عن استرجاع نقدي لمضامين هذه الكتب السابقة. وقد تماهى بوهندي مع فكرة المرحوم الحاج حمد بخصوص هذا الاسترجاع، وكشف عنه من خلال بعض القصص القرآني كقصة آدم وموسى وعيسى وإبراهيم، معتمدًا في ذلك على ما يسمّيه بالاقتراح القرآني، أو الإضافة النوعية للقرآن في مثل هذه القضايا، وهي أفكار مستوحاة إلى حد كبير من محمد باقر الصدر وتفسيره الموضوعي.
يعدّ كتاب “التأثير المسيحي في تفسير القرآن: دراسة تحليلية ومقارنة” أحد تجليّات مشروع بوهندي، وقد صدر عن دار الطّليعة سنة 2004، في 321 صفحة. وجاء مقسّماً إلى أبواب، تضمّ بدورها فصولاً ومباحث مختلفة. فالباب الأول كان عبارة عن مجموعة من المقدّمات التي اعتبرها الكاتب خللاً منهجيًّا في علم التفسير. أمّا الباب الثاني فقد ناقش فيه بوهندي مسألة النّبوة والألوهية، كما ناقش في الباب الثّالث قضية أشراط الساعة، ومدى تأثّر المسلمين بالعقائد المسيحية في هذا الشأن.
العنوان |
التأثير المسيحي في تفسير القرآن |
---|---|
المؤلف |
مصطفى بوهندي |
جيد
One Response
جيد