المؤلف |
غابرييل غارسيا ماركيز |
---|
كتبها ماركيز عن قصة حقيقية لأحد البحارة الكولومبيين لويس أليخاندرو فيلاسكو الذي كان يطمح إلى كسب المال من خلال بيع قصته إلى مكتب الجريدة التي يعمل بها ماركيز وذلك بعد أن انحسرت عنه أضواء الشهرة والبطولة وبريق المال وبالفعل تمت الموافقة وعرض على ماركيز كتابتها باسمه وحين نشرت لأول مرة نشرت على لسان البحار وباسمه حتى قرر ماركيز إعادة نشرها خضوعا لطلب الناشرين يقول : لم أعد إلى قراءة هذه القصة منذ خمسة عشرة سنة ، ورغم إنها تبدو لي متحلية بقدر كاف من الكرامة لنشرها ، فلستُ مدركا أهمية هذا النشر ، وإذا كانت تنشر اليوم بين دفتي كتاب فلأنني قبلتُ بذلك دون إطالة التفكير ، إلتزاما مني بالوعد ، إن فكرة كون الناشرين يهتمون باسم صاحب التوقيع أكثر من اهتمامهم بقيمة النص خاصة إذا كان هذا الكاتب ( موضة ) هو أمر يحزنني ولكن من حسن الحظ أن هناك كتبا ليست ملكا لمن يكتبها وإنما هي ملك أؤلئك الذين يجعلونها ممكنة بتجربتهم الأليمة مثل ذلك المواطن النكرة الذي تألم طيلة عشرة أيام بدون أكل أو شرب على سطح طوافة إن كتابي هذا يدخل ضمن هذا الصنف ! ويبدو أن ماركيز كان هو الموضة في تلك الفترة ولم يكن يدري أنه سيصبح موضة دائمة صالحة لكل زمان ومكان والحمد لله أنه قبل نشر الكتاب بدون أن يطيل التفكير. هذه الرواية في الأصل تحقيق صحفي ولكنه أصبح قصة تحكي سيرة بحار يعمل على ظهر المدمرة كالداس والتي تحمل بعض العتاد الحربي غير إن االسفينة فيما يبدو كانت تحمل بعض الحمولة الزائدة وهي عبارة عن بعض الشحنات التي لم تربط ربطا جيدا مما أدى إلى اهتزاز السفينة وسقوط ثمانية بحارة من على ظهرها دون أن ينتبه طاقم السفينة إلى المفقودين كما إن الحكومة أخفت الخبر وأعلنت أن الحادثة كانت نتيجة لعاصفة ولم تظهر الحقيقة إلا بعد أن أعلنها ماركيز في قصته على لسان الرواي والتي أدت إلى إتخاذ السلطة الديكتاتورية عقوبات تعسفية كان من ضمنها إقفال الجريدة . البحار لويس وجد نفسه وحيدا على ظهر طوافة ، لم يستطع أن ينقذ زملائه وتمسك بقوة الإرادة ما بين سطوع أمل وإنطفاء آخر وحيدا يتآكله الظمأ والجوع رهبة البحرو ، وهم أشجار جوز الهند وحقيقة أسماك القرش طوال تلك الأيام المريرة في بحر عاصف بين الحياة والموت مما استدعى ذاكرتي رائعة يان مارتل حياة باي وكذلك قوة الإرادة التي تصنع المستحيلات كما حدث مع هنري شاريير في سيرة سجنه وهروبه في رواية الفراشة . إن ماركيز على الرغم من أنه يروي قصة رجل آخر كما فعل في قصة موت معلن إلا إنه يملك أدواته جيدا ويعرف كيف يستخدمها باحتراف يجعل القارىء يتتبع سطوره ورواياته ميزة هذا الكتاب أنه ترجم على يد اليوسفي وهو شاعر وأديب مما سيجعلك تحظى بقراءة ماتعة بلا ش
المؤلف |
غابرييل غارسيا ماركيز |
---|