Search
Search

أسئلة الحداثة بين الواقع والشطح

نبذة عن كتاب أسئلة الحداثة بين الواقع والشطح

الحياة الثقافية سادها الركود زمناً طويلاً في ظل الحكم العثماني فألف الناس الركود وصارت الحركة توجع أجسادهم وأرواحهم، وتطاول الليل كثيراً فألفت عيون الناس الظلام وصار ضوء النجوم الخافت يؤلمها ويبهرها.. وحين دبت الحركة وارتفعت المشاعل وتعالت الأصوات داعية إلى النهوض للسير في موكب الشمس قال من لهم منفعة في بقاء الليل: هذا خروج على ما تركه الأجداد وزعم بعضهم أن فيه من الكفر ما فيه، ولكن الحركة ازدادت وأشرقت الشمس. حدث ارتباك وتردد وتخبط.. ثم تعالت صرخات ابتهاج وترحيب وصرخات ألم واستهجان.. حدث اندفاع إلى الأمام، وحدث انكفاء وانزواء، فتحت نوافذ فدخل الضوء والهواء وأغلقت نوافذ فحُجب الضوء وفسد الهواء، وتسارعت حركة المتحركين وزاد انطواء المنطوين فأدى ذلك إلى تطرفين متناقضين: تمسك بالقديم، بل بالبالي من القديم، قابله رفض مطلق وتدميري لكل قديم، حتى المتحرك فيه، ووجدت فئة عملت على أن تخرج المتزمتين إلى ضوء النهار برفق وأن تكبح اندفاع المندفعين إلى الأمام وكانت فئة قليلة.. ومن ركود الراكدين، ومن حصافة الحصفاء، واندفاع المندفعين تكونت ملامح الثقافة العربية المعاصرة. كان سلاح الترجمة أحد الأسلحة الرئيسية في أيدي الداعين إلى التجديد والخروج إلى رحاب الثقافة العالمية.. ولم يكونوا الوحيدين الذين استعملوا هذا السلاح.. فلقد استعمله المحافظون غير المتزمتين وحتى بعض المتزمتين في مجالات ضيقة.. وكان أن انعكست ملامح الثقافة العالمية، على تعدد وجوهها ومدارسها، في ثقافتنا المعاصرة.. وكانت لذلك فوائد جُلّى، وكانت بعض المحاذير…

بيانات كتاب أسئلة الحداثة بين الواقع والشطح

المؤلف

ميخائيل عيد

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

کتب ذات صلة

روابط التحميل

الرابط المباشر

شارک مع الآخرین :