مدخل إلى التراث العربي الإسلامي

نبذة عن كتاب مدخل إلى التراث العربي الإسلامي

كتاب مدخل إلى التراث العربي الإسلامي
عنوان الكتاب:
مدخل إلى التراث العربي الإسلامي

المؤلف:
أ.د.خالد فهمي و د.أحمد محمود
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: مركز تراث للبحوث والدراسات
الطبعة: الأولى 1436 هـ / 2014 م
عدد الصفحات: 276
حول الكتاب
فإن لكل أمة من الأمم جذورا متأصلة في كيانها اصطلح على تسميتها بـ ((التراث)). وقد استقر في تاريخ الحضارات جميعا أن التراث أحد جملة من الأعمدة تقوم بعبء تأسيس النهضة الحضارية؛ ومن أجل ذلك عنيت كل أمة بما تعتقد أنه مرجعية مؤسسة لها، فالأمم بماضيها قبل أن تكون بحاضرها؛ فمن ذلك الماضي تستمد وجودها، وبالحفاظ عليه يكون بقاؤها متميزة، وفي رحابة تعيش قوية بكيانها ومقوماتها.
والتراث الحضاري لأي أمة في العالم هو الأساس الذي تبنى عليه مكانتها، وتحدد به هويتها وتضبط من خلال قيمه مسيرتها، كما يستدل به على مدى عراقتها في التاريخ، ونوعية إسهامات رجالها في حركته، ومدى تأثيرها فيه وتأثرها به.
وعلى ذلك فالفارق كبير بين أمة لها موروث، وأمة لا موروث لها، فما أسرع ما تمضي الأولى قدما نحو مستقبل أزهى، إذا هي انتفعت بهذا الموروث؛ لأنها في هذا المقام تستوحي حضارة سالفة، وتسترشد بحضارة قائمة، وتمزج بين الحضارتين مزجا غير قابل للفصل. ومثل هذه الحضارات الأصيلة كمثل البنيان على أسس راسخة.
وتراث أي أمة في صورته المكتوبة هو ذاكرتها الفكرية، والمقصود بتلك الذاكرة : مجموع الأفكار التي نشأت في تلك الأمة، وبيان كيفية نشأتها، وفي أي سياق تاريخي نمت وتطورت دينيا واجتماعيا وسياسيا؟ وأي نوع من الأفكار هي؟ وما المناهج والأساليب التي اعتمد عليها العالم المسلم في توليد هذه الأفكار؟ وما طبيعة التنوع المعرفي الذي امتازت به تلك الأفكار؟
إلى غير ذلك من تساؤلات تفضي الإجابة عنها إلى إنشاء تصور واقعي متزن عن التراث العربي الإسلامي.
والبحث في التراث هو بحث تاريخي في المقام الأول من جهة تعلقه بالماضي؛ ولذلك يحتاج من يتصدى لدراسة التراث والراغب في النفاذ إلى مكنونه إلى تحصيل أدوات ومناهج تاريخية، وأدوات ومناهج معرفية متعلقة بتاريخ العلوم العربية التراثية.
وهذا الكتاب الذي نقدم له هو ثمرة أعمال الدورة التي عقدها المركز بعنوان ((مدخل إلى التراث العربي الإسلامي))، وهي الدورة التي يمكن النظر إليها بوصفها خطوة أولى في سبيل تحصيل تلك الأدوات. وهو كتاب يخاطب المثقف غير المتخصص الذي يروم أن يكون له نصيب من المعرفة بتراث أمته، ونصيب من الفقه الحسن بكيفية التعامل معه. وبعبارة أخرى: فإن هذا الكتاب دليل إرشادي يمكن البدء به والانطلاق منه في تأسيس وعي معاصر بالتراث العربي الإسلامي.