المؤلف |
سليم حسني |
---|
بدأت تحدد وترسم مبادئ الرؤساء الأميركيين مع نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث بدأت مطامع كل من الاتحاد السوفيتي وأمريكا تبرز بشكل معلن في التوسع والسيطرة على العالم، وحيث بدأت بذلك الأيام الأولى من تاريخ بدء الصراع السياسي بين القوتين المستكبرتين. حينئذ بدأت أمريكا في ترسيخ مبادئها في الصراع والتي تعكس مبادئ الرؤساء على مسرح الأحداث التي شهدتها الساحة الدولية، ولكن مع اختلاف الجانب المتغير في هذه المبادئ على طول خط الصراع مع تبدل الرؤساء الأميركيين، إلا أن الجانب الثابت من هذه المبادئ احتفظ بالقاعدة التي تسير عليها رسم هذه المبادئ، الا وهي قاعدة الحفاظ على المصالح وتوسيعها، والمصالح أو المطامع بعكس المبادئ، تفرق وتبعد أطراف اللعبة قبل أن تقربها، ومن الطبيعي في مثل هذه الحالة ان نستنتج ان روح العداء هي خميرة العجينة التي تجسم في صورها وأشكالها المختلفة مع اختلاف الرؤساء ومبادئ الرؤساء أو مبادئ السياسة الأميركية، وعلى هذا الأساس يمكن ان تسجل تسمية (مصالح الرؤساء) حضورا في ذهن القارئ قبل تسمية (مبادئ الرؤساء). ان استقراء هذه المبادئ (المصالح) يظهر بشكل واضح الفشل الذي زامل هذه المبادئ من البداية في تحقق القسم الكبير من اغراضها، وكما يمكن تعداد عدد مرات الفشل مع تعداد عدد الرؤساء الأميركيين، كذلك يمكن تبيان نوع الفشل مع نوع الركائز السياسية التي استند عليها كل رئيس ضمن الظروف التي عاشرته. وأخيرا.. وفي قمة الصراع بين عوامل الفشل و النجاح في مبادئ الرؤساء الأميركيين، التي ترسم الخط البياني للمد والجزر الذي يصيب السياسة الأميركية في العالم، كانت المفاجأة وكانت الضربة.. التي اهتزت على أثرها ركائز السياسة الأميركية في الخاصرة الضعيفة للعالم في المنطقة الخليجية في قيام الجمهورية الإسلامية في إيران، وعلى صدى صيحات المستضعفين في الأرض، بدأت الانطلاقة لبداية جديدة من الصراع بين المنتصرين للحق والمنتصرين للباطل.
المؤلف |
سليم حسني |
---|